موسى.. عامل هندي في دار "اليوم" كلما رأيته قلت: ألا يستحق أن يكون موضوعا للكتابة..؟ فما الذي يمتاز به موسى..؟ 1 خفة الظل.. هذه أول صفة تحلى بها وفرضت شخصه على الجميع.. وهو يدفع ضريبة ظله الخفيف كطفل يشاغبونه كلما مر بين المكاتب ويستدرجونه للمزاح حتى وان لم يرد ذلك. 2 الحركة.. موسى بشكل دائم أكثر العاملين حركة.. طبيعة عمله تفرض ذلك.. وعندما كان التحرير في مبناه السابق لم تنفعه شفقة الزملاء عليه.. كان يصعد طوابق المبنى الثلاثة على رجليه وينزل منها بصورة متواصلة.. هكذا حتى انتهاء واجبات الطبعة الأولى.. فهو المكلف بنقل "البروفات" من ورشة التنفيذ الى مديري التحرير لمراجعتها وتوقيعها.. ثم اعادتها الى المنفذين.. وهو الآن يفعل ذلك ولكن بواسطة المصاعد. 3 خبرة بالممارسة.. هذه هي الصفة الثالثة في موسى.. لقد فهم كل شيء في العملية.. رغم أنه لا يقرأ الحروف العربية.. أصبح يعرف الصفحة التي ينقلها من "ترويستها" والى أي مدير أو مسئول يحملها.. وخبرته لا تقف عند هذ الحد بل انه يعرف ماذا يعني المسئول من مجرد اشارة على البروفة وما المطلوب تصحيحه فيها.. وما إذا كان الفني قد نفذ المطلوب بشكل صحيح أو أخطأ فيه. وقد يتدخل بخفة ظله فيما ليس مطلوبا منه ولكن حرصا على العمل فيقول: بسرعة يا أستاذ.. خلصنا يا أستاذ.. ويفرض بهذا التدخل رغبته على المسئول لتوقيع البروفة بسرعة يقتضيها عامل الوقت. واذا كان من أبرز صفات موسى المعروفة لدى الزملاء فهناك ما هو أهم في شخصه.. انه تفاني رب الأسرة.. بل "فناء" رب الأسرة لتأمين لقمة العيش للزوجة والأبناء. لقد أمضى موسى حتى الآن أكثر من 15 عاما في الجريدة محروما من كل مباهج الحياة وفي مقدمتها الزوجة والأبناء من أجل أن يعولهم من بعيد.. وهو يضن على نفسه بكل شيء لينفق بسخاء على اتصالاته بالأسرة.. يفعل ذلك مرتين في الشهر ولعدة دقائق في كل مهاتفة.. وعندما نقول له هذا شيء كثير عليك يا موسى.. يقول لا أستطيع ولا أستريح اذا لم اسمعهم مرتين في كل شهر.. هذا الاخلاص يصنع فيك عاطفة خاصة تتمنى من خلالها أن يحظى موسى بالمشاعر التي يستحقها من جانب ذلك الطرف البعيد.. وتتخذ هذا العاطفة بعدا أكبر اذا نظرت الى موسى بقامته المتواضعة وصورته.. حينئذ تقولها بعفوية: نسأل الله لك العوض..! @ مائدة سجدي: في عدد الأحد الماضي واجهت الأبوة الشرعية لهذه الزاوية معضلة حقيقية عندما اقترنت عنوة باسمي..! وتأكيدا لأصلها وفصلها أوضح ان هذه الزاوية التي نشرت بعنوان (مائدة بلا مسرطنات) قد كتبها أو أعدها الزميل العزيز سجدي الروقي.. ولأنه (أبخص) بالموائد فقد طالب من خلالها بعدم استعمال الزيت واللحم اللذين تبقى على صلاحيتهما أقل من عام..! وكرما منه فقد جعلني (بالاسم والصورة) ضيف الشرف الوحيد على هذه المائدة..! لا تستغربوا ذلك فهو نفسه معد الصفحة المميزة بتميزه.. ومن عادة الصحفي أن "يتلخبط" عند ضيق الوقت..!