قابلت من السفراء الكثير، ورأيت من السفراء من أخرج من لقائه وأنا أقول لنفسي هذا خُلق لكي يكون سفيرا، وأقول عن بعض آخر هذا يقوم بعمله ولكن لا يملأ طاقة وإشعاع ومساحة دور السفير. إنها صفات صقلتها مؤهلات، أو هي مؤهلات ملأتها المواهب الذاتية بالشحنات والطاقات.. كان الشبيلي إخوان من ألمع السفراء. وكان استعدادهما الطبيعي لدور السفير مذهلا ونادرا. محمد الشبيلي يرحمه الله كان فريدا في شخصيته لذا كان فريدا في عمله، وكنت أعجب من أخيه عبدالله الشبيلي الذي فاجأني في واحدة من مفاجآت حياتي عندما رن الهاتف في غرفتي الفندقية وجاء الصوت يقول : أنا عبدالله الشبيلي في انتظارك في بهو الفندق .. وعرفت فيما بعد أن هذا لم يكن معاملة خاصة ، بل كان يفعلها لكل أبناء بلده.. ماهذا؟ ما هذه الطاقة؟ ما هذه الكاريزما؟ ما هذه الأريحية ؟ .. ببساطة لاأدري. والتقيت في الفلبين بالسفير الأخ "محمد أمين ولي"، وطاب اللقاءُ فهو من السفراء الممتهنين، من الصعب أن أحكم له لأن الرجل من السهولة أن تحبه، ومن الصعب أن تكون عادلا مع من تحب.. وأرى أن مستقبلا للدور السعودي في الفلبين سيواصل مسارا مريحا، مبعثه أن شخصية السفير مريحة، ومن السفراء الذين يعرفون أن لكل قوميات صفاتها المتأسسة، وينبع أول دور لأي سفير من عمق هذه المعرفة، وأوصاني بأن أقوم بدور في تنمية الأعمال بيننا والفلبين، وأنا منذ زمن أحلم في السعوديين مستثمرين في "مانديناو" المنطقة التي يقطنها أكثرية مسلمة، ولهذا حديث ضاف آخر.. السفير ليس مجرد منصب بل هو تمثيل للأمة، وعندما تخرج من مكتب سفير، وعلى محياك ابتسامة واسعة، فأنت تخطو حاملا معك زهوا مهما وهو.. الفخر الوطني!