عزا تقرير حديث التغير في تفضيلات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى مجموعة عوامل منها استمرار انخفاض سعر الفائدة، وارتفاع قيمة الدخل القابل للتصرف به في دول مجلس التعاون الخليجي، ما يساعد في زيادة الإنفاق على السلع والخدمات الاستهلاكية، مثل: الإلكترونيات والملابس، والنقل، والسياحة. وأشار التقرير الذي تناول 20 شركة بمنطقة الشرق الأوسط إلى أن تغيير العادات الغذائية بحثاً عن الجودة ومعايير صحية عالية، يؤدي دوراً مهماً في تغيير النمط الاستهلاكي في المنطقة. ولا يمكن التغاضي عن الإنفاق الكبير للحكومات التي ستوجه جزءاً من موازنتها لدعم السلع الأساسية، وهذا ما لمسناه خلال العامين الماضيين. ويرى التقرير بعنوان «مستهلكي قطاع التجزئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» بين تطور الأذواق ونمو الطلب وسط مشهد عام متغير، تناولت فيه «أرقام كابيتال» المتخصصة في دراسات الأسواق الناشئة والاستثمار المصرفي، أن الشركات التي تفهم هذه التغييرات سيكون بيدها المفتاح، للتعامل مع مستهلكي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنمطهم الجديد، بحيث تعمل هذه الشركات على إعادة تصميم عروض المنتجات بما يتناسب والوضع الحالي، وعليه ستكون النتائج مرضية لها خلال الأشهر ال12 القادمة. الشركات التي تفهم هذه التغييرات سيكون بيدها المفتاح، للتعامل مع مستهلكي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنمطهم الجديد ومثال ذلك اختار التقرير مجموعة شركات تقدم خدماتها ضمن قطاع التجزئة (سلع وخدمات)، منها: شركة (الطيار للسفر) المدرجة في سوق الأوراق المالية السعودي، مع توصية بشراء السهم عند حدود 120 ريالا، وهذا ما عدّه التقرير تقييماً عادلاً لسعر السهم، وفقاً لربحيته التي بلغت خلال العام الماضي 9.44 ريال. وتُعد مجموعة الطيار للسفر، أكبر وكالة محلية مزودة لخدمات السفر والحجوزات في المملكة العربية السعودية، وتوفر مجموعة كاملة من الخدمات السياحية والسفر بما في ذلك الحجز والحصول على التذاكر وحجز فندق، وخدمات الشحن. وتشكل حصتها السوقية 27 بالمائة من هذه الصناعة، وتستحوذ المجموعة على 35 بالمائة من حصة السوق المرتبطة بخدمات تذاكر الشركات، و14 بالمائة للأفراد. وتعتمد عائدات التذاكر للشركة بنسبة 40 بالمائة على الناقل الوطني السعودي (الخطوط الجوية السعودية)، في حين يتم توليد ال 60 بالمائة الباقية من شركات أخرى مثل: (طيران الإمارات) و(الخطوط الجوية القطرية) و(الطيران العماني). وتغطي العقود المبرمة مع المؤسسات الحكومية والخاصة، والتي يبلغ عددها 3 آلاف عقد بما قيمته 63 بالمائة من الإيرادات خلال ال3 سنوات الماضية، فيما بلغ متوسط نمو الإيرادات للمجموعة بمعدل سنوي مركب لمدة ال4 سنوات الماضية نسبة 20 بالمائة، والتي ستكون مدفوعة باتجاه النمو بسبب العقود الحكومية متوسطة الأجل، كعقودها مع (وزارة التربية والتعليم السعودية) لمدة 5 سنوات قادمة. وبالنظر إلى اتجاه تدفقات السفر من المملكة إلى الخارج، والتي عادة ما تكون متزايدة او ثابتة- لا سيما الشركات الحكومية- نرى أن الطيار سيحافظ على 75 بالمائة من إيرادات تذاكر الشركات، بشكل طبيعي ومتكرر. وتناول التقرير أنه خلال السنوات ال10 المقبلة لا توجد تهديدات حقيقية لقطاع (النقل والسفر) في المملكة، في ظل تطور آليات الحجز عبر المنصات الإلكترونية عالمياً. ويعود ذلك إلى انخفاض ملكية بطاقات الائتمان، وعدم وجود إطار واضح لهذا النوع من الخدمات حتى الآن. لذلك ستبقى مجموعة الطيار للسياحة والسفر كوكالة سفر محلية بعيدة عن هذا التهديد.