انتقد مسؤولو الاممالمتحدة ونشطاء الدفاع عن مرضى الايدز زعماء دول اسيوية لالتزامهم الصمت بشأن الايدز رغم المخاوف من احتمال ان تفوق اسيا افريقيا في عدد المصابين بالمرض بين سكانها. وقال هاكان بيوركمان مستشار برنامج التنمية التابع للامم المتحدة لشؤون مرض الايدز خلال مؤتمر دولي عن المرض يعقد حاليا في برشلونة الصمت ازاء انتشار المرض في اسيا اكثر دويا من اي مكان اخر. واضاف في اسيا ثاني اكبر عدد من الاشخاص الذين يحملون فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض الايدز في العالم.. 6ر6 مليون.. وللاسف ان الاحتمال قوي بان يصبح فيها اكبر عدد من المصابين بالفيروس. واستمع المشاركون في المؤتمر في اول يوم عمل كامل له انباء عن تطورات علمية يمكن ان تمنح الامل في امكانية السيطرة على المرض الذي تقول وكالة الاممالمتحدة لمكافحة الايدز انه يمكن ان يسبب وفاة 70 مليون شخص خلال السنوات العشرين القادمة. واعلنت شركة امريكية للتكنولوجيا الحيوية احتمال توفر مصل واق من الفيروس بحلول عام 2005 اذا جاءت نتائج التجارب التي تجرى لتحديد مدى فعاليته بالجودة المتوقعة. كما نشرت شركتان اخريان بيانات عن عقار يمثل ثورة في علاج الايدز بمنع الفيروس المسبب للمرض من دخول الخلايا مما قد يعطي املا جديدا للمرضى الذين لم تفلح معهم الادوية المتوفرة حاليا. ورغم ان العقاقير المضادة للارتجاع الفيروسي اصبحت تعني ان الايدز لم يعد حكما بالاعدام على كثير من المصابين به في الدول الغربية الا ان المرض يسبب وفاة ملايين الاشخاص في الدول الفقيرة التي لا يتوفر فيها العلاج سوى للاغنياء بسبب ارتفاع ثمنه. ويدعو النشطاء المدافعون عن حقوق مرضى الايدز الى تخفيض اسعار الادوية والى توفير العقاقير المضادة للارتجاع الفيروسي لمليوني شخص على الاقل في الدول النامية خلال العامين القادمين. وعرضت البرازيل اليوم المشاركة بما لديها من عقاقير غير خاضعة لحقوق الملكية الفكرية وتكنولوجيا انتاجها مع عشرة من اكثر الدول فقرا في العالم لمحاولة سد الفجوة في توفير العلاج بين الاغنياء والفقراء. وكانت البرازيل رائدة في انتاج العقاقير المضادة للارتجاع الفيروسي التي تملك شركات الادوية الكبرى حقوق الملكية الفكرية لها وهو ما اثار غضب تلك الشركات. وحقق البرنامج البرازيلي لمكافحة انتشار المرض نجاحا كبيرا. وقال باولو تيزيرا مدير البرنامج القومي لمكافحة الايدز في البرازيل ان بلاده عليها الان واجب مشاركة دول اخرى في افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي خبرتها في هذا المجال. وحذر برنهارد شفارتلاندر مدير ادارة مكافحة الايدز في منظمة الصحة العالمية من ان بعض الدول الافريقية قد تفقد ربع قوتها العاملة بحلول عام 2020 بسبب الايدز. وقال بيتر بيوت المدير التنفيذي لوكالة الاممالمتحدة لمكافحة الايدز في اسيا.. مع بعض الاستثناءات.. لم يصل الايدز بعد الى قمة جدول الاعمال السياسي. ما يدهشني عندما ازور اسيا هو الوصمة الهائلة التي ما زالت مرتبطة بالايدز. وكانت الوكالة قد اعلنت الشهر الماضي ان الصين مهددة بكارثة لا يمكن تصور ابعادها بسبب الايدز. وكان يوجد بين 800 الف و5ر1 مليون مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب في الصين في نهاية العام الماضي لكن مسؤولي وكالة الاممالمتحدة لمكافحة الايدز قدروا ان الرقم يمكن ان يرتفع الى عشرة ملايين مصاب بالفيروس بحلول عام 2010 اذا لم تتخذ اجراءات فعالة للحيلولة دون انتشاره. ويوجد في الهند نحو اربعة ملايين مصاب بالفيروس او بالمرض. ومن الناحية العلمية اعربت شركة ماكسجين في كاليفورنيا التي تجري ابحاثا لانتاج مصل واق من الايدز عن تفاؤلها بمدى فعالية المصل وذلك رغم ان نتائج التجارب التي تجرى عليه لن تتوفر قبل اوائل العام المقبل. كما اظهرت بيانات صادرة اليوم الاثنين عن شركة روش هولدينج السويسرية لصناعة الادوية وشركة تريميريس الامريكية للتكنولوجيا الحيوية ان الدواء الذي تنتجانه باسم تي/20 يخفض نسبة الفيروس في دم المرضى الذين لم يعد لديهم خيارات علاجية اخرى.