رياديات الباحة: قلة الدعم من الجهات المسؤولة يعوق مشروعاتنا

تتصاعد معاناة رياديات منطقة الباحة في ظل عدم توفير الدعم والمساعدة في النهوض بمشروعاتهن من الجهات المسؤولة، ومنها معهد ريادة الأعمال الوطني بالباحة، والغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة، وبعض رجال الاعمال المشاركون في المشاريع ما أسهم في تخلف بعض سيدات الأعمال عن الاستمرار في تنفيذ المشروعات، ومنعها من الوصول إلى الأهداف المنشودة للمضي في مصاف المشروعات الناجحة.
وتشكو بعض سيدات الأعمال من قلة الملتقيات والدورات التدريبية، وضعف متابعة معهد ريادة في المنطقة، من ناحية متابعة المشروعات والإشراف عليها سنتين، كما جاء في برنامجه.
ارتفاع الإيجارات
تعاني الرياديات أيضا من ارتفاع إيجارات المحلات في ظل جشع بعض التجار، وتقول الريادية نورة الزهراني، إن من أحد أسباب فشل المشروعات في الباحة ارتفاع الإيجارات، ونعاني من جشع بعض رجال الأعمال الذين لم يوازنوا بين الكثافة السكانية في المنطقة مع نسبة الشراء، وما إن تنتهي السنة إلا ونجد الإيجار أعلى من الأرباح. وأضافت، عندما أستأجر المحل سنة، وأقوم بتركيب الديكورات وأبدأ بتشغيل المشروع إلى أن تنتهي السنة، يقوم صاحب العقار برفع السعر بشكل مفاجئ، مما يزيد الأعباء المالية علينا.
تخبط المشروعات
الريادية وداد الغامدي تقول إن هناك تحديات وأسبابا أخرى وراء تخبط بعض المشروعات، وتفكيك تكوينها ونهايتها، لذلك يجب البحث عن حلول لصمود تلك المشروعات القائمة، وجعلها صامدة في عالم الأعمال وريادته.
من جانب آخر، تقول سيدة الأعمال الريادية أمل العودة، حين تصبح ريادة الأعمال منهجا في حياتنا، تُقام له المؤتمرات والمحافل، فترقبوا مجتمعا منتجا ومشروعات ناجحة، فكيف تنهض منطقة لا تُقام فيها دورات تدريبية ولا ملتقيات سنوية لريادة الأعمال أو تتميز المشروعات وتتطور، فدون ذلك تبدأ المشروعات صغيرة وتموت.
25 ألف ريال غرامة
سيدة الأعمال الريادية س.غ، قالت "فوجئت عند زيارتي فرع التأمينات الاجتماعية، بأن عليّ غرامة قيمتها ما يقارب 25000 ريال، وذلك لأنني تخلفت عن سداد تأمينات العاملات لدي، ولم أكن أعلم النظام أصلا، وذلك لغياب دورات الجهات الحكومية التي تسهم في تكوين خبرة بذلك، ويجب من كل جهة تشارك في المشروعات الريادية وغيرها إقامة دورات تدريبية، تشرح خلالها أنظمتها لتعلم سيدة الأعمال مالها وما عليها"
التحفيز والتنمية
"الوطن" تواصلت مع مديرة فرع ريادة للأعمال النسائي في الباحة مدى القرشي، وقالت إن معهد ريادة الأعمال مركز وطني غير ربحي متخصص في نشر ثقافة العمل الحر، إذ يتم تأهيل وتدريب الرياديات وتقديم الاستشارات والنصح والإرشاد عن طريق إلحاقهن بدورات مثل حدد فكرة مشروعك، التحفيز والتنمية للعمل الحر، ودورة ابدأ مشروعك الصغير. مع العلم بأن جميع الدورات السابقة تقدم مجانا للرياديات، وبشهادات معتمدة من معهد ريادة الأعمال الوطني.
غياب التدريب
الفرع النسائي لمعهد ريادة الأعمال سبق وأقام الملتقى الأول لرائدات الأعمال قبل فترة زمنية لم تكمل السنة، وعلى مستوى منطقة الباحة، إضافة إلى ذلك، قدم فرع ريادة مبادرة للرياديات مع جامعة الباحة، وذلك عن طريق إقامة معرض مصاحب "خاص للرياديات فقط" ضمن الملتقى الأول لريادة الأعمال في كلية العلوم الإدارية والمالية. كما أن فرع المعهد يقدم الخدمات التمويلية المشار إليها سابقا، أما بخصوص الندوات والملتقيات، فهناك جهات متخصصة، لذلك يمكنهن التواصل معها. "الوطن" طرحت تساؤلات لحل مشكلاتهن، على أمين الغرفة في الباحة محمد الزهراني ولم يتجاوب، وأحال الرد إلى رئيس الغرفة، أحمد العويفي، الذي سبق أن أرسلت إليه ال"الوطن" خطابا رسميا بهذا الخصوص منذ ثلاثة أسابيع، وتجاهل الرد والاتصالات حتى الآن.
ضعف في الابتكار
تقول سيدة الأعمال أمل الغامدي، إن عدم إقامة الملتقيات والندوات التي تهتم بمجال ريادة الأعمال يضعف حس الابتكار لدى الرياديات وسيدات الأعمال بشكل عام، ومثل هذه الفعاليات تجلب الخبراء من خارج المنطقة، وتسهم في معرفة ما لديهم من أفكار، وذلك لا شك في أنه يسهم في تطوير هذه الأفكار، وابتكار أفكار جديدة، وبذلك ترتقي المشروعات التجارية، ثم ترتقي معها المنطقة.