الأردن تغلق مجالها الجوي مؤقتًا    المملكة تدين العدوان الإسرائيلي السافر على إيران    عملية الأسد الصاعد الإسرائيلية: نظرة داخل المواقع النووية الرئيسية في إيران    اجواء حارة الى شديدة الحرارة على اجزاء من عدة مناطق بالمملكة    ضيوف الرحمن و زوّار المسجد النبوي يمكنهم معرفة المواقع الشاغرة في المسجد    مراقبو أمانة تبوك ينفذون 1253 زيارة ميدانية خلال ذي الحجة    المؤشر الياباني يتراجع    أكثر من 1900 حاج يستفيدون من مبادرة المواقع المتنقلة على طريق الهجرة    التلفزيون الإيراني: إسرائيل استهدفت قيادات عسكرية.. وسقوط ضحايا في مناطق سكنية    حرب إسرائيل وإيران.. تراجع في أسواق آسيا والمحيط الهادئ والنفط يقفز 7%    لماذا لا يريد ترمب أن تهاجم إسرائيل إيران؟    ذبح ومعالجة أكثر من 820 ألف رأس من الأضاحي خلال موسم الحج    استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف يستهدف تجمعات مدنية    الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    أسعار النفط تنخفض    الأخضر السعودي تحت 23 عاماً يواجه الدنمارك في نصف النهائي    حلبة كورنيش جدة تشهد ختام منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من بطولة السعودية تويوتا كسر الزمن 2025م    ماجد الجمعان: لم أوقع على أي عقد بيع للاعبين    القنوات الرياضية السعودية تنقل كأس الكونكاكاف الذهبية 2025 بمشاركة تاريخية للأخضر    حرس الحدود يسهل إجراءات مغادرة الحجاج عبر ميناء جدة الإسلامي    «إثراء» يعايد زواره بالموسيقى والأداء المبتكر    «100 قصة من مجتمعنا» تواصل استقبال المشاركات    لاجامي يشارك في تدريبات الهلال لأول مرة    عائلة الحمد يشكرون المعزين في وفاة فقيدهم الشيخ حمد    بدء العد التنازلي لانطلاق كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025 من الرياض    المزيني يقدم نسخة من أوراق اعتماده سفيرًا للمملكة لدى الأوروغواي    المملكة تعزي الهند إثر الحادث الأليم بسقوط طائرة مدنية    سعود الطبية تُجري أول عملية لتبديل رأس عظمة العضد في مفصل الكتف    بعد موسم لافت في دوري روشن    وزير الشؤون الإسلامية يوجّه خطباء الجوامع بتخصيص خطبة الجمعة لشكر الله على نعمة نجاح موسم حج 1446ه    نجاح أول عملية تصغير معدة بالمنظار لزارع كلى على مستوى المنطقة    بمتابعة وإشراف أمير منطقة تبوك مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار تودع ضيوف الرحمن بخدمات نوعية    أمانة الشرقية تختتم فعاليات عيد الأضحى بفرحة الأهالي والزوار    اختتام فعالية ( عيدنا يجمعنا) بحضور أكثر من 8 الاف زائر برأس تنورة    جمعية المودة تواصل تقديم خدماتها ل352 أسرة خلال عيد الأضحى المبارك    "قمر الفراولة" ينير سماء الحدود الشمالية في مشهد نادر حتى عام 2043    أكبر ارتفاع لأسعار النفط منذ أكتوبر نتيجة توترات الشرق الأوسط    نجاح الحج بتكامل أمني وتشغيل وطني    تعاملنا مع الأزمات جيني أم بيئي؟.. بحث جديد يجيب    التفوق ومرتبة الشرف ل غلا عاشور    الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة "المثلث"    الديوان الملكي: وفاة الأمير فيصل بن تركي    ثمن تيسير الإجراءات المقدمة في المنافذ.. أمير الشرقية: نتطلع لتقديم خدمات متميزة للحجاج تعكس الصورة المشرفة للسعودية    "سدايا" تؤمن سلاسة مغادر ضيوف الرحمن عبر المنافذ    الحبشي يحتفي بإصداره "الاستخلاف وعمارة الأرض"    بموجب اتفاق سعودي – هولندي.. 428 مليون ريال استثمارات لتوطين التقنيات البيئية    سمو ولي العهد يوجه برقية شكر جوابية لسمو وزير الداخلية بمناسبة تهنئته بعيد الأضحى المبارك ونجاح موسم حج هذا العام 1446ه    توزيع هدية خادم الحرمين على الحجاج بمطار الطائف    استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عند أبواب المسجد الحرام    العقوبات والتخصيب في الميزان.. عراقجي: الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران يقترب    مغادرة أولى رحلات ضيوف الرحمن عبر مطار المدينة    القاضي والفلاتة يحتفلان بزفاف أنس    عادة بسيطة عند النوم قد تؤدي إلى الصلع    97.7 % نسبة رضا الحجاج عن العلاج ب" التجمع الصحي"    حضور عالمي متنامٍ للسياحة في المملكة    الحج والتنظيم الحضاري    هيئة الأفلام تنضم إلى الرابطة الدولية للمحفوظات السمعية    دارة الملك عبدالعزيز تصون ذاكرة الوطن ب" التقنيات الحديثة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وسط تصاعد التوترات في المفاوضات.. موسكو تحذر كييف من تكاليف رفض التنازلات
نشر في البلاد يوم 12 - 06 - 2025

في تطور لافت في مسار النزاع الروسي الأوكراني، أطلقت موسكو تحذيرًا شديد اللهجة موجهًا إلى كييف، يؤشر إلى تصعيد محتمل في حال لم تُظهر الأخيرة مرونة أكبر على طاولة المفاوضات. تصريح مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد المفاوض، فلاديمير ميدينسكي، لا يمكن فصله عن السياق الاستراتيجي الأوسع الذي تعتمده موسكو منذ بداية الأزمة، حيث تدمج لغة التهديد مع دعوات "السلام"، في إطار ما يمكن وصفه بسياسة العصا والجزرة الدبلوماسية.
تحذير ميدينسكي بأن رفض أوكرانيا تقديم تنازلات "سيكلفها المزيد من الخسائر الإقليمية"، يمثل إشارة واضحة إلى استعداد روسيا لاستخدام قوتها العسكرية كورقة ضغط مستمرة على كييف، سواء في ساحة الميدان أو في ساحة التفاوض. هذه الاستراتيجية تهدف إلى إحداث تغيير في الموقف الأوكراني من الداخل، من خلال دفع النخب السياسية أو الرأي العام نحو القبول بتسويات تُعتبر غير عادلة أو قسرية.
ورغم تأكيد ميدينسكي أن بلاده "ترغب في السلام"، إلا أن اشتراطه بأن ذلك السلام مشروط بتخلّي أوكرانيا عن ما يصفه ب"اتباع مصالح دول أخرى"، يظهر موقف روسيا الراسخ بأن الصراع ليس فقط بين دولتين، بل هو امتداد لصراع أوسع مع الغرب، لاسيما الولايات المتحدة والناتو. وهذا الاتهام يحمل طابعًا استراتيجيًا، يهدف لتصوير أوكرانيا كأداة في يد القوى الغربية، وبالتالي نزع الشرعية عن خياراتها السيادية.
ربط النزاع الحالي بالحرب الروسية السويدية التي استمرت 21 عامًا، ليس مجرد استحضار تاريخي عابر، بل هو محاولة لتكريس فكرة أن روسيا قادرة على خوض صراع طويل الأمد، وأنها تمتلك النفس السياسي والعسكري لذلك، في حين يتم تصوير أوكرانيا كمنهكة وقصيرة النفس استراتيجيًا.
وفي سياق آخر، وصف ميدينسكي للحرب ب"قتل الأخ لأخيه"، يكشف محاولة موسكو المستمرة لإعادة تعريف الصراع ك"نزاع داخلي" أو "أزمة بين شعب واحد"، بدلاً من الاعتراف به كغزو لدولة ذات سيادة. هذا التوصيف يحمل أبعادًا دعائية تهدف إلى تقويض المشروعية الدولية للموقف الأوكراني، وتحميل كييف المسؤولية الأخلاقية عن استمرار النزاع.
الجولتان الأخيرتان من المفاوضات في إسطنبول – في 16 مايو و2 يونيو – شهدتا بعض التقارب في ملف تبادل الأسرى، وهو الجانب الإنساني الأقل تعقيدًا، إلا أن القضايا الجوهرية، مثل مستقبل الأقاليم التي تسيطر عليها روسيا، والضمانات الأمنية، والسيادة الأوكرانية، لا تزال عالقة. تبادل الوثائق خلال الجولة الثانية لا يعني وجود تقدم جوهري، بل يعكس استمرار التباعد بين الرؤى الاستراتيجية للطرفين.
يذكر أن الاتفاق على تبادل الأسرى المرضى ومن هم دون سن الخامسة والعشرين، بصيغة "الكل مقابل الكل"، قد يحمل أبعادًا رمزية تهدف إلى تهدئة الداخل وتخفيف الضغط الشعبي، لكنه لا يغير من واقع أن الحرب لا تزال مفتوحة على احتمالات تصعيد جديدة.
ويعيد الخطاب الروسي الأخير تثبيت معادلة واضحة: لا تنازل أوكراني يعني استمرار النزاع وربما توسعه. ومن خلال تكرار هذه الرسائل، تسعى موسكو إلى زعزعة ثقة كييف في قدرتها على الصمود، كما تعمل على كسب الوقت لتعزيز أوراقها السياسية والميدانية. لكن هذه المقاربة قد تكون سيفًا ذا حدين، إذ قد تدفع أوكرانيا نحو تعزيز تحالفاتها الغربية وتصلب موقفها التفاوضي، ما يُبقي الأزمة في حالة جمود قابلة للانفجار.
وفي ضوء ذلك، يصف مراقبون الخطاب الروسي بأنه ليس مجرد تحذير، بل هو جزء من استراتيجية ضغط شاملة تستهدف كييف والغرب على حد سواء، وتستند إلى مزيج من التهديد، الرمزية التاريخية، والدعوة المشروطة للسلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.