توقع عدد من المؤسسات الدولية تراجع نمو الاقتصاد العالمي لعام 2019، في إشارة إلى الآثار السلبية للحرب التجارية العالمية بين الصين وأمريكا. وتأثرت مؤشرات الاقتصاد العالمي بصورة كبيرة خلال الأشهر الأخيرة من 2018، بسبب النزاع التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم. فقد توقعت الأممالمتحدة، أن ينمو الاقتصاد العالمي 3% هذا العام وهو ما يقل قليلا عن معدل نموه في 2018 البالغ 3.1% ، لكن المنظمة الدولية ذكرت في توقعاتها أن هناك حاجة لتحرك عاجل وملموس على صعيد السياسات لوضع العالم على المسار صوب تحقيق أهداف الأممالمتحدة في القضاء على الفقر بحلول 2030. وقال ريتشارد كوزول رايت، مدير شعبة العولمة واستراتيجيات التنمية لدى مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد): "هناك الكثير من الأضواء الصفراء التي تومض، وبعضها سيتحول على الأرجح إلى اللون الأحمر على مدى السنوات المقبلة، مع تداعيات لا يمكن التنبؤ بها". ووفقا لرويترز، قال التقرير إن معدلات التوظيف ترتفع، لكن جودة الوظائف لا تزال منخفضة، وهناك حاجة إلى مستويات نمو اقتصادي أعلى كثيرا في أفريقيا لانتشال المواطنين من القفر. ويعيش ما يربو على 700 مليون شخص تحت خط الفقر المدقع، الذي جرى تحديده في عام 2011 عند 1.90 دولار في اليوم من حيث تعادل القوة الشرائية، ونصفهم في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء. وأفاد التقرير بأن ثمة مخاطر مرتبطة بتباطؤ النمو في ألمانياوالصين، والنظام المصرفي الإيطالي، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والديون التي تثقل الاقتصاد العالمي بعد 10 سنوات على نشوب الأزمة المالية العالمية. على الصعيد نفسه قال صندوق النقد الدولي، إن الاقتصاد العالمي والتوسع أصيبا بالوهن، لكنه أبقى على النمو العالمي المقدر في عام 2018 عند 3.7%. وأضاف الصندوق في تقرير "آفاق الاقتصاد العالمي" في المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس 2019)، أنه خفض توقعات النمو الاقتصادي للعام الجاري، بنسبة 0.2% عن توقعات أكتوبر الماضي، ليبلغ 3.5%. من جانبه حذّر البنك الدولي من أنّ الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتّحدة والصين، أكبر قوّتين اقتصاديتين في العالم، تسبّبت في أضرار جانبية كثيرة وتهدّد أخطارها بتباطؤ النموّ الاقتصادي العالمي.
