يستطيع الرجال الذين يحصدون ثمار الزيتون من البساتين المحيطة بقرية يانون الفلسطينية سماع أصوات المقاتلات الحربية الإسرائيلية تمرق فوق رؤوسهم.. حيث أصبح جمع حصاد الزيتون في الضفة الغربية هذا الخريف مهمة خطيرة. ونزل المستوطنون اليهود من منازلهم أعلى التلال لمواجهة المزارعين الفلسطينيين. ويشرح أحد المزارعين قائلا: يأتون يوميا للتشاجر معنا. مواجهات تقع قرية يانون الصغيرة على سفح تل تعتليه وهي عدة مستوطنات يهودية، وقرر بعض الفلسطينيين مغادرة منازلهم لأنهم لا يستطيعون القيام بأعمالهم الزراعية في أمان. والقرية في حد ذاتها آمنة، لكن مزارعين يقولون إن الخروج عن حدودها خطوة شديدة الخطورة. ويقول هنيم أحد المزارعين: ينزلون من التلال ويضايقوننا، يقتحمون منازلنا، يهددوننا بعصي وحجارة ويخيفون العجائز والأطفال. ويضيف: قاموا بإحراق مولد الكهرباء، أصبحت خزانات المياه خاوية بعد أن قاموا بافراغها. أحرقوا أشجار البساتين وقالوا لنا إن هذه أرضهم وإن علينا أن نغادرها جميعا. وفي بلدة عقربة القريبة أراني المزارع حمد الله كميات كبيرة من زيت الزيتون خبأها في منزله لحمايتها. وعلى حائط منزله صورة في إطار لابنه هاني ( 24 عاما) الذي استشهد في وقت سابق هذا الشهر في مواجهة مع المستوطنين، وكان فهد، ابن عمه موجودا وقت وقوع المواجهات. قال فهد: جاء المستوطنون بأسلحتهم وبدأوا في إطلاق النيران علينا. هربنا إلى الجبال لكنهم استمروا في إطلاق النيران وقتلوا هاني. "شيء ما تغير" المستوطنون اليهود يطالبون ببقاء الفلسطينيين على مسافة 500 متر وكانت الأسابيع الأخيرة قد شهدت مواجهات عديدة بين المزارعين والمستوطنين على حدود مستوطنة تابواش اليهودية. وأصر المستوطنون على بقاء المزارعين الفلسطينيين على بعد 500 متر على الأقل من المستوطنة لأسباب أمنية. ويقول دانيال شكرون عمدة المستوطنة إنه لم تكن هناك مشكلات قبل عام من الآن. وأضاف: شيء ما تغير هنا العام الماضي. تعرض العديد من المستوطنين لهجمات، ووقعت حوادث تسلل إلى المستوطنات وقتل بعض المستوطنين. "لا يمكننا التسامح مع هذا. يأتي المزارعون هنا لجمع ثمار الزيتون، ويكون بينهم ارهابيون وأشخاص يجمعون معلومات لشن هجمات إرهابية في المستقبل." رمز للسلام وعلى الطريق إلى القدس، وهو الطريق الرئيسي الذي يمر في وسط الضفة الغربية، توجد أشجار زيتون محترقة على جانبي الطريق. ويعكس غصن شجرة زيتون محترقة صراع الخريف الحالي. فعادة ما يرمز مثل هذا الغصن للسلام، لكنه الآن قد يرمز إلى أي شيء آخر إلا السلام. سيدة فلسطينية بعد جمع الزيتون