شنَّت الكاتبة والإعلامية سالمة الموشي هجوماً عنيفاً على صندوق التنمية العقارية، وقالت إنه يمارس "التفرقة" و"التمييز" بين المرأة والرجل في تقديم القروض العقارية، وإنه "نتقص" من السعوديات، وجعلهن في درجة أقل من الرجال؛ وتحدثت أنه في أي نظام من الطبيعي أن يتوقع المواطن أن يُنَصَّ على شروط تنطبق على الجميع، مهما كانت الثغرات فيه بخلاف صندوق التنمية العقارية الذي لديه نظام تفرقة ساري المفعول, ولم يتم تغييره حتى تاريخه . وقالت الموشي ل"سبق": "بعد بدء التسجيل في صندوق التنمية العقارية، ووصول العدد الإجمالي للطلبات إلى 700 ألف خلال ساعات دوام اليوم الأول (أمس السبت) ظهر جلياً استفادة الرجال منه وحرمان قطاع كبير من النساء". مشيرة إلى الطريقة التي يتعامل بها الصندوق مع المواطنين والتفرقة بين الرجال والنساء في المميزات. وأوضحت الموشي: "في الوقت الذي تمنحنا فيه الدولة هذه الحقوق تسلبنا (بعض) الأنظمة هذا الحق، وتجاهر بها علانية في قائمة النظام دون أدنى التفاتة بأن هذا "تمييز ضد المرأة"، والسعودية وقَّعت على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة". وأضافت: "المرأة السعودية في نظام المواطنة ليست كالرجل السعودي في الحقوق والمزايا التي يحصل عليها؛ كونه مواطناً سعودياً؛ فالمرأة في أنظمة الكثير من الجهات الحكومية ليست إلا (مواطن ناقص)، (تابع)، (من درجة مصنفة أقل)، وأقرب مثال القرض العقاري من صندوق التنمية العقارية". وتحدثت "الموشي" عن شروط صندوق التنمية العقارية بالنسبة للمرأة، وقالت: "في أي نظام من الطبيعي أن يتوقع المواطن أن يُنَصَّ على شروط تنطبق على الجميع، مهما كانت الثغرات فيه، ولكن بالنسبة لصندوق التنمية العقارية فإنه منذ سنوات طويلة لديه نظام تفرقة ساري المفعول، ولم يتم تغييره حتى تاريخه". وانتقدت الموشي الطريقة التي يتعامل بها مع المرأة، وقالت: "الفقرة الأولى من الشروط لا تلزم الرجل بأن لا يقل عمره عن 40 سنة، ولا يشترط أن يسبق له زواج أو لا، بل الرجل يستطيع أن يحصل على القرض في أي عمر، سواء متزوجاً كان أو أعزب؛ فهذا الشرط ليس مهماً بالنسبة للرجل، أما المطلَّقة فيجب أن تمضي سنتان فأكثر حتى يمكن أن تحظى بفرصة الحصول على قرض عقاري!". وتساءلت "أليس في هذا ظلمٌ يا لائحة صندوق التنمية العقارية؟!" ثم تحدثت الموشي حول حق الأرامل في الحصول على القرض العقاري، وقالت: "الأرملة فوق أنها أرمة يشترط النظام العقاري خيارَيْن أمامها: إما أن يمنحها قرضاً عقارياً على أن تظل أرملة طوال الحياة، أو يسلبه منها إذا فكّرت في أن تتزوج، وليس لها خيارات تحفظ لها كرامتها وإنسانيتها. أما الرجل المواطن فيحظى بكل المزايا من سن 21 سنة، سواء كان مطلِّقاً، أرمل، أعزب، متزوجاً.. فيحصل على حقه كاملاً". وأضافت بأن الأنظمة تصنِّف المواطن في الحقوق المالية إلى "رجل"، و"امرأة"، ومزايا كاملة، ومزايا ناقصة، وهذا في حد ذاته لا يمكن التسليم بتقبله، أو نجد من يبرره. وختمت الموشي حديثها قائلة: "إن مثل هذه الشروط التمييزية في النظام لو عُرضت على الجهات المسؤولة، التي تدعم المرأة في كل المجالات، فلن تقبلها للمرأة التي أصبحت في هذا العهد الزاهر جزءاً مهماً من التنمية الإنسانية والبشرية؛ باعتبار هذه الشروط غير منطقية، ولا تتوافق مع عدالة المواطنة، واتفاقية عدم التمييز ضد المرأة؛ ولهذا نحن بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في النظام العقاري الذي يظلم المرأة مالياً منذ سنوات طويلة، وحان الوقت للنظر فيه، ليس بعين الرحمة؛ فلسنا نحن النساء السعوديات نستجدي الرحمة، بل بالحق والعدل ولا شيء غير العدل". يُذكر أن صندوق التنمية العقاري قد بدأ في استقبال الطلبات للمتقدمين على خدمة التقديم على طلب قرض هذا اليوم؛ حيث وصل عدد الطلبات التي تم استقبالها 700 ألف، وذلك خلال ساعات الدوام السبع الرسمية.
