أكد المستشار فى التنمية والتدريب الدكتور عمر بن عثمان الأندجاني، أن الاعتدال والوسطية هما سبيل الأمة للتقدم والرقي عن بقية الأمم، مشيرا إلى أنهما ليسا ترفا اجتماعيا أو سلوكا فرديا بل هما حراك اجتماعي، وقال إن الحفاظ على المكتسبات والموارد يستوجب على الإنسان إصلاح سلوكياته، ملمحا إلى عدم وجود مكان للتطرف في محاسن الأخلاق. جاء ذلك خلال الدورة التدريبية التي نظمها كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز مؤخرا، واستمرت 3 أيام تحت عنوان "بناء الشخصية المعتدلة باستخدام إستراتيجيات التحسين المستمر"، وذلك بقاعة التدريب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة. وأضاف أن التحسين المستمر لسلوك الإنسان يمكنه من خفض الهدر في متطلبات الحياة، ويجعله مقبولا ومتسامحا مع الآخرين، ذاكرا أن الشخصية المعتدلة هي الشخصية التي توظف المبادئ الصحيحة في منهج عملها وتراعي التوازن بكامل علاقتها الإنسانية وفي شتى مناحي الحياة. وبين أن الطريق لإيجاد بيئة عمل صحية يتطلب التركيز على التحسين وتشكيل فريق عمل متعاون، مع الحرص على عدم الإنفاق في حل المشكلات، واللجوء إلى التخطيط والتنفيذ والفحص والتصرف. ومن جانبه، أوضح المشرف على الكرسي الدكتور سعيد بن مسفر المالكي، أن الدورة تأتي ضمن برنامج بناء الشخصية المعتدلة، مشيرا إلى حضور ما يقرب من 40 مشاركا من طلاب ومنسوبي الجامعة. وقال إن الدورة تعد أحد البرامج التدريبية الحديثة التي يسعى الكرسي إلى الاستفادة من إمكاناته وإستراتيجياته الفاعلة في تحسين الأداء المستمر وبناء الشخصية بشكل معتدل وفق منهج متوازن. إلى ذلك، أعرب عدد من الطلاب عن رضاهم عن برنامج الدورة، مؤكدين الاستفادة الكبيرة منها. وأشاد الطالب يوسف عواض المطيري من كلية العلوم بالجامعة بالأسلوب الرائع في طرح مقدم الدورة من خلال ربطه بين شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم وواقعنا اليوم، فيما بين الطالب محمد مطر الغامدي أنه استفاد من خلال الأمثلة التي طرحت في حل المشكلات في أقصر وقت ممكن، كما أكد الطالب موسى جعفر المحسن أن برنامج الدورة سيفيده في حياته العلمية والعملية، لا سيما مع التطبيقات العملية التي تم تنفيذها أمامهم. وفي سياق متصل، شارك الكرسي بمعرض منهج الاعتدال السعودي "بناء ومسيرة", الذي نظمته جامعة طيبة مؤخراً، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر دور الجامعات في تعزيز مبدأ الوسطية بين الشباب العربي، حيث لاقى المعرض استحسان الزائرين وتم خلال المعرض توزيع عدد من مطبوعات الكرسي ونتاجه العلمي والثقافي. يذكر أن الكرسي بدأ قبل عام بتنظيم برنامج بناء الشخصية المعتدلة، وهو موجه لطلاب الثانوية العامة واستفاد من فعالياته عدد منهم، حيث قدم البرنامج 10 دورات تدريبية في بناء الشخصية المعتدلة في الجانب الفكري والمهاري, وسيواصل الكرسي تقديم هذا البرنامج في مدن مختلفة من منطقة مكةالمكرمة, كما يسعى إلى عقد مزيد من الدورات خلال الصيف المقبل.