فعلا , لا تندهش عزيزي القارئ فالمحامي المصري عمران قرر وهو في كامل قواه العقلية مقاضاة صدام حسين ووزير إعلامه الصحاف الذي انضم مؤخرا لقائمة المطلوبين بعد أن عبر الرئيس بوش جونير عن إعجابه بالرجل أيما إعجاب .. ويبدو والله أعلم أن المحامي المصري خالي شغل هذه الأيام , وهداه تفكيره لركوب موجة الملف العراقي خاصة أن الإخوة الأمريكيين أخذوا في الإعلان عن كاش بمئات الملايين من قصور وفلل في نواحي بغداد .. ولعل عمران المحامي منَّى نفسه بان يتعاطف معه غارنر وربعه ويصرفوا للرجل من الكاش بعدما ذكر من أضرار نفسانية (عصبية وذهانية) طالته ولا يمكن السكوت عليها ولابد من البدء بها حتى قبل الصرف على الانشطة الاغاثية والصحية للعراقيين أنفسهم .. على أية حال ,وبصرف النظر عن وجاهة المحامي عمران وحالته القومية المنكسرة مثله مثل الملايين من المضحوك عليهم من العروبيين من أيام الثورة العربية الكبرى, واللي نفخوا في مجانين وقتلة من عينة طيب الذكر صدام واللي أفنى شعب ومقدرات بلد ثري في كل شيء وحوله الى خرابات وزنزانات ومقاصل وملايين الأدمغة المشردة بين اوروبا وأمريكا وملايين داخل العراق من المقموعين والممسوخي الهوية. ولعلي ألتمس العذر للمتعاطفين مع العراق كبلد وكشعب تعرض لكل أشكال التدمير وآخرها على يد أبناء العم سام , ولكن يا ناس يا عقلاء اصحوا , المسألة مسألة ما لها علاقة بالعراقيين , ولا هي بحرب يخوضها شعب العراق ضد غزاة. ولعل ما حصل للعراقيين بكل ما فيه من شرور وآلام ومعاناة , بقدر ما فيه من الخير للتحرر والخلاص من حكومة بوليسية كبَّلت ذلك الشعب العظيم والمؤهل بأدمغة ابنائه وثرواته ليكون أنموذجا للمجتمع المنتج فعليا .. في منطقتنا العربية .. مسؤولية العراقيين في صناعة عراق واعد تبدأ باقتلاح الأمريكيين ومن معهم من المحسوبين على العراق وتحييد كافة القوى والأنظمة المجاورة التي تراهن على تيارات وطوائف داخل العراق لصالحها .. اما أخونا عمران , فيبدو أنه رجل ذكي وهذا اسلوب الأمريكيين على أية حال .. فالبني آدم هناك ممكن يرفع قضية على قطوة جاره السابع عشر لأنه يحلَّم فيها كل ليلة لا وبملايين الدولارات وبكل بساطة ممكن يكسب القضية ضد القطوة وصاحبها .. عالم وناسة ولاّ !!