كتبت هذا العنوان قبل أن تكتمل مكونات فكرة هذا المقال في رأس أخوكم وأصدقكم القول أنني بقيت حائراً أتسأل كيف بإمكاني أن أجمع خيوط الفكرة في رأسي المسكون بهواجس الهم الأداري... التي لا تنتهي وأعرف يقيننا أن هناك غيري ممن يؤرقة نفس تلك الهواجس سواء من المنتسبين لمهنتي مهنة التمريض أو من المنتسبين للكيانات المهنية الأخرى على إختلاف مؤسساتنا الخدمية فالجميع يحمل هواجس وتساؤلات لا تنتهي عن سر إخفاق عمل تلك الكيانات في مؤسساتنا الخدمية لذا ومن وجهة نظر شخصية تخصني أعتقد أن الأدارة كائن حي ينمو ويتشكل كالجنين في عقل صاحبة مثل أي كائن حي يبدأ نطفة ثم علقة ثم مضغة مخلقة وغير مخلقة ثم طفلاً ثم ليبلغ أشدة هذا الكائن لة عمر مثلة مثل الأنسان قد يموت مبكراً أو قد يمتد بة العمر ليبلغ أرذل الُعمر لكي لا يعلم من بعد علمِ شيئا. لا أعرف أنني قد عثرت في طريق قراءتي للعديد من الكتب والمقالات أن أحداً تبنى وجهة النظر هذه ولستُ أدري إن كان هناك من عثر على ما يشبهها وفي نفس الوقت ليست لدي أي توقعات حول كم من الأشخاص بعد أن يقرأ هذا المقال سيوافقني الرأي وكم منهم سيختلف معي فيها وتبقى وجهة نظر شخصية قابلة للتأيد أو الرفض أو بين بين وسأحترم الرأي الآخر أياً كان. أقول هذا كمقدمة للدخول فيما تعانية إداراتنا ومن يديرها في مختلف مؤسساتنا الخدمية التي تقرأ في كُل يوم إنتقادات لاذعة عبر وسائلنا الأعلامية المختلفة تلك الآراء تعبر عن فشل وعجز تلك المؤسسات الخدمية عن تحقيق طموح المواطنين كُل تلك الأنتقادات والشكاوى التي لا تنتهي تجعلك عاجز عن تفسير هذه الأخفاقات المتكررة والمستمرة وفي رأيي المتواضع أن ذلك يعود إلى عدم إدراك الغالبية العُظمى من أصحاب القرار لوجود هذا الكائن الأداري الحي وعدم التعامل معة ككائن لة كيان وبسبب هذا التجاهل واللا إدراك بقصد أو بغير قصد بعلم أو بغير علم حيثُ يحدث بأن لا يمنح هذا الكائن فرصة المرور بمراحل نموه الطبيعية التي ذكرتها في مقدمة هذا المقال . لذا ما يحدث وحسب هذه النظرية بحسب إعتقادي الشخصي أنة في وقتنا الراهن يأتي هذا الكائن ويولد من رحم مجهول ويولد مكتمل النمو لا علاقة لة بصاحبة كما قلنا حيثُ لم يتشكل في عقل صاحبة بل يحصل علية من مصنع القرار مباشرة بعد أن تم تصنيعة بمواصفات خاصة فيأتي مثل العجل الذي صنعة السامري في قوم موسى( علية السلام) ولله المثل الأعلى وهكذا يحدث فيأتي الكائن الأداري جسدا ً بلا روح جسداً لة خوار. ستقولون أوضح وخاطبنا بما نستطيع فهمة أقول أن ما يحدث في إختيار مسئول ما لمسئولية ما في مكان ما كبر أو صغر يتم إختياره بلا معايير حيثُ قد نرى شخص وبدون أي مقدمات وقد أصبح وبقدرة قادر وبلا أي مقومات ذلك المسئول لمؤسسة أو دائرة أو قسم وقد يكون ذلك الشخص نفسة هو غير مصدق لما يحدث أو أنة لم يخطر ببالة أن يصل لهذه المنزلة الرفيعة أو أن يتولى هذه المسئولية وأنة يشعر أنها تفوق قدراتة وإمكاناتة الأدارية يحدث ذلك بينما في نفس الدائرة قد تجد من يتوافر فية كُل المواصفات التي تمنحة الأستحقاق لتولي تلك المهمة وقد يكون ذلك الشخص المستحق لتولي تلك المهمة يحمل في عقلة الكائن الأداري بعد أن مر بتلك المراحل التي تضمن لة النجاح لكن ما يحدث مع الأسف يتم تجاهل ذلك الشخص لأسباب ربما تكون شخصية تخص أصحاب القرار وفي بعض الأحيان قد لا يمكنك أن تعرف سبب وجيهة لهذا الفعل الذي حرم ذلك الشخص الاستحقاق ومنحة لآخر أقل كفاءة . إذا هكذا يتم تصفية تلك الكائنات الادارية بشكل منظم من خلال إيجاد كائنات إدارية مكتملة النمو فتصاب تلك الكائنات بالشيخوخة المبكرة تماماً كما حدث للنعجة دولي التي حدث معها فشل لأول تجربة للخلايا الجذعية ومثلها تأتي هذة الكائنات الأدارية في مؤسساتنا الخدمية اليوم فتهرم وتشيخ لأنها أتت من خلايا جذعية إخترعها شخوص يملكون التأثير وإصدار مثل هذه القرارات التي تخدم أجندات محددة ومعلومة النتائج بالنسبة لصانع القرار إن ما يجري يتنافى مع الرغبة في إصلاح ما تعانية مؤسساتنا من فساد ممنهج يصعب إجتثاثة أو حتى محاربتة أو القضاء علية بسبب ما أسلفت. وهي مع الأسف تتعارض مع رغبة ولاة الأمر في إحداث إصلاح حقيقي تعود نتائجة بما يحقق مصلحة الوطن والمواطن وهنا أعود لما عنونت بة هذا المقال وهو ما أسميتة مجازاً بالبوتكس الأداري لترميم شيخوخة هذه الكائنات الأدارية المخلوقة من خلايا جذعية والبوتكس الأداري توصيف ومحاكاة لما يقوم بة أطباء الجلدية والتجميل من عمل سحري لإخفاء مظاهر الشيخوخة التي تصيب الأنسان مع تقدم العمر . البوتكس إختراع سحري ولكنة مؤقت ويسبب الأدمان بسبب الحاجة للعودة لنفس العيادة لأخذ الحقن من جديد بعد أربعة أشهر. وقياساً على هذا فذلك ما يقوم بة مسئولينا حيث يستخدم البوتكس الأداري ليخفي ما أصاب المؤسسة الخدمية التي يديرها من ترهل حيثُ يعمد إلى إتخاذ قرارات إرتجالية ويمارس مزيد من التخبط بتكليف من لا يستحق بمهام أكبر من مستواهم مع إقصاء المستحقين وتسيير الأمور بالترقيع بلا حكمة ولا فهم مع مكابرة وعدم إعتراف بالفشل في مهمتة . مع الأسف أن بعض من يديرون اليوم بعض مؤسساتنا الخدمية هم شخوص في أغلبهم صعدوا للمناصب بلا مقدمات وبلا مقومات ومن أهم تلك المقومات التعرف على من يحمل ملكة الأدارة فناً وعلماً فهل فهمتم ما أرمي إلية بالبوتكس الأداري نحن بالفعل في مأزق ومسئولينا في مأزق ومع إستمرار هذا الوضع سوف لن تنجح مؤسساتنا ما لم يعي مسؤليها ويفهموا العلاقة بين النمو الأداري الطبيعي الذي ينمو مع أصحابة وفي رأيي المتواضع إن ما يحدث من محاولة بجعل مؤسساتنا تعيش على البوتكس الأداري الذي سببة الأساسي وضع الشخص الغير مناسب في المكان الغير مناسب بينما الأشخاص المناسبين يبقون رقما هامشياً فيموت الكائن الأداري وصاحبة حتى وإن وصل وصاحبة إلى أرذل العُمر ولا عزاء . وهُنا أختم بذات السؤال متى يعي مسئولينا خطورة إدمان البوتكس الأداري الذي يخفي ترهل مؤسساتنا الخدمية؟؟ *طالب مبتعث بدولة السويد