لا نشعر بقيمة الوطن حقًا إلا حين نغادر أرضه، فالوطن هو القلب الذي يخفق بالحياة، وأنا بعيد عن وطني "السعودية"، كلما لاح طيفه في خاطري ابتسمت وقلت: اللهم أعز هذا الوطن، وقيادته، وشعبه. حين نسافر، يزداد إدراكنا لعظمة هذا الوطن الكبير بقيادته الحكيمة وشعبه الوفي، ويزداد يقيننا بأن حب الوطن ليس شعورًا عابرًا بل هو انتماء راسخ، وشعلة متوهجة تضيء القلب بنور الأمن والأمان، مهما جلت في أصقاع العالم، لم أجد ما يوازي وطني السعودية، لا في الأمن ولا في جمال الترفيه والمصايف. حب الوطن شعور فطري يولد معنا، فهو الحضن الذي يحتضن طفولتنا وأحلامنا، والأرض التي تنبت عليها ذكرياتنا، كم هو جميل أن ندرك أن للوطن عبقًا يشبه عطر الذاكرة، يوقظ فينا الحنين كلما ابتعدنا عنه، الوطن قلبنا ونبضنا وشريان حياتنا، قبلة على جبين الأرض، وموئل سعادتنا وحريتنا. وطني، يا من أحببتك منذ الصغر، وتغنى بك الشعراء، وأطربهم ليلك المضيء، أنت أنشودة الحياة، وبسمة العمر، حبك فخر واعتزاز لكل مواطن، وحمايتك واجب مقدس، فأنت الذي منحنا الأمن والكرامة، لا شيء أعذب من أرض الوطن، ولا حب أنقى من حبك، أنت العطاء الذي لا ينضب، والشجرة التي سُقيت بدماء الأبطال وتضحيات المخلصين. أرواحنا مشبعة بحبك، ومهما ابتعدنا تعود قلوبنا إليك، تشتاق نسيمك، وماءك، وترابك. لأجلك نسعى، ونكدح، ونحمل رايتك عالية، فأنت المكان الذي قد تغادره الأقدام، لكن القلوب تظل عالقة به، وأنت الجمال الذي يعكس كرامتنا أمام العالم. حبك يجري في العروق، ومهما كتبنا فيك لن نوفيك حقك، أنت بيتنا الكبير، ومصدر سعادتنا، وحصن أماننا. حفظك الله يا وطننا العزيز، وأدامك شامخًا آمنًا مزدهرًا. كم أنت عظيم يا وطني، كم أنت عزيز في قلوب الشرفاء، حبك أقوى من أي حجج، وأغلى من كل الأوطان، أنت الأرض التي ولدت عليها، وأكلت من خيراتها، وتنفسْت هواءها، واحتميت بظلها. أنت الأم التي ترعانا، ونحن أبناؤها الأوفياء. ومهما قلت عنك، تبقى الكلمات عاجزة عن وصف مكانتك في قلوبنا.