عندما تأخذك دوامة الحياة الطاغية منذ نعومة أظفارك في دورتها العاتية لاإراديا وترميك في كل اتجاهاتها الدنيوية كورقة في مهب رياح عاصفة، وتكون قد سايرتها في اندفاعاتها، تلك في غفلة منك، أو انتباهة ساذجة لا فرق، متماديا في دعه وعي دنيوي، أو بدون تفكير أخروي، أو بدون وعي ذهني في تقدير مجتمعي يعيب عليك حتى الضحكة العالية دون إدراك في عواقبها، وما تجره عليك هذه الدوامة أو الغفلة الحياتية أو البداية العمرية التي أبكتني في الخامسة، وأدمتني في العاشرة، ومن ثَم تبعات لاحقة لا قبل لك بها، ولا قدرة تحمّل ولا طاقة نسيان من جهالة بدائية، ثم حينما تبلغ مرحلة سنية عمر معينة يمسكك فيها العقل الذي كان غائبا بتلابيبك صارخا في وجهك ، أنا هنا ، ويجلدك الوقت الزمني بعنفه المخيف وسياطه الدامية أن توقف، وإن عليك أن تحسب حسابك، الربح والخسارة، الصح والخطأ سواء كنت في عنفوان شبابك أو في منتصف شيبتك أو في كهولتك لا فرق المهم أن توقف، إنما الفارق هو المحاسبة والتقييم وعندما تدرك بأنك فعلا قد بلغت دورتك الحياتية الكاملة في الركض المضني وزهقت روحك من عد السنين الماضيات، وأحمالها ولا تعرف عدد السنين الباقيات ونهاياتها، وتبعاتها انطلاقا من إيمانك بأن الأعمار بيد الله لا بالتخمين ولا بالتمني، هنا لابد وأن تجلس ثم تحاسب نفسك مالها وما عليها ، أدائها خمولها تفوقها إخفاقها ربحها وخسارتها علاقاتها بالله، ثم بالناس أما ما بينك وبين ربك فلا شأن للناس فيه ولا فيك، ولاشك في ذلك ، إنما عندما تبلغ هذه المرحلة السنية وتبدأ تعد الأيام متدحرجا حبوا بتسارع كسباق السلحفاة عجزا عمريا كطاقة جسدية لدخول عالم النهاية العمرية، فأنت هنا فعلا قد بلغت وتعديت المدى الكافي لطرق باب الوعي العقلي وأن عليك الإسراع للمحاسبة والاعتذار الصريح لله أولا ثم للناس ثانيا ، من عاتبت منهم ، من خاصمت ، من خطأته ومن أخطأت في حقه وأنه لا عذر لك قولا وفعلا إلا أن تسأل الله المغفرة أولا ثم الناس ثانيا بالسماح ، وأنت هنا مازلت مستسلما أو مأخوذا عنوة بقوة دفع دوامة حياتك التي ما كان لك الخيرة في مسارها، ولا اتجاهاتها ولا مصادفاتها ومصادماتها الفكرية والاجتماعية ولا حتى الدينية مع نفسك، أو مع الناس ممن اختلطت بهم أو خالطتهم وخالفتهم، وخطؤوك وخطأتهم وخاطبوك فعقيتهم لسوء فهم ومفاهيم مشتركة، أو كمحصلة نهائية لتضارب وتنافر الآراء والأفكار والمفاهيم والأحكام العامة وهنا عليك أن تقول أيتها الدوامة الحياتية العاتية مهلا ، لقد بلغ السيل الزبى ، وأنّي قد تعبت وندمت في مسايرتك بجهل مني، ولهذا سأخرج منك نهائيا ومن قذفك بي في كل الاتجاهات وألتجؤ إلى ربي مسلما مسالما ، ولهذا أقول مناجيا خالقي .. ربي إني قد مسّني الكبر، ووهن الجسم مني وعقتني كل الظروف الصحية والاجتماعية والفكرية، وانحسر الشعر في جمجمتي، وبان ما بعد المشيب واضمحل الشيب من رأسي متساقطا كما هي سنين عمري معاكسة لا مسايرة، وقد كنت في غفلة من خاتمة أمري، وأنت وليي ومولاي ألوذ بك وبقدرتك عليّ وعلى خلقك، وأنت العفو الغفور الكريم المسامح التواب الرحيم اغفر لي ما أنت أعلم به مني عني حين كنت في غفلتي، سادرا ساهيا ساليا سفيها سفاهة من أخذته الأقدار نحو مزالق الحياة، والأفكار والأعمار والديار، في غفلة ذات تائهة ونفس لاهية مستمتعة جاهلة متجاوزة حدها فيما هو ضدها، عبثا بمكوناتها وتكوينها تجاوزا بدون زجر ولا ضجر، كانت مساحة تحركي مفتوحة غير مضبوطة ولا منضبطة ، كنت كما ريشة طائر سقط من عليّ، فتقاذفتها الرياح يمنة ويسرة علوا ونزولا، أو كعود راك جرفته السيول القعمية من تربته وشجرته فانغرس في غير مكانه، ثم نبت فلم يجد من يسقيه ويرعاه ليكون شجرة يانعة، لم يكن هناك راعيا ولا موجها لي ولامعينا، تمددت حيث قذف بي السيل حيث كنت فكنت كرمح منتصب في معركة الحياة، وليس عرق راك نحيل لدن ، أو كورقة سقطت من فرعها المكسور، ذهبت في اتجاه الريح ومعها وتارة في تجاه الشمس ومعها ، وتارات أخرى كثيرة تائهة، ككائن بشري تائه ما بحثت عن مصادات للرياح ولاعن مظلات من الشمس ، ولاعن دليل موقع ، عشت وأنت أعرف بي ياربي، بحالات شتى من الضيق والحزن الكئيب والتيه ، عشت تمزق ذهني ونفسي ثم فكري جعلني أهيم في مسارات حياتي وفقا لما تتوق له، ووفقا لهواها المنفلت وواقعها المؤلم منذ البدء وحتى النهاية في سياق مسارات مااخترتها إنما رسمت لي فسلكتها ، لم أجد الوقت الكافي لقراءة تلك المسارات والاتجاهات والمخاطر، وما كانت لي الخيرة في مسارات حياتي لإيماني بأنني مسير لا مخير فعقيتك ربي بالتقصير، وعقيتك ربي باتباع هوى نفسي، وعقيتك ربي في تجاهل مآلي، وإن إليك المصير وعقيتك ربي سابحا في فضاء ظننته لاينتهي، ولا يضر لكنه تبخر فصحيت وندمت .. ربي إنّي قد مشيتها خطوات مكتوبة فزهدت في المسارات وسئمت منحنياتها و بريقها الزائف الخدّاع ولم أجد للطيبين في هذه المسارات لا فسحة مكان ولا قيمة جهد إنسان ، مجرد هرولة مع المخلوقات الأخرى نحو النهايات الحتمية المعروفة لها، وأنا لست من هذا النمط الحياتي البائس، وإن كنت في معمعته فعلا فكنت كما أنا مصارعا من نوع آخر وكنت مابين فائز وخاسر وتلك هي سنة الحياة ، خضت غمار البحر والبر صعدت الجبل ونزلت السهل، فبلغت حدود الغاية العمرية فلم أعد أريد أكثر مما عرفت، وقرأت وكتبت وسمعت ورأيت ، لقد تشبعت من كل ذلك . ربي أمّا وقد خلقتني وهديتني وأكرمتني فأمهلتني فارحمني وتجاوز عنّي فهاأنا أعود أدراجي كما بدأت حياتي وأنا خالي الوفاض إلا من رحمتك التي أرجو ورضاك المأمول بالمغفرة . ربي إنّي قد مسّني الهم والحزن، والعجز فارحمني برحمتك التي وسعت كل شيء إذ لا إله إلا أنت، سبحانك ملتجأ وملاذ للخائفين والتائبين والعابدين . ربي إني معترف لك بذنوبي وقصوري وتقصيري فيما خلقتنا له وأمرتنا به فأغفر لي ، لقد كنت ضحية حياة تائهة منذ خطواتي الأولى ثم واقع مغري مطغي مفني وضحية مآلات أجهلها، وأجهل عواقبها سفها أو غيا، وأنت المعاقب فاصفح عني واغفر لي ما كان مني يا رب، وأنت الغفور الرحيم، وأسألك ياربي أن تكون عني لا عليّ لما أنت أعلم به مني، ولمن له علي حق دنيوي أو ضريته بكلمة نابية هازئة خاطئة ،ربي إني ربما قد تماديت في غيي و اغترّيت بذاتي وكلماتي ومكانة مساراتي غير المألوفة لغيري، وقد قلت ادعوني أستجب لكم، ربي هاأنا أدعوك ربي وأسألك بعزتك وجلالك إلا غفرت لي واستجبت لي وسخّرت لي من له حق علي إلا سامحني وأنت على كل شيء قدير، اللهم إني فوضتك أمري وما أهمني فأستجب لي ..
• إلى قراء صحيفتنا القديرة صحيفة الرأي الإلكترونية.. يا من كنتم بوصلة الاتجاه نحو القيمة والقمة والمكانة، أنتم هنا لكم الاتجاه على اختلاف الأسماء والصفات الجسدية والفكرية والمكانية، أتوجه لكم طالبا العفو والسماح لي بما قد زل به قلمي وتفكيري نحو أحد منكم إن بالاسم مباشرة، أو بالصفة بالتبعية للفكرة والسطور والحروف والمواقف ، أسألكم العفو عني والمسامحة فإنني مدبر لا مقبل وأنتم الأكرم بالسماح والعفو عن الزلل ولهذا أعتذر منكم فإنّي مودع هنا لا مقيم . كلمة : شكرا من القلب لكل من صافحني بود في هذه الصحيفة الرائعة . ومضة : شكرا صحيفتنا الرأي دمتِ وضاءة منيرة مستنيرة لحياتنا . إشارة : سجل حضورك واخفض صوتك واستغفر ربك يغفر ذنبك . تغريدة : الأعمال بخواتيمها اللهم أحسن خاتمتنا بالعمل الصالح .
عنوان اكس : @mohammed_kedem أ . محمد بن كدم القحطاني