إن من أشد الأسلحة التي تستخدمها المرأة ضد هيمنة الرجل هي دموعها، فالضعف والانكسار وما يتبعه من دموع تجيد حواء سحها بغزارة متى احتاجت لذلك تجعل من الرجل أيا كان صلدا عنيدا أن يذعن لمطالب ذلك المخلوق الذي تكمن ذروة قوته في ضعفه. ولكن لعل السلاح الآخر الذي يجعل الرجال ينضوون في حلف واحد لمواجهته ومنع حواء من استخدامه في كل حين هو «الزن»، ذلك الأسلوب الذي تجيده وتوظفه حواء حتى بدون دموع ومنذ قدم الخليقة في جعل الرجل يستسلم في نهاية المطاف لما كان يظنه خطيئة أو حمقا. «الزن» هي قطرات ناعمة تتوالى في وقت طويل حتى تؤثر في الحجر الصلب وتخرقه!، وتكرار لمطالبها هي ورغباتها التي لا يتقبلها عقل الرجل اللبيب ولا منطقه تزداد وتيرتها في وقت راحته وأنسه!، حتى تبدو في النهاية حلا لا مفر منه للهروب من صخب أنثى لا يهدأ ولو كلف الأمر أن يهبطا من الجنة أو أن يكون الملاذ الآمن لذلك الرجل هو السجن تحت وطأت إما ديون طائلة أو تصرف غير محسوب! أخيرا ولكي لا أكون متحاملا ومنحازا من ناحية الجنس، فإن سيدة فاضلة ظلت «تزن على رأس» زوجها المدمن للمخدرات كلما هم بالتعاطي أو رأته كذلك حتى تاب إلى الله توبة نصوحا، فهلمي يا حواء مثلها لتستخدمي هكذا سلاح من أجل الأغراض السلمية والحميدة. غانم محمد الحمر