لا تلتقط الذاكرة داخل حي بترومين سوى مشاهد الزحام والفوضى المرورية واكتظاظه بالمستودعات، ومع حادث التسرب الذي وقع في مصفاة أرامكو تزايد القلق لدى سكان الحي من مخاطر التسربات والانبعاثات على الصحة والبيئة. «عكاظ» التقت عددا من سكان الحي الذين تحدثوا عن معاناتهم حيث قال علي حسن عاقل إن روائح الغاز والانبعاثات مستمرة حتى قبل التسرب الأخير، مضيفا أنك تشتم رائحة الغاز والبنزين خلال المكيفات في المنازل، مشيرا إلى أن طفليه يشكوان من الحساسية والربو والتهابات الجهاز التنفسي، لافتا إلى أنه يسكن في الحي منذ أكثر من 56 عاما ولايزال الوضع على ما هو عليه. وقال ماجد المالكي إن أكبر المشكلات التي تواجههم في الحي وجود المصفاة قريبة من منازل السكان، ولفت إلى أن نقل المصفاة خارج النطاق العمراني أمر ضروري للغاية لجعل السكان في مأمن من حوادث التسرب. وذكر أيمن الفهمي أنه يسكن منذ عشرة أعوام وهو دائم القلق من مصادر التلوث على الحي التي تنتجها المصفاة، لافتا إلى أن الصرف الصحي ورداءة الطرق واكتظاظ الشاحنات المتوقفة والمتحركة من أبرز مشاكل الحي فالسكان بين خطرين: المصفاة ووجود المستودعات في المناطق المحاذية لهم، مبينا أن حركة الشاحنات في الدخول والخروج من الحي يؤدي لمزيد من الاختناقات المرورية، مطالبا بإنهاء هذا الأمر خاصة أن التسربات ربما ينتج عنها انفجارات قوية وفي مناطق مأهولة بالسكان، إضافة إلى أن الناقلات تزدحم في منطقة محدودة وهو ما قد يؤدي إلى كارثة. وقال فهد محسن إن الحي يفتقر لمقومات السلامة فضلا عن تهالك طرقه ورداءتها واختناقها بالشاحنات، مضيفا أنه قرر أن يغادر الحي قبل حادث التسرب الأخير، مطالبا بأن تكون هناك دراسة إما بنقل الحي السكني وكل ما يجاور المصفاة، أو أن تنقل المصفاة خارج النطاق العمراني حتى ينتهي الجدل الكبير حول هذا الموضوع. من جهة أجمع عدد من العاملين في المستودعات المقابلة لمصفاة أرامكو على أن روائح الانبعاثات من غازات وخلافه أصبح استنشاقها والتعامل معها مألوفا، حيث قال فتحي السيد إنه أصبح معتادا على هذه الروائح. وقال إسلام (عامل) إن الروائح المنبعثة من المصفاة تشكل هاجسا كبيرا له أثناء قدومه للعمل لكنه بعد وقت قصير اعتاد على العمل في ظل هذه الروائح التي يستنشقها طوال فترة عمله الميداني. وأشار عامل آخر لم يذكر اسمه إلى أن المستودعات القريبة من المصفاة يفترض أن تنقل من المكان لأنها تنشر الزحام وتؤدي لانبعاث الروائح والغازات المضرة بالإنسان والبيئة، بينما ذكر جعفر مختار (سائق ناقلة) أن التقاء المستودعات مع المصفاة من شأنه نشر التلوث البيئي والضوضاء.