ملامح وجه مأساوية، تعابير جبين مكفهرة، عينان غائرتان بنظرات غامضة متوقدة، تجاعيد ناصية بائنة لم تفلح حلاقة الوجه للتو، ولا تصفيف الشعر الأشيب في إخفاء مزاجه المتعب، فابتسامته الباهتة مصطنعة، كأنه يتجشأ من خلالها أوجاعًا مزمنة راكمتها في ذاكرته تراجيديا الزمن، فتركت ملامحها واضحة على محياه. ماذا لو كان هذا الوجه المتعب يا ترى شاخصًا أمام فكتور هيجو يوم أبدع البؤساء، أو كان موديلا أمام دافنشي للرسم بريشته يوم أبدع الموناليز، لكن صورة بعدسة جامدة لا تفرق في لقطتها بين الحس المرهف والبلادة، أعطت ذلك الوجه الشاحب مع ذلك كله، ملامحه الحقيقية حقًا.