أجمع عدد من الشباب الخريجين التقتهم «عكاظ» على أن تناسب الراتب الوظيفي مع مؤهلاتهم التعليمية، يشكل مطلبا رئيسيا في مسيرة بحثهم اليومي عن عمل، والتي تزداد مشقة أمام ذوي المؤهلات العليا، والتي لا تتطلبها كثير من الوظائف. الوظيفة والراتب وأكد عبد العزيز اللهيبي أن العمل ليس عيبا بنوعيته، لكن أكثر ما يبحث عنه الشخص الراغب في الوظيفة يكمن في قيمة المستحق الشهري الذي يفترض به أخذه نهاية كل شهر. وقال: «من الأفضل أن يعمل الإنسان ويكدح حتى لا يكون عالة على أهله بحجة أنه لم يحصل على وظيفة يقتات منها، فالمفترض أن يجد وظيفة حتى لو كان راتبها أقل مما يريد، فعلى الأقل ذلك الراتب سيكفيه من الوقوع في أي حرج قد يواجهه أثناء طلبه المال من أقربائه أو أصدقائه». وأضاف: «بالنسبة لي أنا أحمل شهادة جامعية، ولا أجد عيبا في العمل على سيارتي ودخلي اليومي بمعدل 70 ريالا تقريبا، أي ما يقارب 2100 ريال شهريا، وهذا المبلغ رغم أنه قليل إلا أنه يكفي فواتيري ومتطلباتي ريثما أجد وظيفة تلائم شهادتي الجامعية، لأنني جربت العمل في إحدى الشركات، وكان مجهدا وأكثر من حجم العائد المادي، فخرجت لأعمل على سيارتي، حتى أتمكن من الحصول على وظيفة خلال فترة قريبة بإذن الله. الوظائف الحكومية أما عبدالله الجعفري فأكد أن الوظيفة الحكومية هي هدف كل شاب، حيث يستطيع الموظف من خلالها الحصول على ما يريد من قروض وخلافه، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ذلك هو ما يدفع الشباب إلى رفض العمل في القطاع الخاص. وقال: «مع الأسف لا توجد هناك شركات توظيف محترفة في المملكة تستطيع توفير الوظائف المناسبة لأصحاب الشهادات والباحثين عن عمل بشكل عام، فمكاتب العمل في كل منطقة لديها وظائف محدودة، معظمها لا يتناسب مع حملة الشهادات العليا، بقدر ما تناسب خريجي الثانويات والمعاهد التقنية والفنية». وطالب الجعفري بضرورة تقديم القطاع الخاص المميزات نفسها التي يحصل عليها الموظفون في القطاع الحكومي، كي يمكن تقليل حجم البطالة بين صفوف الشباب. شهادات عليا في حين ذكر إياد يونس السرباتي، أن مشكلة البطالة لا تقتصر على حملة الشهادات الجامعية، والثانوية، والمتوسطة، بل امتدت إلى حملة شهادات الماجستير أيضا. وقال: «لدي صديق يحمل شهادة الماجستير ولم يحصل حتى الآن على وظيفة تلائم مؤهله التعليمي من حيث الكادر والمرتب، برغم طرقه أبواب عدة شركات، لم يجد عندها سوى الوظائف الهامشية والمرتب الضعيف».