ما من علاقة زوجية إلا ويقع فيها فتور ونفور، وجفاء وخلاف، وأزمات، لا منجى من مرور هذا، ولا مناص من حدوث ذلك، لكنها تتفاوت حسب العمر والوعي ودرجة النضج في شخصية الزوجين، وحسب حالة التربية ومستوى الثقافة، وهي أمور قد تنمو وتكبر مع الأيام، ثم تتضخم وتتطور بعد ذلك إلى انفجار ينهي العلاقة الشرعية إلى الأبد. يقع الخصام، ويحدث النزاع بعد أن ينفخ فيهما الشيطان نار الغضب، وتقع الكارثة، وتحل المصيبة إذا ضاق الصدر لديهما، ونفد الصبر بينهما، ليصل الحال إلى اشتعال العداوة، وتفكك الأسرة، وضياع الأبناء، وحدوث الاضطرابات، ووقوع الإشكالات. عندما تعيش الأسرة في مناوشات مستمرة، وصراعات متكررة؛ تصبح على قهر، وتمسي على كدر، فأية نفسية سيكون عليها أفرادها، وماذا سيجدون في يومهم، وماذا سيجنون في حياتهم؟ وإن وراء الخلافات الزوجية، عوامل كثيرة، ومسببات عديدة، فالزوج يشكو من الزوجة التي لا تعتني برعايته، ولا تعمل على تلبية احتياجاته، ولا تستجيب لتعليماته، ولا تأخذ بتوجيهاته. والزوج يعاني من زوجته العصبية، النكدية، العنيدة، المتسلطة، التي تعارض أقواله، وتعصي أوامره، وكذلك تلك التي لا تعتني بشؤون الأبناء، ولا تهتم بأمور الأسرة. فمن أجل حياة زوجية آمنة ومستقرة؛ نقول للزوج احرص أولا على أن تعطي قبل أن تأخذ، وأكثر في تعاملك من المدح، واقتصد في النقد، وتجنب ما يثير الاستفزاز، ويشعل الخصام. ونذكر الزوجة بهذا الحديث النبوي «لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، «إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت». عبد الله سفر