القيادة تعزي رئيس روسيا في ضحايا حادث تحطم طائرة ركاب    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    رئيس الوزراء الإسباني يرحّب بإعلان فرنسا أنها ستعترف بدولة فلسطين    وزير أمريكي: التجارة مع الصين في "وضع جيد"    32 لاعبًا يتأهلون إلى دور ال 16 في بطولة العالم للبلياردو بجدة    جمعية الإعاقة السمعية في منطقة جازان تزور مسنًا تجاوز التسعين من عمره    أكثر من 40 ميدالية في ختام بطولة المملكة البارالمبية لرفع الأثقال للرجال والسيدات    الوفد السعودي الاستثماري يختتم زيارته إلى سوريا    السعودية ترحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده على الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة    طحين الدم    «بيئة جازان» تنظم ورشة عمل عن طرق الاستفادة من الخدمات الإلكترونية الزراعية    هل مديرك معجزة؟    الأخضر الأولمبي يختتم مشاركته في دورة أوزبكستان الودية بمواجهة اليابان    قطار الرياض ينقل أكثر من 23.6 مليون راكب بالربع الثاني ل 2025    حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنَيْن من الغرق أثناء ممارسة السباحة    وفد ثقافي وفني يزور هيئة التراث في جازان لتعزيز التعاون في مجالات الهوية والتراث    القمامة الإعلامية وتسميم وعي الجمهور    «هُما» القصيبي من جديد..    خطبة الجمعة تحذر من إساءة استغلال الذكاء الاصطناعي    القبض على يمني و4 سودانيين في عسير لترويجهم «الإمفيتامين»    الهلال الأحمر يفعل «المسار العاجل» وينقذ حياة مواطن بجدة    وزير الرياضة "الفيصل" : لحظة تاريخية لرياضة المملكة بتخصيص ثلاثة أندية    المملكة تشارك في مؤتمر الأطراف باتفاقية الأراضي الرطبة "رامسار"    أمير جازان من الدائر: البن ثروة وطنية والدعم مستمر    إيزاك يبلغ نيوكاسل برغبته في استكشاف خيارات أخرى    6300 ساعة تختتم أعمال الموهوبين في أبحاث الأولويات الوطنية بجامعة الإمام عبد الرحمن    هيئة الأدب تستعد لإطلاق النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب2025    أمير تبوك يطمئن على صحة الشيخ عبدالعزيز الغريض    أمير منطقة جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة الدائر    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يلتقي وزيري الخارجية والداخلية الأفغانيين في كابل    الشؤون الإسلامية في جازان تواصل تنفيذ الدورة العلمية الصيفية الثالثة    مستشفى المهد يعتمد تقنية تخدير الأعصاب لتقليل الألم    رسميًا.. فيرمينو ينضم إلى السد القطري    تحطم طائرة الركاب الروسية المفقودة    القادسية يختتم المرحلة الأولى من معسكره التحضيري في هولندا استعدادًا لموسم 2025/2026    الإحصاء: ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 6.0% في مايو 2025م    الأمير محمد بن عبدالعزيز يستقبل قائدَي قوة جازان السابق والمعيّن حديثًا    الإحسان الطبية تنفذ مشروع «الإستشاري الزائر» في مستشفى صامطة العام    منظمة الصحة العالمية تنفي انتهاك السيادة الأمريكية    أكثر من 7 آلاف زيارة منزلية خلال 6 أشهر بمستشفى الظهران    الوفد السعودي بدأ زيارته لدمشق.. اتفاقيات اقتصادية لدعم التنمية في سوريا    توجه رئاسي لحصر القوة بيد الدولة.. غضب على «حزب الله» في الداخل اللبناني    تعاون سعودي – سريلانكي في مجالات الإعلام    الشهري ينال الماجستير بامتياز    الصنهاج والزهراني يحتفلان بزواج ريان    بالتنسيق مع 5 وزارات تمهيداً لوضع الإجراءات.. "البلديات" تشترط عدم كشف مساكن العمالة للجيران    المفتي يطلع على أعمال "حياة"    أكدت تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.. "الموارد البشرية": تطوير برنامج الرعاية الاجتماعية المنزلية    وسط تحذيرات دولية وركود في مفاوضات الهدنة.. غزة على شفا مجاعة جماعية    "الداخلية" تعلن فتح تحقيق في انتهاكات السويداء.. لا إعدامات جماعية في سوريا    موجز    واست رئيس بنغلاديش في ضحايا سقوط الطائرة.. القيادة تهنئ الرئيس المصري بذكرى اليوم الوطني لبلاده    دوران يسجل في فوز فنربخشة برباعية على الاتحاد وديًا    «سلمان للإغاثة» يوزّع (840) حقيبة إيوائية في منطقتين بإقليم جامو وكشمير في باكستان    اختيار سلمان: هكذا أطلق صقره ليحلق بالوطن    «سوار الأمان».. حلول ذكية في المسجد الحرام    "الشعفي" يُرزق بمولودته الأولى "سما"    مفوض إفتاء جازان يستقبل منسوبي إدارة جمعية سقيا الماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تسليم جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها السادسة والعشرين
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين وحضور الأمير سلطان
نشر في اليوم يوم 22 - 03 - 2004

منذ منحها لأول مرة عام 1979م وجائزة الملك فيصل العالمية تؤسس لنفسها موقعاً ومكاناً بين الجوائز الكبرى في العالم، لمصداقيتها وبعدها عن الأهواء السياسية وغيرها مما أكسبها شهرة واسعة في أركان العالم، وأكد على اهتمامها بالإنسان كقيمة وعلى إنجازاته التي تخدم البشرية كمنحى، بل إنها من خلال لجانها وهيئاتها المنتقاه بوعي وأمانة استطاعت أن تسبق جوائز كبرى في العالم في تقدير قيمة واكتشافات بعض العلماء مثل تقديرها لإنجاز العالم العربي أحمد زويل الذي منح جائزة الملك فيصل العالمية قبل أن تمنحها له نوبل بأعوام وليس زويل وحده ولكن هناك أكثر من عالم سبقت الجائزة نوبل في تكريمهم بل سبقت جوائز علمية كبرى في ذلك.الإعلان عن الجائزة وتسليم الفائزين من رواد خدمة الإسلام والفكر والثقافة والأدب والعلوم والطب براءتها يعد حدثاً من الأحداث الهامة التي ترفع من لواء العلم والفكر في المملكة وفي العالم العربي والإسلامي لتؤكد أننا لسنا مزرعة لإفراز الإرهاب والتخلف ولكننا أصحاب حضارة وفكر ولدينا عقيدتنا التي تكرم من يقدم للإنسانية ما يثريها دون تمييز في اللون والعرق أو الدين.
الترشيح للجائزة تقوم به الجامعات ومعاهد العلم والمؤسسات الثقافية والفكرية في العالم وها هو الفائز بالجائزة في الطب لهذا العام دليل على ذلك، فهو سويسري الجنسية وقد رشحته إحدى الجامعات ولا نفاجأ في المستقبل إذا رشح لجوائز كبرى أخرى مثل نوبل.
إننا من خلال وقائع الاحتفال بتسليم الجائزة لمستحقيها وردود الفعل عند هؤلاء، نرصد لهذا الحدث الكبير مقدرين لولاة الأمر في هذا الوطن هذا الاهتمام وهذه الروح الطيبة.
رعاية دائمة
فبرعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام انطلق مساء أمس حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية السادسة والعشرين لعام 1424ه للفائزين بها من رواد خدمة الإسلام ومن رواد الفكر والثقافة والأدب والعلوم والطب وذلك بمقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية في الرياض.
ولدى وصول سمو النائب الثاني إلى مقر المؤسسة تشرف الفائزون بالسلام على سموه ثم التقطت الصور التذكارية لسموه بهذه المناسبة مع الفائزين بالجائزة.
وبعد أن أخذ سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز مكانه في المنصة الرئيسية للحفل بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية ورئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية جاء فيها
لا غفوة بعد اليوم
اللقاء يتجدد والعزم يتأكد والحلم يتورد.. سعوديون.. (شيوخ وشباب).. لا يزعزعنا إرهاب ولا يخيفنا تصريح وخطاب أو فتوى ضال في السجن يستتاب.. نحن أمة نذرنا أنفسنا للدعوة.. خدعنا بعض الوقت بغفوة واستيقظنا على التفجير بصحوة.. لا غفوة بعد اليوم.. ولا صحوة الا بالعلم والعقل والإيمان.
واختتم الفيصل كلمته بترحيبه بالحاضرين وقدم تهنئته للفائزين.
كلمة العثيمين
اثر ذلك قام أمين عام الجائزة الدكتور عبد الله الصالح العثيمين بتقديم الفائزين بجائزة الملك فيصل العالمية السادسة والعشرين وقال يسرني أن اقدم إليكم من فازوا هذا العام بجائزة الملك فيصل العالمية في فروعها الخمسة، فقد فاز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام المشير عبد الرحمن سوار الذهب السوداني الجنسية حيث رشحته للجائزة الندوة العالمية للشباب الإسلامي في الرياض ومنح الجائزة تقديرا لجهوده العظيمة من خلال رئاسته لمجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان التي شيدت كثيرا من المدارس والمساجد والمستشفيات ومراكز الطفولة وملاجئ الأيتام كما حفرت كثيرا من الآبار ومحطات المياه في افريقيا إضافة الى مساهمته الفعالة في الدعوة محليا وإسلاميا وعالميا والى تحليه بالصدق والوفاء بالوعد.
الفائزون بالجائزة
وفاز بجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية وموضوعها (الدراسات التى عنيت بالقواعد الفقهية) الدكتور على أحمد غلام محمد ندوي الهندي الجنسية والدكتور يعقوب عبد الوهاب الباحسين السعودي الجنسية لجهودهما في مجال القواعد الفقهية.
والدكتور على احمد غلام محمد ندوى رئيس مستشارين في امانة الهيئة الشرعية لشركة الراجحى في الرياض وقد رشحه للجائزة كل من مجلس التحقيقات الشرعية ببريطانيا وكلية الشريعة والدراسات الاسلامية بجامعة اليرموك بالاردن وجامعة الملك فيصل بالدمام والاكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في عمان بالاردن ودار البحوث للدراسات الاسلامية وإحياء التراث بدبي ومنح الجائزة تقديرا لجهوده القيمة في استخراج القواعد الفقهية في المعاملات المالية من المصادر الأصيلة وربطها بالحاضر المعاصر بصورة تفصيلية مبتكرة.
أما الدكتور يعقوب عبد الوهاب الباحسين عضو هيئة التدريس في المعهد العالى للقضاء بالرياض فقد رشحته للجائزة جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ومنح الجائزة تقديرا لجهوده في مجال القواعد الفقهية وما اتسمت به كتاباته من تأصيل وتجديد.
وفاز بالجائزة للغة العربية والأدب وموضوعها الدراسات التي تناولت التدوين اللغوي إلى نهاية القرن الخامس الهجري الدكتور حسين محمد نصار المصري الجنسية الأستاذ المتفرغ بكلية الآداب جامعة القاهرة.
وقد رشحته للجائزة كل من كلية الآداب جامعة القاهرة وجامعة المنيا والمجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة وكلية الآداب جامعة جنوب الوادي بسوهاج ومنح الجائزة تقديراً لإسهامه العلمي الرائد في مجال الدراسات المعجمية وما تميزت به كتاباته من غزارة العلم وسعة الاطلاع والنظرة الشمولية لتطور التدوين اللغوي بعامة والمعجم العربي على نحو خاص.
أما في الطب وموضوعها (طب القلب التدخلي) فقد فاز الدكتور أولرش سغفارت السويسري الجنسية.. أستاذ ورئيس قسم أمراض القلب بجامعة جنيف.وقد رشحته للجائزة الجامعة التي يعمل فيها ومنح الجائزة تقديرا لإسهاماته في تطوير هذا الفرع الطبي وابتداعه طريقة فريدة آمنة تتمثل في استخدام الدعامة المعدنية المثقبة لتوسعة الشرايين التاجية وغيرها وابتكاره طريقة أخرى تتمثل في إدخال مواد تزيل تضخم عضلة الحاجز القلبى.. وقد ساهمت أعماله وابتكاراته في علاج مئات الألوف من المرضى في العالم دون جراحة.
وفي العلوم وموضوعها علم الحياة (البيولوجيا) فقد فاز بها الدكتور سمير زكى البريطاني الجنسية أستاذ علم الحياة العصبية في كلية الجامعة بلندن وقد رشحته للجائزة الجامعة التي يعمل فيها ومنح الجائزة تقديرا لدوره المتميز في تطوير علم بيولوجيا الرؤية من خلال دراساته الرائدة في كشف النظام الوظيفي في جزء الرؤية من دماغ الإنسان وبيان أن المعلومات الواردة من المنظر المرئي يتم إدراكها عبر مناطق صغرى متخصصة في استيعاب مكونات المنظر المختلفة كاللون والحركة المرئية كلا على حدة ثم ربطها في مراكز أعلى لتكوين المنظر.
وعبر الدكتور عبد الله العثيمين عن شكر وتقدير الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز نائب خادم الحرمين الشريفين لرعاية هذا الاحتفال كما شكر الحاضرين على تلبيتهم الدعوة.
وأعرب العثيمين عن امتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل المدير العام لمؤسسة الملك فيصل الخيرية رئيس هيئة الجائزة لدعمه المتواصل لها وقدم الشكر لكل من تعاون مع الجائزة في الترشيح والتحكيم والاختيار وتتقدم بالتهاني الخاصة للفائزين آملة ان يمد الله العاملين في حقول الخير بالعون والرعاية.
تكريم لمنظمة الدعوة الإسلامية
اثر ذلك سلم سمو النائب الثانى جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الاسلام لعام 1424ه / 2004 م للمشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب.الذي ألقى كلمة قال فيها يشرفني أن اقوم بينكم في هذه الليلة المشهودة على أديم هذا البلد الطيب الذي ما فتئ قادته وأبناؤه الكرام يقدمون في كل يوم اسهاما جديدا وفريدا للانسانية.. وهاهى جائزة الملك فيصل العالمية قد صارت واحدا من المعالم المعبرة عن ملمح من ذلك.
وقدم سوار الذهب شكره للثقة التي أوليت له في تسليمه الجائزة وقال لئن اختارتني هيئة الجائزة الموقرة لهذه الجائزة العظيمة فما أنا الا رمز وتمثيل.. فهذا التكريم إنما هو لمنظمة الدعوة الإسلامية التي شرفتني برئاستها وللمنظمات الإسلامية الأخرى التي كرمتني بعضويتها فقد أتاحت لي جميعها آفاق الإسهام بما اقدر عليه في حقل العمل الخير.
آيات جامعة وكلمات وجيزة
ثم سلم سمو النائب الثانى جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية للدكتور على أحمد غلام محمد ندوى الفائز بالجائزة / بالاشتراك، وقد عبر ندوى عن سعادته بهذا التكريم وقال إن من اعظم القواعد التي يقوم عليها الإسلام الأصول التشريعية التى نطق بها الكتاب والسنة فاذا تدبرت كتاب الله الفيت فيه آيات جامعة في كلمات وجيزة تنبه على هذا الجانب المشرق، مؤكداً على حسن السلوك والتعامل سواء كان ذلك في نطاق الاسرة او في دائرة الوظيفة او وسط السوق أو في محراب الحوار العلمي وغيرها.
وأضاف ندوي قائلاً أما صلتى بموضوع القواعد فهي صلة المحب النهم الوامق منذ ثلاث وعشرين سنه حيث بدأت مسيرتها في صورة اعداد رسالة الماجستير وكان من فضل الله تعالى على ان يمثل كتابى الاول (القواعد الفقهية) عملا مجليا في هذا الموضوع من نواح متعددة ثم كان ثمار الاهتمام بهذا المشروع النتاج الثالث وهو (جمهرة القواعد الفقهية في المعاملات المالية) الذى تم تتويجه بهذه الجائزة المشرفة ومن الأمانى الغالية ان ينال هذا الموضوع حظه الاوفي والاحكم من التأصيل والتطوير في جانبى التنظير والتطبيق معا في مستقبل قريب بحول الله تعالى وتوفيقه.
عالمية وحيادية
بعدها سلم صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبد العزيز جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الاسلامية للدكتور يعقوب عبد الوهاب الباحسين الفائز بها بالاشتراك، الذي قال في كلمته: لا شك في أن هذه الجائزة العالمية تعد من مفاخر المملكة التى تفتح ذراعيها لكل نابه في المجالات العلمية المتنوعة وتتخطى جانب الإقليمية إلى رحاب العالم الواسعة دون التزام بمذهب أو دين او قطر او قومية فهى عالمية وحيادية بكل ما تدل عليه هذه الكلمة من معنى وهى من أبرز وأوضح ما يكرم به العلماء وما يشجع به البحث العلمي وتطور آليات المعرفة.
وأضاف الباحسين قائلاً: لقد أعملت ذهني كثيرا في حل ما واجهني من الإشكالات عند تدريسها وأحمد الله تعالى أن توصلت إلى دراسة هذه القواعد بمنهج علمى لم أسبق اليه اعتمد على تأصيل هذه القواعد ببيان أركان كل منها وبيان شروطها وشروط تطبيقها مما ترتب عليه حل كثير من الاشكالات المثارة حولها.
إن هدفي مما قمت به هو تفعيل هذه القواعد واعمالها في مجالاتها المتنوعة والمتعددة وفتح أبواب تطبيقها أمام المجتهدين والعلماء وقد كان للمنهج الذى ارتضيته لنفسى أثر واضح في كثير من الدراسات التي ظهرت في هذا الموضوع سواء كانت من الرسائل العلمية او في غيرها.
آية الإعجاز الإلهي
بعد ذلك سلم سمو النائب الثاني جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب للدكتور حسين محمد نصار الذي ألقى كلمة قال فيها لاعجب في الاقتراح والقبول.. فاللغة منطوقة ومدونه اية الاعجاز الالهى.. زود الله ادم وابناءه وبناته بالجهاز الذى يلفظ بها.. وجعله احدى مزاياه على سائر المخلوقات.واللغة أمرها كله عجب.. فهى في ابسط صورها عدد من الاصوات المفردة التى تعطى مدلولا ما.
وأضاف نصار قائلاً: اللغة التى تعترف الاحصاءات العالمية بأنها خامسة لغات الدنيا في الانتشار.. اقدم لغات العالم الحية وارحبها للازدهار والتقدم واغناها تراثا علميا وثقافيا.. اللغة التى يفرض علينا وجودنا ان نوفر لها وسائل جديدة للصيانة وان نزودها بمواد مبتكرة للبقاء وان نفتح منها كل ابواب الابداع العلمي والادبي والفني.
وفي نهاية كلمته دعا الله سبحانه وتعالى ان يهدى الشعوب العربية الى سبل القوة والشعوب الاسلامية الى سبل الوحدة والانسان في كل مكان الى سبل الحق والخير والمحبة.
اهتمامات إنسانية
بعد ذلك سلم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز جائزة الملك فيصل العالمية للطب العام للدكتور اولرش سغفارت الذي رحب في كلمته بسمو النائب الثاني والحضور وقال: إن الطب مهنة إنسانية ذات رسالة واحدة وواحدة فقط هي مساعدة المرضى والجرحى دون ادنى اعتبار للاصل او الجنس او العرق او العقيدة أو الجنسية او الوضع الاجتماعى او المادى او السجل الجنائى او الدوافع او السلوك.
ولذا فان اهداف الطب واضحة ومحددة ولابد من الابتعاد به تماما عن بعض الامور السائدة في العلاقات بين الناس من تعال وطمع وحسد وتطرف وخيلاء.
ان الطب في عالمنا المليء بالانقسامات يقوم بدور فريد فمهمته الشفاء وهي واحدة في كل مكان في المدن الكبيرة كما في البراري والصحاري وفي كل القارات الخمس وفي اقطار تتباين فيها الحكومات والانظمة السياسية اشد التباين فمن استراليا الى جريتلانتد ومن الارجنتين الى السعودية يبني الطب الجسور ويمدها ليعبر بها الانقسامات والخلافات الثقافية والايديولوجية لانه ببساطة علم يهتم بالانسان كانسان لا بما اقامه الانسان حول نفسه من حواجز وانقسامات.
وأضاف قائلاً: ان الاطباء في كل انحاء العالم يتحدثون لغة واحدة هى لغة الشفاء وان اضطر الطبيب احيانا الى المرور عبر مترجم ولحسن الحظ فان العلم الذى يستند اليه عمل الطبيب واحد ايضا في كل مكان لذا فان الطب يملك كل المقومات في عالم يسود فيه الاقوياء على الضعفاء والمحرومين.
لقد قضيت وقتا طويلا في حياتي المهنية ابحث عن طريقة لتحسين تدفق الدم عبر الاقنية الحيوية خصوصا الشرايين في جسم الانسان فالشرايين تتعرض للانسداد لاسباب مختلفة مما يؤدى الى نقص في الدعم الغذائى اللازم للاعضاء التي تغذيها تلك الشرايين كالقلب او الدماغ ان فتح هذه الشرايين والذي يتم غالبا بزراعة معدنية صغيرة داخل الشريان المسدود ضرورى لاستمرار الحياة كضرورة اعادة التواصل والتفاهم بين الناس.
اننى اشعر بفخر عظيم لاختيارى لجائزة الملك فيصل العالمية للطب لسنة 2004م وسأبذل قصارى ما في وسعى للاستفادة من هذه الجائزة ليس فقط من اجل تحسين التواصل بين الاعضاء المختلفة في جسم الانسان وانما ايضا لدعم التواصل بين الناس.
المعرفة والتفوق
بعدها سلم سمو النائب الثاني جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم للدكتور سمير زكي، الذي أبدى غبطته قائلاً: إن أكثر ما يسعد الانسان أن يكافأ على جهوده بمثل هذه الصورة الرائعة.وأحس بالفخر لان منبع هذه الجائزة هو الثقافة الاسلامية والعربية العظيمة الثرية التى تدعم العلم وتحث على طلب المعرفة والتفوق فيها.
وأشعر بالرضا لما تتمتع به هذه الجائزة من مكانة رفيعة في الاوساط العلمية ولاننى بنيلها أنضم الى كوكبة من أميز النساء والرجال الذين تشرفوا بها.
وأضاف قائلاً: إن الدافع الأساس للعلماء هو معرفة الجديد عن الطبيعة والعالم الذى نعيش فيه واكتشاف مالم يكن معروفا من قبل.كثيرا ما يكون البحث العلمى مثبطا كما أنه يستغرق وقتا طويلا ويتطلب قدرا كبيرا من التضحية والتفانى في العمل.ولكنه في المقابل غيى بما يحقق للمرء من الرضا والتقدير فقليل من تجارب الانسان في الحياة يعدل في روعته واشراقه لحظة التوصل الى كشف علمى جديد بعد طول عناء وتفكير.
لقد تغيرت أساليب البحث في المسائل العلمية كثيرا عبر القرون فقديما كان العلماء يعتمدون أساسا على الفكر ثم على أدوات بسيطة نسبيا كانوا غالبا ما يقومون بتصميمها وصنعها بأنفسهم وما زلنا الى هذا اليوم نعتمد أساسا على فكرنا ولكننا صرنا نستعين بتقانات راقية للغاية ومتطورة على الدوام مما ساعدناعلى البحث في مسائل أكثر تعقيدا.
ان وجود هذه التقنيات بالغة التطور والمتجددة دوما جعل العلم أكثر تخصصا وبالتالى أشد حاجة من أى وقت مضى الى سنوات طويلة من التدريب والإخلاص بيد أن الاكتشافات العلمية سواء قامت على تقانات الحاضر الراقية أو أدوات الماضى البسيطة وسواء كانت في الفيزياء أو الرياضيات أو في الكيمياء أو علم الحياة فقد برهنت في كل الاحوال على سمة واحدة وهي ان الطبيعة تقدم حلولا سهلة ورائعة لجميع المسائل التى تبدو بالغة التعقيد ومعرفة كل الحلول البسيطة لاكثر المظاهر تعقيدا هو أمر رائع في حد ذاته ولكن الاروع مما عرفناه هو ما لم نعرفه بعد لانه يدفعنا الى مزيد من البحث والتقصى وكثيرا ما تكون رحلة البحث عن المعرفة أشد اثارة ربما عن الكشف العلمي نفسه.
ان ما تعلمناه سويا عبر السنوات والقرون المتصلة من البحث ما هو إلا جزء متناهي الصغر بالمقارنة مع ما بقى لنا أن نتعلمه وفي ظل ذلك الكم الهائل من الأمور التي مازلنا نجهلها لابد أن يشعر المرء بسعادة بالغة بهذا التقدير العظيم مع الاعتراف في الوقت نفسه بضالة ما قدمه لان ماعرفناه أقل كثيرا مما لا نعرفه.
ان اسحق نيوتن ذلك العبقري الذي وصف بدقة عجيبة ومن خلال حسابات رياضية قوانين الجاذبية التى تتحكم في حركة الاجرام السماوية وعلاقاتها الذي علمنا الشىء الكثير عن الضوء كتب ذات مرة: اننى لا أعرف ما ستقوله الاجيال القادمة عنى ولكننى أشعر كأننى تلميذ صغير أقف على الشاطئ والقي بحصاة في محيط هائل من المجهول فاذا كان ذلك صحيحا عن نيوتن فهو بلا شك أكثر صحة بالنسبة لنا.
الختام
وعقب نهاية الحفل شرف صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام حفل العشاء المعد بهذه المناسبة.
بعد ذلك التقطت الصور التذكارية لسمو النائب الثايى مع طلاب مدارس الملك فيصل. ثم غادر سموه مقر الحفل بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم. حضر حفل تسليم جائزة الملك فيصل العالمية وحفل العشاء صاحب السمو الامير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وصاحب السمو الملكي الامير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض وأصحاب السمو الملكي الامراء والمعالى الوزراء والعلماء والسفراء المعتمدون لدى المملكة وضيوف مؤسسة الملك فيصل الخيرية ورجال الفكر والادب والاعلام من داخل المملكة وخارجها وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.
سموه يلقي كلمة في الحفل
لقطة تذكارية للفائزين مع سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز وسمو الامير متعب بن عبدالعزيز بعد حفل تسليم الجائزة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.