أكد محافظ مصرف قطر المركزي قرار إغلاق الفروع الإسلامية للبنوك التقليدية نهاية العام الحالي نظرا لصعوبة مراقبتها وتعقيد تطبيقها للسياسة النقدية للبلاد. وأوضح الشيخ عبد الله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي في كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر العالمي ال8 للاقتصاد والتمويل بالدوحة والذي تستمرأشغاله إلى 21 من الشهر الجاري أن الجمع بين الأنشطة المصرفية التلقليدية والإسلامية يعقد عملية الإشراف والرقابة كما انه يعوق الاستخدام الأمثل لادوات السياسة النقدية. وأضاف محافظ المركزي القطري ان الخلط بين موجودات ومطلوبات المصرفية الإسلامية والتقليدية يخل بالتنافس الحر والشفافية بين البنوك ويؤدي إلى تعقيد إدارة المخاطر ويصعب عملية إعداد تقارير مالية متجانسة تستند لمعايير واحدة نظرا لما يتميز به التمويل الإسلامي من مخاطر أكثر تشعبا وتعقيدا من التمويل التقليدي. ونبه الشيخ عبد الله إلى المسؤولية الملقاة على عاتق البنوك الإسلامية المحلية في ظل مكانتها التي تعكسها أرقام النمو "الجيدة" المحققة سنويا من قبلها مؤكدا على ضرورة اتساق مساهمتها في نهضة الاقتصاد القطري وتقدمه مع المبادئ والأسس التي انطوت عليها رؤية قطر 2030 التي تهدف لتحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين عيش كريم لشعبها. كما شدد على أن مساهمة البنوك الإسلامية في التنمية الاقتصادية تحتم عليها أن تكون شريكا فاعلا في تمويل مختلف المشاريع دون تركيز على مشاريع أو قطاعات بعينها. واضاف الشيخ عبد الله أن البنوك الإسلامية "ملزمة" بتطوير منتجاتها وابتكار منتجات جديدة بما يمكنها من إدارة سيولتها وملاءتها على نحو يفي بالمتطلبات الإشرافية إضافة إلى الحاجة لاستكمال وتطوير البنية التحتية القانونية لمعاملتها. وعبر في كلمته عن "تقدير" مصرف قطر المركزي للدور الكبير الذي تقوم به منظمات وهيئات دولية في الوقت الحالي للتصدي لهذه التحديات من خلال ما تقوم به من أبحاث وما تصدره من معايير وإرشادات دولية ومؤتمرات وندوات تعريفية وما تصدره بعض المنظمات الدولية من أدوات مالية إسلامية لتعزيز مكانة وقدرة الأسواق المالية والنقدية الإسلامية على المستوى العالمي. وفي ختام كلمته أشار إلى أن العديد من الدول المعروفة "بعراقتها" المصرفية بدأت تتحدث عن "مزايا" النظام المصرفي الإسلامي و"معدلات نموه ومناعته وقدرته على الاستجابة لتحديات العمل المصرفي" وخاصة تجاه الأزمات المالية و"هو ما برز واضحا خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة".