"تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    السبت.. 3 مواجهات في الجولة 32 من دوري روشن    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    نيفيز: الهلال لا يستسلم أبدًا    5 أيام ماطرة على معظم المناطق    آلية الإبلاغ عن الاحتيال المالي عبر "أبشر"    الحج تحذر: تأشيرة العمرة لا تصلح لأداء الحج    "الذكاء" ينقل مبادرة طريق مكة إلى عالم الرقمية    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    الهلال يتعادل مع النصر في الوقت القاتل في دوري روشن    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    ضمك يتعادل مع الفيحاء إيجابياً في دوري روشن    رقم جديد للهلال بعد التعادل مع النصر    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    «الدفاع المدني» محذراً: ابتعدوا عن أماكن تجمُّع السيول والمستنقعات المائية والأودية    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في «آيسف 2024»    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    ولي العهد يستقبل الأمراء وجمعاً من المواطنين في المنطقة الشرقية    طريقة عمل مافن كب البسبوسة    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    تأكيد مصري وأممي على ضرورة توفير الظروف الآمنة لدخول المساعدات الإنسانية من معبر رفح إلى غزة    القبض على مقيم ووافد لترويجهما حملات حج وهمية بغرض النصب في مكة المكرمة    الأمن العام يطلق خدمة الإبلاغ عن عمليات الاحتيال المالي على البطاقات المصرفية (مدى) عبر منصة "أبشر"    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    تدشين أول مهرجان "للماعز الدهم" في المملكة بمنطقة عسير    «هيئة النقل» تعلن رفع مستوى الجاهزية لخدمات نقل الحجاج بالحافلات    السالم يلتقي رواد صناعة إعادة التدوير في العالم    «تعليم جدة» يتوج الطلبة الفائزين والفائزات في مسابقة المهارات الثقافية    استكمال جرعات التطعيمات لرفع مناعة الحجاج ضد الأمراض المعدية.    المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الألكسو حتى 2026    خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    ‫ وزير الشؤون الإسلامية يفتتح جامعين في عرعر    النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    الكليجا والتمر تجذب زوار "آيسف 2024"    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    فتياتنا من ذهب    مدير عام مكتب سمو أمير منطقة عسير ينال الدكتوراة    حراك شامل    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    صالح بن غصون.. العِلم والتواضع        ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    كلنا مستهدفون    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعلمت ألا أبكى على ماض ولا أنظر إليه إلا بمقدار ما أستخلص منه العبرة والعظة
المربي خليفة الفواز:
نشر في اليوم يوم 24 - 12 - 2004

التعليم والتدريب الذاتي المستمر وسعة الاطلاع وتنامي المعرفة وتعدد مصادرها ، والجمع بين القيم الإسلامية وثقافة نظام إدارة الجودة الحديثة ، والحماس لمهنة التعليم بل العشق لها، والعمل الجاد المثمر في إطار من العلاقات الإنسانية السليمة . . . من الصفات التي يعرف بها المربي القدوة خليفة بن عبدالله محمد الفواز، مدير مركز الإشراف التربوي بالهفوف، المشرف على مركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة (سابقاً). عمل الفواز في عشرة مواقع قيادية في المدارس وإدارة التربية والتعليم بمحافظة الأحساء قدم خلال (32) عاماً خدمات جليلة وتضحيات كبيرة من الجهد والوقت وحظي بحب الناس وتقدير الوسط التربوي، شارك بفاعلية في نشر مفهوم وثقافة نظام إدارة الجودة الشاملة ، وركز اهتمامه على العناية بالعنصر البشري الذي يعتبره الأقوى والأهم في تحسن مستوى الأداء وفي تطور وتقدم أي منشأة، وأعطى لتهيئة بيئة العمل عنايته الفائقة لأنه يرى أنها كالتربة الخصبة المهيأة للإنتاج فالبذور المنتقاة لن تنمو وتثمر إلا في التربة الصالحة ؛ شارك بفاعلية في تأليف كتب التربية الوطنية للمرحلة الابتدائية وله العديد من الإصدارات والنشرات في مجال الجودة الشاملة وفي الإشراف التربوي.
ويرى ضيف هذا الأسبوع أن التقاعد بداية لمرحلة جديدة من حياة الإنسان ، فلابد أن ينظم حياته بين حين وآخر ويقبل على الدنيا بأمل وعزيمة وبصر وبصيرة فالتقاعد ليس شاطئا للركود والسكون وإنما بداية لانطلاقة جديدة يستثمر فيها الإنسان طاقاته ونشاطه.
(اليوم) حاورت الأستاذ الفاضل للوقوف على مراحل حياته العملية التي تعد تجربة مفيدة للتربويين الباحثين عن النجاح.
السيرة الذاتية
* خليفة بن عبدالله محمد الفواز
* مواليد الأحساء ، الهفوف 1372ه.
* أب لخمسة أبناء (محمد -عبدالله -فايز) يعملون بالتدريس (هاجر وشريفة) بالمرحلتين الإعدادية والابتدائية
العمل السابق: مدير لمركز الإشراف التربوي بالهفوف، مشرف لمركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة.
متقاعد بتاريخ
1/9/1425ه.
@ كيف كانت رحلتك العلمية منذ الطفولة وحتى المرحلة الجامعية ومن زملاء الدراسة في المرحلتين الابتدائية والجامعية؟
* درست المرحلة الابتدائية بمدرسة (المزروعية) المثنى بن حارثة، وأكملت المرحلة الإعدادية بمتوسطة أبي بكر الصديق، وحصلت على دبلوم معهد إعداد المعلمين عام 1392ه، وأكملت الدراسة بالكلية المتوسطة بالدمام 1400ه.
وفي الأعوام (1412ه 1416ه 1419ه) حصلت على دورات متقدمة في الإدارة والإشراف من كلية المعلمين ومن جامعتي الإمام والملك سعود بالرياض.
اما زملاء الدراسة فهم كثر ويشكلون نخبة من رجال التربية والتعليم وبعضهم يعمل بالقطاعات الخدمية الأخرى والمؤسسات الخاصة.
@ حدثنا عن ذكريات الحي والجيران وملامح الحياة في الصغر؟
* كانت طفولتي سعيدة بفضل الله تعالى ثم برعاية الوالدين يرحمهما الله ، تعلمت القرآن على يد إمام مسجد الحي الشيخ صالح السليم رحمه الله، وكنت متفائلاً كثيراً، ومن الأوائل في جميع مراحل الدراسة وكنت مولعاً بالتعليم فقد عملت منذ المرحلة المتوسطة بالتدريس اللانظامي في الإجازة الصيفية لأبناء الجيران (دروس مجانية) وشاركت بفاعلية في أنشطة المراكز الصيفية في مجال البحث والكتابة.
@ كيف ترى الفرق بين معلم وطالب زمان ومعلم وطالب اليوم ؟
* يقال (لكل زمان دولة ورجال) فقد عمل معلم زمان بإخلاص وتفان ومنح التعليم جلّ وقته، وكانت رسالة التعليم هي همه الأكبر، لقد أعطى بلا حدود علماً بأنه لم يكن معداً تربوياً كما يجب أن يكون، ومع ذلك فقد طور نفسه بذاته وجد واجتهد وكانت مخافة الله تعالى ومراقبته حافزاً له نحو العطاء والعمل الجاد المثمر.
ومعلم اليوم .... انطلاقاً من طبيعة إعداده وتأهيله المهنى، وتعدد مصادر المعرفة ووسائل التدريب وسهولة الاتصال والتواصل وفرص التحسين والتطوير، وتمشياً مع متطلبات العصر الحديث ... فإن دوره يتجاوز نقل المعلومة للطلاب، فحري به أن يساهم بإيجابية في إعداد المواطن الصالح من جميع الجوانب العلمية والمسلكية . . وهو جدير بذلك.
وقد يكون التوجه العام لطالب زمان هو الحصول على أكبر قدر من المعارف والعلوم المناسبة ، ومساعدة الآباء في أعمال الزراعة أو بعض الحرف، أما طالب اليوم .. فهو محور العملية التعليمية، الكل يعمل على إعداده لحياته الحاضرة والمستقبلية، ولقد بدأ في المراحل الدراسية المتقدمة يعي هذا التوجه ويعمل من أجله، وإن وجدت بعض السلوكيات غير المرغوب فيها، فإن على المنشآت والمؤسسات والمراكز التعليمية والإعلامية دورا هاما في احتواء الشباب (طوعياً لا قسرياً) بتنظيم برامج شبابية متقدمة تراعي الثوابت الدينية وتؤكد على الهوية والانتماء الوطني، فكم نحن في حاجة إلى برنامج تليفزيوني ينمى القيم والانتماء يتهافت الشباب على حضوره ومتابعته والمشاركة فيه كما يتهافتون على حضور مباراة هامة في الدوري السعودي.
@ ما الفرق بين التفتيش والتوجيه والإشراف التربوي؟
* ليس المهم تعدد المسميات (تفتيش -توجيه -إشراف) ، المهم جوهر العملية فمتى كانت الرؤية واضحة والأهداف محددة ومصاغة بدقة، ووسائل تحقيقها ميسرة، والعنصر البشري المؤدي لهذه المهمة مختارا بعناية ومعدا جيداً لهذه المهمة، تحققت الغاية الأسمى من هذا الجهاز التربوي الفاعل. والتفتيش في بداياته لم يكن يحمل طابعاً علمياً وفنياً دقيقاً وصاحب ممارسته بعض السلبيات إلا إنه حقق بعض الإيجابيات التي لا يمكن تجاهلها، وما زال مسمى التفتيش قائما في بعض الدول الأوروبية ولكن بممارسات حديثة، وكانت بدايات الجودة (الأيزو) أيضا بالتفتيش قبل التحول نحو مرحلة الرقابة الذاتية، ويعتبر التوجيه بداية لتحسين العمل وتنظيمه وتعديل المسار نحو الإشراف التربوي الحديث الهادف إلى تحسين عمليتي التعليم والتعلم وفق أسس فنية وعملية وعن طريق المشرف التربوي الذي هو حلقة وصل بين المخططين والمنفذين وناقل للخبرة، والمساعد على تحقيق النمو المهني للعاملين.
@ كيف ترى الجودة في التعليم وأثرها على الطالب؟
* الجودة الشاملة نظام عالمي، ثبتت فاعليته ونجاحه في الكثير من المنشآت والمؤسسات الإنتاجية والخدمية، وليست موضة أو ترفا أو تنظيرا أو زوبعة في فنجان إنها فكر إداري تطبيقي ثبت نجاحه في أكثر الميادين، وقبل ذلك فهو مبدأ إسلامي ومطلب وطني، ويعتبر نظام إدارة الجودة الشاملة من العوامل الأساسية في تقدم بعض الدول واحتلالها المراكز الأولى في كافة مجالات التنافس العالمي، ويكفي أن تكون الجودة من الأساليب والإسهامات الفاعلة في النهضة اليابانية الحاضرة، ويعتبر التعليم من الخدمات الرحبة لتطبيق نظام الجودة لتعدد مدخلاته وتنوع فرص التحسين فيه، ولكون هذا النظام مظلة لكافة الأساليب والأدوات والبرامج والمناشط .. التربوية والتعليمية الحديثة. ويجب أن نتعدى مرحلة (هل الجودة مهمة في التعليم ؟) ونعمل على دعم الفكر الإداري الحديث بما يتفق وسياسة التعليم في بلادنا لإحداث النقلة النوعية المرتقبة في هذا المجال الحيوي الهام بعون الله تعالى.
@ ما معوقات تطبيق الجودة في الأحساء وهل هناك قناعة في تطبيقها وكم نسبة المؤيدين لتطبيقها؟
* من المسلمات في نظام الجودة الشاملة .. أن توجد معوقات عند التطبيق، ولعل من المعوقات المتوقعة عند التطبيق في أي منشأة الفهم الخاطئ لهذا النظام مما يؤدي إلى مقاومته ومقاومة التغيير الذي يحدثه، والتعقيد في بعض إجراءات وأساليب العمل القائمة وقلة الموارد المالية، وعدم توافر الكفاءات المؤهلة نظرياً وعملياً لنشر مفهوم وثقافة وأساليب تطبيق هذا النظام.
وقد مضت ست سنوات على تطبيق النظام في تعليم الأحساء ، ففي تصوري أن الإدارة العليا لنظام الجودة تجاوزت الكثير من المعوقات وأصبحت القيادات التربوية في الإدارات والأقسام والمدارس على قناعة بأهمية النظام وضرورة الاستفادة منه في المجال التربوي التعليمي، وإن كانت هذه القناعة نسبية ومتفاوتة وهذا أمر طبيعي .
ومتى ما وصلت ثقافة الأداء للنظام وأساليب التطبيق العملي للعاملين (كما يجب أن تكون) وتم تشغيل النظام بطريقة صحيحة.. فإن النتائج بمشيئة الله تعالى ستكون مشجعة وذات تأثير إيجابي على مخرج التعليم (الطالب) بطريقة أو أخرى.
ولا بد من الإشارة إلى عامل الحسم في تشغيل نظام الجودة الشاملة في أي منشأة ألا وهو العنصر البشري، حيث يعتبر إعداده وتأهيله لتفعيل النظام أمرا هاما، والأهم من ذلك الدافعية والرغبة الذاتية في فهم النظام والحماس له والاعتزاز به والدفاع عنه والعزم الأكيد على تشغيله والاستمرار في التعرف على كل جديد فيه.
@ التقويم الشامل في المدارس هل هو لتصيد الأخطاء ؟
* التقويم الشامل في المدارس من وجهة نظري لا يهدف إلى تصيد الأخطاء أو التفتيش، بل هو نظام فعال يهدف إلى الوقوف على الوضع القائم في المدارس من إيجابيات وسلبيات، وتقويم سير العملية التعليمية من كافة الجوانب وكذلك العوامل المساندة الأخرى للعملية التربوية التعليمية كالمبنى المدرسي والتجهيزات الأخرى، ومن الظواهر الصحية لهذا النظام تواصل أعضاء فريق التقويم مع أولياء أمور الطلاب وتبادل الرأي والحوار معهم حول سير عملية التعليم في المدرسة الخاضعة للتقويم دون ضغوط خارجية أو حضور أي من جهاز الإدارة والتعليم في المدرسة، وهذه مرحلة حضارية متقدمة وسابقة تسجل لنظام التقويم الشامل.
@ ما منهجك القيادي؟
* يقال (إن أفضل طريقة ألا تكون لك طريقة) بمعنى عدم اتباع منهج عمل معين في كل الأحوال والمواقف، وإنما الأخذ من كل منهج محاسنه واستخدام الأسلوب القيادي المناسب حسب كل موقف تربوي تعليمي، وإن كنت أميل للعمل الجماعي وتمكين فرق للعمل ومنحهم الفرصة في صنع القرار، وربما كان لعملي خلال 25عاماَ في عدة مواقع قيادية بالمدارس والإشراف التربوي ومركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة، منحني الفرصة في تكوين منهج قيادي يجمع بين الأصالة والحداثة.
@ قناعتك كبيرة بالجودة التي تقول : الجودة بحر لا شاطئ ولا مرسى له فهل التقاعد شاطئك؟
* التقاعد بداية مرحلة جديدة من حياة الإنسان، وما أجمل أن ينظم الإنسان حياته بين حين وحين ويقبل على الدنيا بأمل وعزيمة وبصر وبصيرة لا تذله الظروف المحيطة به بعون الله تعالى مهما ساءت، فالتقاعد مرحلة يجدد الإنسان فيها حياته ونشاطه، يقول الدكتور غازي القصيبي وزير العمل في كتابه "حياة في الإدارة" ( أتوقف لأقول إنني أتصور أن داخل كل إنسان عدة شخوص وأن الحياة الغنية هي التي تعطي كل شخص موسمه .. فالتوقف مجالٌ واسعٌ للتنفس والنمو.. كل كائن يكف عن النمو يبدأ في الموت، وعلى الإنسان أن يحول كل مواسم الحياة فرصة لنمو طاقات جديدة، أو متجددة في أعماقه).
فالتقاعد ليس شاطئا للركود والسكون وإنما بداية لحياة جديدة، ويبقى المجال التربوي ... ونظام الجودة والمساهمة في البرامج والمناسبات الاجتماعية والوطنية عشقا يتجدد ومجالا رحبا للعطاء بعون الله تعالى.
@ عملت في عدة مواقع قيادية تربوية ، أين وجدت نفسك؟
* في كل محطة عمل وجدت نفسي وقدمت فيها الكثير من الجهد والوقت وقد عوضنى ربي حب الناس وتقديرهم؛ فالعمل مع الطلاب وتوصيل المعلومة المفيدة لهم والمشاركة في تربيتهم والتواصل مع أولياء أمورهم وإقامة علاقات إنسانية حميمة معهم مرحلة ممتعة في حياتي، جنيت ثمارها فكم من وقفة طيبة صادقة من طلاب الأمس (رجال اليوم) سعدت بها، وكم من لفتة إنسانية حظيت بها من الأفاضل أولياء أمورهم كان آخرها محاولة بعضهم إقناعي بالعدول عن التقاعد أسأل الله لهم المثوبة والأجر.
اما مرحلة الوكالة والإدارة المدرسية فهي بداية التمكين والتكوين للخبرة الإدارية والفضل فيها بعد الله تعالى يعود للقيادة التربوية الأبوية بمدرسة عمار بن ياسر الابتدائية (الأستاذين الفاضلين/ خالد بن عبدالعزيز الخالدي، وعبدالرحمن بن عبدالله المخليد) إذ أنهما القدوة الصالحة ومنبع للقيم والفكر الرشيد؛ وفي مجال الإدارة المدرسية استفدت من خبرة وتجارب الإخوة الأفاضل مديري المدارس؛ ومنذ العام 1419ه عملت بمركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة، والفضل لله سبحانه وتعالى ثم لسعادة الدكتور/ عبدالرحمن بن إبراهيم المديرس - مدير التربية والتعليم بمحافظة الأحساء -فيما تعلمته من مبادئ في مجال نظام إدارة الجودة الشاملة، وكان الختام بالعمل مديراً لمركز الإشراف التربوي بالهفوف، وما أجمل أن أعمل مع صفوة الصفوة واختم حياتي العملية معهم.
@ لكل جواد كبوة .. أين كانت كبوتك وكيف؟
* بفضل الله تعالى لم تكن هناك كبوة بهذا المعنى، صحيح أن هناك صعوبات ومعوقات للعمل وبعض التصرفات والاجتهادات الخاطئة، يمكن أن ينظر لها من مفهوم الجودة بأنها فرص ثمينة للتحسين وتعديل المسار في الكثير من الممارسات التربوية، ومن الطبيعي أن يؤدي الإنسان بعض الأعمال والمهام ويخطئ في تقديره أو تنفيذه لها، وما دام يفكر ويخطط ويعمل ويجتهد فقد يصيب وقد يخطئ، والمهم أن نتعرف على سر الخطأ لنتّقيه في المستقبل، وقد يكون عدم إكمال دراستي مع تهيئة الفرص المتعددة جانبا غير محمود، ولكن تعلمت ألا أبكى على ماض ولا أنظر إليه إلا بمقدار ما أستخلص منه العبرة والعظة.
@ ما أبرز أبحاثك وتجاربك في التربية؟
* لقد بدأت مرحلة البحث والتقصي والكتابة منذ سنوات الدراسة في المدارس والمراكز الصيفية، وقدمت في حياتي الكثير من الإصدارات والبحوث والدراسات والمساهمات والنشرات التربوية، وأعتز بالمشاركة في تأليف كتب التربية الوطنية بالمرحلة الابتدائية، وقدمت مؤلفات في نظام الجودة الشاملة وهي(مركز الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للجودة ... الحاضر والمستقبل -فكر رواد الجودة في منهجية الارتقاء بمستوى الأداء -الدليل الإرشادي لتطبيق نظام إدارة الجودة الشاملة في المدارس -المشاركة في إعداد إجراءات العمل لنظام الآيزو) وقدمت بحوث ودراسات تربوية منها نموذج خطة مدير المدرسة - ما ينبغي مراعاته عند تفويض السلطة -الصعوبات التي تواجه المكتبات المدرسية -الزيارات الصيفية بين الواقع والمأمول -صديقنا العزيز دفتر الدوام -الصراع التنظيمي -ثلاثيات تنظيمية -تصور مقترح لتطوير مراكز الإشراف التربوي من منظور نظام إدارة الجودة الشاملة -مفهوم الفكر الإداري الإسلامي -نشرة تربوية شهرية "إضاءة". وغيرها الكثير من النشرات التربوية وأعمل حالياً على تجميعها وتوثيقها رسمياً وهناك مؤلف قادم بعنوان مبادئ الجودة في الإسلام ... المفهوم الشرعي والتطبيق التربوي، بالإضافة إلى كتابات بعنوان (وطني) تتناول ثقافة الانتماء والحس الوطني.
@ هل تؤيد تدريس اللغة الإنجليزية في المرحلة الابتدائية ، وهل ترى أن تطبيق ذلك تأخر كثيراً؟
* تطبيق تدريس اللغة الإنجليزية بالمرحلة الابتدائية أمر محمود وضرورة لا بد منها، فاللغة الانجليزية هي لغة العصر والعالم أجمع فلا بد من تدريسها خصوصاً أن مخرجات التعليم حالياً ليست بالمستوى المطلوب في هذه اللغة، وتدريسها بالمرحلة الابتدائية يساعد المتعلمين على إتقانها في المراحل الدراسية اللاحقة مما يحسن مستوى إتقان المخرج التعليمي لهذه اللغة مستقبلاً، وقد جاء قرار تدريسها بعد دراسات وافية من جهات الاختصاص الذين هم أدرى بالمصلحة العامة وقد يجمع التربويون على أهمية تدريسها ما لم تؤثر على لغتنا الأم اللغة العربية.
@ هل تؤيد تدوير مديري المدارس، وما المدة التي يجب أن يبقى بها المدير في مدرسته؟
* برنامج التدوير لمديري المدارس له إيجابيات كثيرة تتفوق على السلبيات (النسبية) إن وجدت وقد أثبت هذا البرنامج نجاحه خلال سنوات التطبيق الماضية، وهو محدود في ست سنوات وأعتقد أنها كافية؛ وإن كانت هناك رؤية لخبراء الجودة تقول إنه كلما طالت مدة بقاء مدير الجودة في المنشأة التي يديرها منحناه فرصة أكبر لمتابعة خططه المستقبلية وتحقيق رؤيته لنظام الجودة في هذه المنشأة. وأقترح أن يمدد لمديري المدارس الذين لديهم برامج ومناشط (غير عادية) معتمدة من الوزارة أو إدارة التربية والتعليم أو الذين يطبقون (المفهوم الواسع) لنظام إدارة الجودة الشاملة حتى يتمكنوا من إنجاز هذه البرامج أو تفعيل هذا النظام بطريقة صحيحة ومجدية، بحيث تكون هذه المدرسة أنموذجا يقتدى به.
@ هل أثرت المدارس المستأجرة على تحصيل الطالب؟
* لا شك في أن تعليم الطلاب في مدرسة حديثة تتوافر فيها الملاعب والساحات والمختبرات والصالات وغرف الأنشطة ومصادر التعلم من متطلبات المدرسة الحديثة ومن متطلبات التربية المعاصرة، ومثل هذه الأمور ليست بالمستوى المطلوب في المدارس المستأجرة إن لم تكن مفقودة تقريباً، مما يؤثر بطريقة أو بأخرى على مستوى تحصيل الطلاب، وإذا كان الاهتمام بالمستويات التحصيلية للطلاب في غاية الأهمية فإن هناك جوانب أخرى تربوية وتعليمية ونفسية واجتماعية وثقافية وصحية هامة يفترض أن تراعى في المباني المدرسية لمواكبة الحياة الحاضرة وإعداد الطلاب للمستقبل.
وأهيب بالإخوة الأفاضل مديري المدارس والمعلمين الكرام الاهتمام بتهيئة البيئة المدرسية والعمل على إخراج مرافقها بالصورة الحسنة اللائقة بحيث تكون البيئة المدرسية محببة وجذابة للطلاب ولافتة للزائرين ومساعدة على التربية السوية والتعليم الصحيح وأن يكون سبيل المحافظة على هذه الممتلكات سلوكاً سوياً معتاداً لدى طلاب المدارس.
@ هل أنت مع منع الضرب في المدارس؟
* ضرب الطلاب بالمدارس وغيرها من الأساليب القسرية للتعلم المؤذية للطلاب .. ثقافة سادت قديماً ونأمل أن تكون بادت أو أن تباد طوعياً إن وجدت لا سمح الله، وإن كانت لهذه الأساليب المنفّرة أسبابها في بدايات التعليم كحسن ظن من المعلمين الأوائل في جدواها ولعدم توافر بعض الوسائل التربوية المساندة، ولعدم وجود المختص في علاج ومتابعة بعض المواقف والقضايا الطلابية بالإضافة إلى عدم وجود العقوبة الرادعة لمن يمارس هذا السلوك الخاطئ، واليوم هناك وسائل وأساليب راقية تحفز الطلاب على التعلم الجيد وتصرفهم عن السلوكيات الخاطئة وتظهر الألفة والمحبة والعلاقات الأبوية بينهم وبين المعلمين والقائمين على التعليم.
لذا فمن الضروري ألا نتحدث إطلاقاً عن هذه الوسيلة ونعتبر ضرب الطلاب من الأساليب العقيمة المنتهية ومن حكايات الماضي ونسد جميع الذرائع والمبررات لاستخدامها مع الطلاب وذلك لاختلاف الفهم وتعدد الأمزجة لدى المعلمين ولما لها من أضرار جسمية ونفسية وتربوية محبطة للطلاب.
@ لو كنت مدير تعليم ما أول قرار سوف تتخذه؟
-حري بمن حظي بمصاحبة رجال التربية والتعليم في الأحساء وقد كلف بهذه المهمة، أن يتوكل على الله ويتقيه ثم يقتدي بمن عمل ويعمل في هذا المجال، فليأخذ الحكمة والبساطة والتواضع من إبراهيم بن محمد الحسيني -مدير التعليم الأسبق، ويسلك خطوات أحمد بن عبدالرحمن الهلال -مدير التعليم السابق في العمل الجاد والنشاط المثمر، ويقتبس من الدكتورعبدالرحمن بن إبراهيم المديرس مدير التربية والتعليم بمحافظة الأحساء رؤيته الحاضرة والمستقبلية لجودة التعليم وسر نجاحه في تنظيم العمل المؤسسي واحتوائه المواقف الصعبة، ولا ينسى أن يأخذ تنظيم الوقت والمتابعة من أحمد بن محمد بالغنيم -مساعد مدير التربية والتعليم بمحافظة الأحساء .. والجميع فيهم الخير والبركة،... ثم يعمد إلى تقويم الوضع القائم، فيقف عند الإيجابيات ويحفز القائمين عليها، ويشكل فريق عمل لعلاج السلبيات (إن وجدت) لتحسين العملية التعليمية. ويحتاج من القارئ الكريم إلى الدعاء الخاص في أعقاب كل صلاة وكان الله في عونه.
@ كيف ترى التحصيل العلمي للطالب بعد التخرج في الثانوية العامة؟
* تحسن مستوى التحصيل العلمي لطلاب المرحلة الثانوية في السنوات الأخيرة وذلك لاهتمام الطلاب بالحصول على المعدل المناسب لدخول الجامعات، ولتزايد الوعي الثقافي في المجتمع، ومن المناسب أن تتضافر الجهود للرفع من المستوى التحصيلي للطلاب، مع الاهتمام بالجوانب المسلكية والمهنية لتهيئة الطلاب للحياة العملية وبالذات الذين لا يتاح لهم دخول الجامعات بحيث يستفاد منهم في سد حاجة سوق العمل في الشركات والمؤسسات الحكومية وفي القطاع الخاص.
@ ما حكمتك في الحياة؟
-أميل إلى القول المأثور: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) فلا بد للمسلم أن يضع الدار الآخرة نصب عينيه ويعمل لها، ويعمل بجد في هذه الدنيا ويأخذ نصيبه منها وفق شرع الله تعالى.
@ كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟
* ما أود إضافته في ختام هذا اللقاء هو الإشارة إلى أهمية عمل رجال التربية والتعليم على توجيه جوانب السلوك عند الشباب، فبقدر ما يكون الاهتمام بتزويد الطلاب بالعلوم والمعارف المتنوعة يجب أيضاً الاهتمام بتدعيم السلوكيات الإيجابية لديهم بالطرق التربوية المناسبة والانطلاق في ذلك من عمق الثقافة الإسلامية التي تتضمن جميع جوانب الالتزام الأخلاقي والمسلكي لاستقامة الحياة، ولا بد من العمل على احتواء مشاكل الطلاب وتعديل السلوكيات الخاطئة بالأساليب التوعوية المناسبة، هذا بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بجوانب التربية الاجتماعية والتمسك بالعادات والقيم السليمة لمجتمعنا والحث على التآلف والتواصل والمحبة بين أفراد المجتمع.
على أن هناك ثقافة من نوع آخر لا بد من العمل على نشرها ورعايتها وتنشئة الأجيال عليها وهي (ثقافة الانتماء الوطني) وتعميق الحس والهوية الوطنية، فلا بد أن تكون هذه الثقافة مستهدفة بكافة الطرق المباشرة وغير المباشرة، وأن لا يقتصر في ذلك على منهج التربية الوطنية، حتى تكون هذه الثقافة من الثوابت الأساسية لإعداد المواطن الصالح.
ماذا تقول في
الفكر الدخيل ....؟
الفكر الدخيل هدم للامة الاسلامية يجب محاربته بكافة الطرق.. وللمنشآت التربوية دور كبير في توعية الشباب وارشادهم الى المنهج الاسلامي الصحيح فلا بد من تكاتف الجهود لمحاربة هذا الفكر الدخيل على الامة وتقديم العون لجهات الاختصاص فالمسئولية مسؤولية الجميع في الحفاظ على امن الوطن وسلامته ودائما نؤكد على اهمية تنمية ثقافة الانتماء لهذا الوطن العزيز وتعزيز الولاء لولاة الامر.
الهجمة على المناهج
المناهج التربوية في التعليم العام متوازنة وشاملة جميع جوانب الحياة المساعدة على اعداد المواطن الصالح والمناهج خاضعة بصفة مستمرة للتقويم والتوجيه القائم على مواكبة المتطلبات الاساسية للحياة مع التزامها بالثوابت الدينية والوطنية فالهجمة غير مبررة وغير مقبولة ومن عاصر العملية التعليمية في القديم والحديث يدرك النقلة النوعية في المناهج السعودية مع البقاء على التوجه العام القائم على سياسة واهداف التعليم في المملكة.
الإرهاب
الارهاب وليد الفكر الدخيل على الامة .. ولقد عاش هذا الوطن عقودا عديدة في امن وامان وسلام وهو مضرب مثل للامم والشعوب الاخرى وفي الفترة الاخيرة فوجئ هذا البلد الامن ببعض التصرفات غير المسؤولة التي سببت الضرر لمصالح الناس واعطت مدخلا ومسلكا لاعداء الامة في النيل من عز وشموخ هذا الوطن العزيز بيت العرب وقبلة المسلمين.. ان مواجهة الارهاب مسؤولية الاب في بيته والامام في مسجده والمعلم في صفه والموظف في عمله.. الكل يجب ان يعمل على توجيه الابناء والشباب الى سبل الخير والفلاح وبيان آثار هذا التوجه المشين.
الفضاء المفتوح واثره على سلوكياتنا
الفضاء المفتوح عامل خير وشر في نفس الوقت ويبقى الوازع الديني والرقابة الذاتية القائمة على مخافة الله تعالى.. فمتى عززنا القيم الاسلامية الصحيحة في نفوس الشباب وكنا كأبناء ومربين قدوة لهم فلا خوف على شبابنا من الفضاء المفتوح.
الفحص قبل الزواج
* فحص العروسين قبل الزواج ضرورة جاءت متأخرة.
رسائل
الصحة : مرفق حيوي هام وخدمات جيدة تحتاج الى المزيد من العناية.
الزراعة : النخلة نعمة الله على ابناء الاحساء فالمزيد من الجهود في المحافظة عليها.
المياه : المحافظة على الامن المائي مسؤولية الجميع يا ابناء الاحساء.
البلدية : الاهتمام بالحدائق العامة والمتنزهات اكثر واكثر.
الفواز يتحدث لمحرر (اليوم)
زيارة وزير التربية والتعليم لمدرسة هاوية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.