كوارث جدة ومآسي السيول لا تنسى بحال واقع مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الذي أصبح مع الأسف محل ازدراء حتى من بعض القادمين «الغامزين واللامزين». اصطحبت أحد الزملاء الخليجيين في مؤتمر خليجي انعقد في دولة البحرين وسألني الأخ الخليجي عن سر تخلف مطار جدة قابعا في ذيل القائمة من مطارات العالم. حاولت «بوطنية» أن أدافع عن بلدي بحجة الدراسات والتصاميم التي تتذرع بها الجهات إقامة حلم المطار الجديد والتي تحتاج لوقت طويل وأنا أعلم أن ذلك ليس عذرا فاجأني بكلمة أحرجتني كثيرا لماذا لا تكمموا الأفواه التي تحاول النيل من بلدكم بالاهتمام بالواجهات العالمية. إنه مطار الملك عبد العزيز واجهتكم أمام العالمين العربي والإسلامي بالأخص. الكل يتندر من واقعه المتردي وخدماته السيئة وبنيته التحتية المتهالكة وتكدس المسافرين وتلك الباصات الناقلة للمسافرين في مشاهد موجعة، فكل مواطن غيور يدرك أنه يعيش في وطن مد ذراعه ويمينه للعالم عبر مساعدات وخدمات ومشاريع تنموية نهضت بتلك الدول فلماذا عنه هكذا ؟ لكم أن تزوروا المصلى الموجود في مطار الملك عبد العزيز الذي لا يستوعب سوى أعداد قليلة من المصلين لا تتلاءم مع مطار دولي يفد إليه ملايين المسلمين من أنحاء العالم وقبلة المسلمين وليس ثمة مصليات لائقة في مطار يغشاه القاصي والداني. المؤسف أن الخدمات تنقص وليست تزيد والاحتياجات للمسافر يتم استئصالها بشكل غريب! كان في المطار قبل التحسينات الأخيرة مصليان واحد في صالة القدوم والآخر في صالة المغادرة وكانت تمتلئ بالمصلين. تم الاكتفاء أخيرا حسب وجهة نظر القائمين بمصلى واحد وثلاث دورات مياه فقط لمطار يتجاوز مرتادوه عشرة ملايين مسافر سنويا!! أما ممرات التسوق التي انتشرت في صالة المغادرة فهي أساءت وصارت تسحب رويدا رويدا حتى على الممرات للمسافرين والمغادرين الذين ضاقت بهم السبل بتلك الحقائب المعروضة والهدايا الماثلة في ممرات المسافرين. إننا نحترق حينما يختزل وجهنا الحضاري ويساء إلى وطننا عبر سوء الخدمات المقدمة للمواطن والمقيم الزائر لبلادنا ووطننا لأي مقصد. إننا أمام طابور طويل من الخلل في مطاراتنا يقع على رأسها مطار الملك عبد العزيز. أما مطار الملك خالد الدولي في الرياض والذي مضى على افتتاحه أكثر من عشرين سنة فحاله هي تلك التي كانت إبان افتتاحه. لا أدري أين القائمون على هيئة الطيران المدني ألا يشعرون أن المجتمع ينمو؟ والسكان يزدادون والطلب يتضاعف والناس ترقب وجيل الشباب ناقد مبصر وأجهزة المحمول وجوال الكاميرا تلتقط كل شيء !! الخبر الجميل الذي تشيعه وسائل الإعلام أخيرا عن قيام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالاطلاع على الخطة التطويرية لمطار الملك خالد الدولي تبعث الأمل والتفاؤل لمطار العاصمة الذي مازال يحمل بصمة جمالية متميزة تحتاج لمزيد تطوير ورعاية واهتمام. من اللافت أن الأعداد المصطفة على دورات المياه وأماكن الوضوء في مطار الملك خالد الدولي أضعاف تلك التي في مطار الملك عبد العزيز في جدة فلازال مسؤولو هيئة الطيران المدني وغيرهم من منسوبي المطار يظنون وجود خدمات خاصة ودورات مياه مغلقة لسعادة المدير تحجب عن المسافر والمواطن والمقيم حقه في هذه الخدمة. ونقول مثل ذلك عن السوق الحرة والمصليات وأماكن الانتظار وغرف المدخنين «الغائبة» وخدمات العفش وغير ذلك. إننا بحاجة إلى أن نشعر وأن يشعر القائمون على المطارات أنها واجهة حضارية هامة تقدمنا كشعب له مكانته في العالم جدير أن تكون خدماتنا بالمستوى اللائق بالمواطن السعودي الذي يحظى بالعالمية ليس لأن بلده أكبر مصدر للنفط في العالم ولكن بتلك البنية الجميلة والخدمات اللائقة لبلد حضاري يقدم أنموذجا للدولة العصرية الحديثة ولوطن نسعى لأن يكون محل جذب للسائحين من أنحاء العالم.. فهل نستقبله بهذه الخدمات المخجلة ؟؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة