تابعت أغلب المقابلات والحوارات التلفزيونية المتعلقة بالخلاف القطري الخليجي بين اعلاميين وسياسيين من دول الخليج العربي وخرجت بالنتائج التالية: أولا: ان حجج الطرف القطري ضعيفة وترتكز فقط على ان السياسة القطرية لن تخضع للاملاءات وان الشيخ تميم بن حمد لن يستطيع احد تطويعه رغم حداثة سنه وتوليه لمقاليد الحكم لفترة قصيرة وان الحكومة القطرية ستمضي في سياساتها ولن تخضع للابتزاز السياسي. ثم بعد كل هذا نسمع من يقول بان ثقتنا كبيرة بأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد للتدخل لحل الخلاف بين الاطراف المتنازعة. ثانيا: الطرف الآخر المدافع عن الدول الثلاث يوجه اللوم للساسة القطريين من باب الاخوة والمحبة ويرى ان قطر دعمت اطرافا لها مآرب اخرى تجاه بعض دول الخليج كالحوثيين والاخوان والمنظمات الاخرى وهذا اسلوب يجب الا يكون بين دول شقيقة تجمعها منظومة واحدة تسمى منظمة دول مجلس التعاون الخليجي تتخذ قراراتها بصورة جماعية وليس بتصرف فردي. ثالثا: من يمثل الجانب القطري يركز على نقطة واحدة وهي ان قطر لها سيادتها ولن تقبل ان تكون تابعة للمملكة العربية السعودية وكأن كل دول الخليج الاخرى ليس لها سيادة وسياسة مستقلة وانها تتبع السياسة السعودية بكل شيء وهذا من وجهة نظري طعن مباشر بدولة الكويت والدول الخليجية الاخرى. رابعا: ان ضيوف القنوات الفضائية الذين يدافعون عن قطر يتحدثون بفوقية و«عنجهية» ويستدعون احداث الماضي كقضية الانقلاب الذي حدث في قطر للبحث عن حجج وبراهين وكأن دول الخليج الثلاث هي من كانت تقف مع الانقلاب وهو دليل قاطع على صحة الاتهامات التي توجه لقطر. خامساً: الأطراف التي كانت تتحدث ضد السياسة القطرية في المنطقة كانت لديها أدلة دامغة وتخاطب الساسة القطريين من منطلق أخوي ولم تتعمد التشهير أو الاساءة لقطر وإنما كانت تطرح أمورا ثابتة ويعرفها الجميع، الأمر الذي جعل بعض الأطراف القطرية تقر بها لكنها تعتبرها في إطار السياسة الخارجية التي لا علاقة لها بمجلس التعاون الخليجي.!. الخلاصة: الخلاف القطري- الخليجي بتصوري يعتبر ظاهرة صحية وان طرح مثل هذه الأمور على وسائل الإعلام يُعدُّ خطوة في الاتجاه الصحيح، فقد عشنا سنوات طويلة ونحن نخفي خلافاتنا برئيس يذهب لهذه الدولة أو تلك ووزير يبعث للدولة الفلانية ولا أحد يدري ما الذي يحدث.. فالمكاشفة والمصارحة في العلن بداية لحل كل الخلافات وكل الشعوب الخليجية يحدوها الأمل في أن يحل الخلاف قريباً ونتخلص من «عقدة الأخ الأكبر».. فكلكم كبار يا زعماء دول الخليج العربي، وندعو الله أن يجمع شملكم قريباً. راشد الردعان نقلا عن صحيفة (الوطن)الكويتية