في تطور لافت يعكس تصاعد التوترات الأمنية في العراق، اتهمت السفارة الأمريكية في بغداد"كتائب حزب الله" بتنفيذ الهجوم المسلح، الذي استهدف الأحد دائرةً تابعة لوزارة الزراعة في جانب الكرخ من العاصمة، مطالبة الحكومة العراقية باتخاذ"إجراءات سريعة وحاسمة" لتقديم الجناة إلى العدالة. وقالت السفارة في بيان رسمي:" إن عناصر من كتائب حزب الله نفذوا الهجوم"، وقدمت تعازيها لأسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة الاعتداء، مشددة على أن المساءلة ضرورية للحفاظ على سيادة القانون، ومنع تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد مؤسسات الدولة. من جهته، شدد رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، على أن هيبة الدولة خط أحمر، وأن "لا أحدًا من حقه أن يحل محل سلطاتها". وأكد خلال اجتماع أمني طارئ مع كبار القادة العسكريين أن التحقيقات جارية ل"تحديد الجهة التي سمحت بحركة العناصر المسلحة دون موافقات أمنية مسبقة". وأضاف السوداني، أن الأجهزة الأمنية ستواصل مهامها بمهنية ومسؤولية، وسيُحاسب جميع المتورطين وفق القوانين النافذة، مشيرًا إلى إشرافه المباشر على سير التحقيقات التي وصفها ب"الحساسة". وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت في وقت سابق، أن مجموعة مسلحة اقتحمت مبنى إحدى دوائر وزارة الزراعة أثناء اجتماع إداري رسمي، بالتزامن مع مباشرة مدير جديد لمهامه، ما أثار ذعرًا شديدًا بين الموظفين. وقد استنجد العاملون بالقوات الأمنية، التي هرعت للمكان وتعرضت لإطلاق نار مباشر من قبل المهاجمين. وأسفرت المواجهات عن إصابة عدد من الضباط وعناصر الشرطة الاتحادية بجروح، في حين ألقت القوات الأمنية القبض على 14 شخصًا حتى الآن ممن تورطوا في الاعتداء، وتواصل تنفيذ عمليات تفتيش وملاحقة لتعقب بقية المطلوبين. وأكدت الداخلية في بيان لاحق، أن فرض القانون وهيبة الدولة يمثل أولوية لا تهاون فيها، مشيرة إلى أن ما جرى يُعد"حادثًا خطيرًا يستدعي الحزم وعدم التراخي".