سئل حماد الراوية عن شعر عمر بن أبي ربيعة، فقال : ذلك الفستق المقشر الذي لا يُشبع منه . وتلك هي (حبة الهال) المجموعة القصصية لبدرية البشر، كالفستق المقشر الذي لا يُشبع منه . حيث تجاوزت المجموعة الرغبة في الانحياز للمرأة التي أجادت التوظيف الدلالي لها، وانتقاء الأحداث من بين ركام هائل من الحقائق المنسية والمغيبة عندما اوجدت كثيراً من حالات الوفاق داخل نصوص مختلفة الأحداث. ومتساوية الطرح، إذ تعمد إلى توظيف المبدأ السائد وبضدها تتمايز الأشياء وذلك عن طريق التنويع في التناول دون الاتكاء على حالة المرأة في مجتمع يأتي صوتها بعد صوت الرجل، وإن كانت بعض النصوص قد أكدت هذه الحقيقة / عشق نورة / البنات اللواتي لا يرغبن الزواج / السحارة . فهي تنطلق في بنائها القصصي لمجموعتها من الوعي المتوحد، لتسقط من ثم احتجاجها على واقع تبتذله، مستخدمة اللغة النثرية العادية، الممزوجة بما هو إنساني ، وما هو مثالي والمجموعة في سياقها العام ترتكز على منطلقات أربعة هي : المحور القضية المحور الأول يتخذ من المرأة محوراً ، ومشكلاتها قضايا تتحرك داخل هذا المحور المزدحم بالحكايات، وبالأحداث . حيث تتشكل من خلال : المرأة السلعة : المكنسة السحرية المرأة والوظيفة : المكنسة السحرية / البنات اللواتي لا يرغبن الزواج . المرأة والرجل : الشاعرة/ بائع الغاز / بائعة الجرائد / حبة الهال المرأة والحب: عشق نورة/ البئر ولعل ما يميز المرتكزات السابقة أن المرأة المبدعة هي التي تطرقها وتحاول تجلية الغموض تجاه بعض قضاياها , كما انها تعتمد على الجرأة في الطرح , دون محاولة التخلي عن دورها كمبدعة تمارس النقد أحيانا عن طريق التداخل في إسقاط بعض قناعات المبدعة داخل نصوصها الأدبية. مثل قولها في نص(المكنسة السحرية): تغيرت الموضة لم تعد الألوان الفاقعة هي مصدر الإثارة على الشفاة عند النساء , بل صارت ألوان الرمل والوردي الباهت هي الألوان المفضلة لدى فتيات اليوم (ص5) وكذلك التعليل , عندما تتهم المرأة في نص (المكنسة السحرية) بالغباء , وهي تقول: لم تفلح في نزع القشرة الغبية التي أحاطت بعقلها جراء جلوسها الطويل في البيت, بعد خيبتها بالالتحاق بالجامعة , وتعلل ايضا بقولها : (ازدادت هذه القشرة سماكة بسبب مسلسلات التلفزيون الطويلة والمباشرة) ص 89 البناء حيث تعتمد القاصة في بناء نصوصها على الأحداث المحركة للشخوص وفق أمكنة معينة وأزمنة لم تكن متباينة لدرجة إمكانية تحديد الملامح لهوية النص. الحوار حيث المزاوجة الواضحة بين الراوي / البطل (المتكلم) والراوي الخارجي الملم بكل التفاصيل الدقيقة(الغائب) وسط حوار قليل داخل العمل يديره الكاتب بلسانه وثقافته ولغته إلا فيما ندر. الاتجاه العام للنصوص حيث الواقعية الكتابية هي المسيطرة والموغلة في حقائق المجتمع وتفاصيل المرأة , ولعل اللغة العادية التي استخدمتها القاصة في تشكيل نصوصها خير دليل على واقعية الأحداث . فهي ترتكز على حكايات أرادت لها أن تبقى حية بعد إعادة تناولها. أخيراً: إذا كانت القاصة قد أبرزت المرأة في مجموعتها على أنها الضعيفة والمستجدية والمقهورة والمغلوبة على أمرها، والقوية، والعاقلة، والغبية- أيضاً- جراء الجلوس الطويل في البيت ومشاهدتها لمسلسلات التلفزيون الطويلة والمباشرة، والقاسية. عندما تكون زوجة أب. فقد أظهرت الرجل بملامح مختلفة. أيضاً فهو المسيطر، وصاحب القرار، والقاتل والطيب- عندما يسحره اللعب- والضعيف، والباحث عن مغنم من المرأة والعاشق حتى الموت.