الإنسان المتوازن يؤثر ويتأثر ومن الطبيعي أن يتأثر الإنسان بمن حوله من أشخاص و قد يترجم التأثر بالآخرين على أنه تقليد لتصرفاتهم أو أشكالهم أو ما إلى نهاية . والمشكلة تبدأ عندما يتحول هذا التقليد إلى تقليد أعمى ومنهج حياة دون وعي أو تقييم لمدى مناسبته للشخص المقلد فبالتالي أرى أن هذا النوع من التقليد يصنف على أنه مرض لأنه لايقوم على أي منطق أو تفكير عقلاني وإنما هو انجراف لسلوك قد يناسب صاحبه ولكن لا يناسب الجميع. مالذي جعل الكثير مننا في هذا الزمن مقلد أعمى أو قد أطلق عليه مسمى انعكاس للطرف الآخر ومالذي جعل الكثير من مجتمعنا يعيش على هذا النحو المستفز! لماذا أصبح عدد كبير من مجتمعنا كقطيع غنم متشابه في الشكل والفكر "وإن كان فكره أو تفكيره مختلف فقد يوهم نفسه بالعكس حتى يكون كالآخرين" . والأسلوب والرغبات والطموحات ! نعم حتى الطموحات قد يغيرها الشخص فقط لأنه يرغب أن يكون مشهور مثل المشهور الفلاني أو الفاشينيستا الفلانية! أي أنك تريد أن تصبح مؤثر وأنت غير قادر على التأثير بنفسك أولاً!. يؤثر هذا التصرف أيضاً على حياتك من خلال عدة نقاط أولها وأهمها أنك ستقحم نفسك في دوامة لانهاية لها فتكون راغب في الظهور بشكل معين وأنت لاتمتلك القدرة المادية لتحقيق هذا الشيء وبالتالي ستحاول بكل الطرق الممكنة والغير ممكنة أيضًا، لاترغب في اقتنى هذه السيارة لأنها لا تناسب مظهري "الذي أوهمت نفسي ومجتمعي فيه" وتقوم بأخذ مديونيات وقروض من أجل المظاهر فقط! فهل ترى أن هذا تصرف صحيح؟ هل تعيش حياتك لنفسك أو لمن حولك الذين لو عرفت أنهم "مادرو عنك ولا طقو لك خبر". أيضًا يؤثر على من هم حولك فيا عزيزي لو كنت أب أو كنتي أم وأدرك طفلك تصرفاتك وتقليدك الأعمى للغير هل ترى أن هذا التصرف لن يؤثر فيه؟ بالطبع سوف يؤثر ذلك لأن طفلك هو مرأة لك وأنتم في هذه الحالة زرعتم طبع مكروه سلبي لطفليكما لأن الطفل بطبعه أحد أساليب التعلم عنده هو التقليد فبالتالي أنت تحثه وتحمسه على أن هذا التصرف هو الصحيح ، ولذلك يجب الانتباه لتصرفاتنا ونراعي وجود أطفال مراقبة لنا ومن هنا تبدأ ضرورة أن تكون قدوة جيدة لطفلك الصغير . يدفعنا التقليد إلى أن نكون أشخاص مختلفين تمامًا عن مانحن عليه وفاقدين لهوياتنا الأصلية وُيدخل علينا جهد نحن في غنى عنه . ندى عبدالله القبالي @nadaabdullah_2