بلغ حجم الاستثمار الأجنبي المباشر الداخل إلى السعودية خلال عام 2016 نحو 7.5 مليار دولار، بانخفاض قدره 8 في المائة، أو نحو 600 مليون دولار عن مجموع الاستثمارات الداخلة للسعودية في عام 2015 (8.1 مليار دولار)، علما أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر العالمي انخفض بنسبة 13 في المائة في العام نفسه إلى 1.52 تريليون دولار، وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد). لكن مبالغ الاستثمار في العالم خلال العام الماضي، بما فيها تلك الخاصة بالسعودية، لا تزال في فئة التقديرات، حسب ما أكدت (أونكتاد) التي ستعلن أرقامها النهائية عن الاستثمارات في جميع أنحاء العالم في تقريرها السنوي التفصيلي في الأول من حزيران (يونيو) 2017. وعادة ما يحمل التقرير السنوي النهائي تعديلات في أرقام التقديرات، فمثلا كانت تقديرات (أونكتاد) في كانون الثاني (يناير) 2016 عن حجم الاستثمار المتدفق إلى السعودية في عام 2015 بحدود 7.6 مليار دولار، غير أن (أونكتاد) عدلت الرقم نحو الأعلى في حزيران (يونيو) 2016 إلى 8.1 مليار دولار. والأمر نفسه حصل بشأن حجم الاستثمارات الداخلة للسعودية في عام 2014، حيث تم تعديلها في حزيران (يونيو) نحو الأعلى أيضا إلى ثمانية مليارات دولار. وأبلغ آستريت سولستاروفا، كبير الباحثين الاقتصاديين في (أونكتاد)، أنه من بين 13 دولة تمثل منطقة غرب آسيا، ومع استبعاد الإمارات لعدم تقديمها أرقامها حتى الآن، ظهرت السعودية في المركز الثاني بعد تركيا من حيث جذبها للاستثمار الأجنبي المباشر في 2016. وجذبت تركيا 9.3 مليار دولار من الاستثمارات الداخلة للبلاد في عام 2016، لكن هذا المبلغ يقل بنسبة 44 في المائة عما جذبته في 2015 (16.8 مليار دولار). أما الإمارات، فقد تجاوزت السعودية في جذبها للاستثمار الأجنبي المباشر في 2015 عندما سجلت 11 مليار دولار، وكان ذلك ثاني أعلى رقم بعد تركيا ذلك العام. وجذب لبنان استثمارات في عام 2016 بقيمة 2.6 مليار دولار، بزيادة قدرها 9 في المائة عن عام 2015 (2.4 مليار دولار)، تأتي بعدها العراق بقيمة 2.7 مليار دولار من الاستثمارات بانخفاض قدره 23 في المائة عن عام 2015 (3.5 مليار دولار). ثم الأردن الذي جذب استثمارات بقيمة 1.5 مليار دولار بزيادة قدرها 20 في المائة عن عام 2015 (1.3 مليار دولار). وجذبت قطر استثمارات بقيمة 700 مليون دولار، بانخفاض قدره 36 في المائة عن عام 2015 (1.1 مليار دولار). وعلاوة على الإمارات، لم تتوفر معلومات عن حجم الاستثمارات التي جذبتها البحرين، وعمان، في 2016. وفي المجمل العام، انخفضت قيمة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر لمنطقة غرب آسيا بنسبة 27 في المائة، أو من 40.3 مليار دولار في عام 2015 إلى 29.3 مليار في العام الماضي. وشهدت قارة آسيا انخفاضا هي الأخرى بنسبة 22 في المائة، أو من 527.0 مليار دولار في 2015 إلى 413.5 مليار دولار في 2016. وأيضا شهدت الاقتصادات النامية انخفاضا في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 20 في المائة، أو من 749.3 مليار دولار في عام 2015 إلى 600.1 مليار دولار العام الماضي. ويمتد الأمر، صعودا، إلى انخفاض عالمي في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 13 في المائة، أو من 1.750 تريليون دولار في 2015 إلى 1.524 تريليون في 2016. وقال سولستاروفا إن مبيعات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود في السعودية انخفضت بنسبة 36.5 في المائة بين عامي 2015 و2016، من 800 مليون دولار في 2015 إلى 500 مليون دولار في 2016. وللمقارنة، فإن حجم الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود في السعودية لم يتجاوز 200 مليون دولار في 2014. وعلى الرغم من هبوط مبيعات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود في تركيا بنسبة 43.1 في المائة بين عامي 2015 و2016، أو من 3 مليارات دولار في 2015 إلى 1.7 مليار العام الماضي، إلا أن بلاد الأناضول ظلت في المرتبة الأولى في هذا الميدان بين دول المنطقة ال13. وجاءت بعدها الكويت التي حققت 2.8 مليار دولار من مبيعات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود في عام 2016 من مجرد 900 مليون دولار في 2015، بزيادة قدرها 224.1 في المائة. بدورها، سجلت الإمارات هبوطا في مبيعات الاندماج والاستحواذ بنسبة 56.2 في المائة، أو من 400 مليون دولار في عام 2015 إلى 200 مليون دولار العام الماضي. وحققت قطر 100 مليون دولار في عام 2016 مقابل لا شيء في العام الذي سبقه. وعمان 100 مليون دولار في كل من عامي 2015 و2016. وعموما، انخفضت قيمة مبيعات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود لمنطقة غرب آسيا بنسبة 5.1 في المائة في عام 2016، أو من 5.3 مليار دولار إلى 5.0 بين عامي 2015 و2016 بحسب الاقتصادية. وتتوقع (أونكتاد) أن يزداد الاستثمار الأجنبي المباشر في العالم بنسبة 10 في المائة في عام 2017، لكن أوجه عدم اليقين السياسي بما في ذلك بريكسيت، ووصول الإدارة الأمريكية الجديدة يمكن أن يضعف الانتعاش.
