يوم بعد يوم، يثبت الواقع براءة المملكة من تهمة الإرهاب، الذي حاول أعداؤها إلصاقه بها بأي وسيلة وطريقة، وخلال الأيام الماضية، نالت المملكة أكثر من شهادة عالمية، تؤكد وتوثق هذه البراءة ليس في أحداث 11 سبتمبر فقط، وإنما لكل الحوادث الأخرى في أوروبا وأمريكا، والتي طالما روج لها نظام الملالي الإيراني على أنها من صنع المملكة. وبينما كانت المملكة تشارك في الاجتماع الثاني للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الداعشي، على رأس وفد سعودي برئاسة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لبحث خطط مواجهة هذا التنظيم الإرهابي، والحد من تمدده خارج سوريا والعراق، وهو الأمر الذي حذرت منه المملكة كثيراً، في المحافل الدولية. وفي الاجتماع الأول للتحالف بمدينة بروكسل تسلم الكونجرس الأمريكي، الذي برأ السعودية من الإرهاب، بمثابة شهادة عالمية تعزز خطى السعودية لمواجهة الإرهاب الدولي، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إيران هي من تقف خلف هذه المنظمات الإرهابية، وتعمل على مساعدتها سراً وعلانية، وبكل السبل التي تستهدف كسر الدول العربية والخليجية، وإجبارها على الاستسلام للأطماع الفارسية في المنطقة. ويأتي كشف واشنطن عن آخر الصفحات السرية من تقرير لجنة الكونجرس المختصة بالتحقيق في أحداث 11 سبتمبر 2001، ليبدد أي تساؤلات أو شكوك متبقية بخصوص نوايا المملكة وصداقتها مع الولاياتالمتحدة، بعد أن أثبتت الأوراق السرية (28 ورقة) عدم وجود أي دليل على تواطؤ السعودية في الأحداث كما تزعم طهران. الغريب أنه على الرغم من تحركات المملكة لمواجهة الإرهاب الدولي دبلوماسيًا وعسكريًا، ورغم تقرير الكونجرس الأمريكي، مازالت إيران تصر على اتهاماتها للمملكة برعاية الإرهاب، وهو مادفع عادل الجبير وزير الخارجية السعودي؛ لأن يلقن القنصل العام الإيراني في بلجيكا وقياداته درساً لن ينسوه، خلال محاضرة بمركز إيغمونت في بروكسل. وقدم الجبير، لكل العالم أقوى الأدلة والبراهين على كذب وادعاءات إيران، وأثبت أنها وراء دعم ورعاية المنظمات الإرهابية، وفى مقدمتها، تنظيم القاعدة، الذي يحاول النظام الإيراني ترويجه على أنه من صناعة المملكة، مستندًا إلى أن زعيم التنظيم أسامة بن لادن كان سعوديًا. وبذكائه المعتاد، واعتماده على الحقائق، قلب الجبير الطاولة على القنصل الإيراني، وأكد للحضور زيف مزاعم إيران بمحاربتها للإرهاب، وأكد الجبير أن الإرهاب حاضر في الدستور الإيراني بنصه صراحة على تصدير الثورة، كما أنه موجود فى كل تحركات إيران بالمنطقة، وتحديها وتجاوزها لكل القوانين والأعراف الدولية، ودعمها لحزب الله وغيره من الميليشيات والمنظمات الإرهابية بالمنطقة، وإيوائها للإرهابيين. وكذلك تخطيطها وتدبيرها لكافة الجرائم الإرهابية التي تحدث بالمملكة منذ هجمات 1996م التي شهدتها مدينة الخبر، مروراً بانفجارات الرياض عام 2003، والتي مازالت إيران تأوى المخططين لها والقائمين بتنفيذها، ومن بينهم اللواء شريفي الملحق العسكري بالبحرين، إضافة إلى سعد بن لادن وسيف العدل (قائد عمليات القاعدة الذي كان يقيم في إيران). ولم يكتف الجبير بذلك، بل أثبت للعالم أيضاً، دور حزب الله الذي ترعاه إيران في الهجمات الإرهابية بأوروبا وأمريكا، وميليشيات أخرى إيرانية قام عملاؤها بمهاجمة أكثر من 12 سفارة بطهران. وبعد أن فضح الجبير سياسات إيران، أكد مجدداً حرص المملكة على أن تكون إيران جاراً عظيماً للسعودية، مطالبًا نظام طهران بالتخلي عن السياسات التوسعية العدائية والعودة إلى الأعراف والسلوكيات الدولية. وبلغة الواثق، وإيمانًا من المملكة بمراعاة حق الجوار، أعلن أن المملكة تمد يدها دائماً، ولكن في المقابل تحصد الغدر والقتل والتحريض على الإرهاب والتخطيط للمزيد من التفجيرات، وإمداد الحوثيين والميليشيات بالسلاح والمتفجرات. والسؤال الآن… هل يعقل أن يكون العالم بأجمعه مخطئ وإيران وحدها على حق، رغم كل هذا التاريخ الحافل بالموت والدمار والتدخل الدائم فى شئون الآخرين؟ وهل يستوعب النظام الإيراني الدرس، ويعيد ترتيب أوراقه في ضوء هذه التقارير والوقائع والأدلة الدامغة على رعايته للإرهاب إقليميًا ودولياً؟ ويقلع عن هذه السياسات العدائية التي يدفع ثمنها الشعب الإيراني؟ أم سيبقون رعاة الإرهاب هكذا دائماً لا يخجلون؟