الأطفال في بلدة وست راتلاند ينمون ويشبون يحيط بهم تاريخ حافل بقلع الحجارة من كل مكان. وكثيرون يذهبون إلى مقلع للرخام بدراجاتهم الهوائية ليلهوا ويسبحوا في برك المقلع. أن المنازل والمباني العامة في هذه البلدة والقرى القريبة مبنية من أفخم أنواع الحجر الذي ظل قاعدة اقتصاد المنطقة في الثلاثينات. أما المدرسة الثانوية والمكتبة فهما من الرخام. بل أن أرصفة البلدة من الرخام فيما المنازل القديمة بعض أقسامها من الرخام كالأدراج والأساسات والعتبات وأطر النوافذ. وفي الربيع الماضي خضع عشرات من طلاب السنة الأخيرة في المدارس الثانوية لدورة دراسية في النحت في (مركز النحت والتماثيل" وهو مؤسسة تربوية غير معنية بالربح في مقلع للرخام مساحته 800 دونم ظل يعمل طيلة 130 سنة. وفي هذه الدورة الدراسية تعلم واكتشف الطلاب أشياء عن حرفة كانت ذات وقت توظف مئات الأفراد من سكان البلدة. وتقول الكاتبة جاين برات ان (صناعة الرخام كانت حياة البلدة). قليلة هي مدن فيرمونت التي تستطيع أن توفر للطلاب أجواء مماثلة لمعهد النحت المقام في مخزن سابق يخص (شركة فيرمونت للرخام)، وهو بشكل حظيرة واسعة بنيت في العام 1855 من كتل الرخام المنحوتة باليد.ولا يزال الحقل الواسع يحتوي على عشرة أبنية رخامية- أحدها زريبة للحيوانات- وهو لا يزال يحتفظ بالمعدات الهائلة التي كانت تستعمل لرفع صخور الرخام التي تزن عدة أطنان من حفر المقلع على عمق 30 متراً، ونقل وتوزيع الرخام في أرجاء الباحات الواسعة. وفي أستوديو النحت تخرج أعمال الطلاب والفنانين الزائرين من المبنى لتتوزع في الحقول الخضراء، وتختلط مع ألواح كبيرة من الحجارة، كالغرانيت وصخور ضخمة من المرمر الأبيض المكومة في موقف السيارات والمتنافرة في الحقول منذ أيام ازدهار الشركة. وقبل سنتين أطلق أستوديو النحت دورة دراسية مدتها ستة أسابيع لطلاب المدارس الثانوية المحلية أيضاً.وقد طلب من 41 طالباً من الفصل الدراسي الحالي ابتكار تصميم تم نقشه في حجارة صغيرة تدعى الحجر الصابوني. وقد اختير هذا الحجر لأن التعامل به سهل نسبياً ولا يطلق جزئيات مؤذية عندما ينحت حسب مديرة المعهد كارول دريسكول التي تشرف مباشرة على الطلاب في الأسبوع الأخير من دورتهم الدراسية. ان محاولة إقناع الطلاب بالاهتمام بمعهد النحت والالتحاق به كانت من أولويات المديرة دريسكول، التي تقول: (انهم من أبناء هذه المنطقة وتوفير الفرصة لهم لاختبار هذا الفن أمر مهم للغاية. وقد تكون هذه آخر فرصة لهم للتعرف على هذا الفن).