تشهد مدينة جدة نموًا متسارعًا في قطاع الأندية الرياضية النسائية خلال السنوات الأخيرة، ومع الانفتاح المتزايد على أنماط الحياة الصحية واللياقة البدنية، برزت موجة جديدة من النوادي الرياضية التي تقدم نفسها ك(VIP) أو «فاخرة»، مستهدفة شريحة معينة من النساء الباحثات عن التميز، إلا أن هذه الفئة من النوادي، ورغم انتشارها، تواجه انتقادات متزايدة بأنها تفتقر إلى هوية واضحة، على عكس ما هو قائم في «نوادي التخسيس» التقليدية. هوية واضحة أوضحت الكوتش، دلال أحمد، أن اللافت أن نوادي التخسيس، رغم بساطتها، تملك رسالة مباشرة ومفهومة، وهي مساعدة الباحثات عن الرشاقة من أجل خسارة الوزن عبر برامج غذائية وأجهزة حرارية وجلسات مخصصة، وأكدت أن العضوات يعرفن تمامًا لماذا يلتحقن بها، والنتائج المرجوة واضحة من انخفاض الوزن وتحسين المظهر الجسدي، هذه الهوية البسيطة والمباشرة تمنحها ثقة لدى جمهورها، حتى وإن لم تقدم تجربة فاخرة. فخامة بلا رسالة ذكرت الكوتش، فاتن بلال، أن النوادي الرياضية المعروفة ب(VIP) تركز على المظاهر من حيث ديكورات عصرية، مساحات أنيقة، وخدمات إضافية مثل المقاهي الصحية أو غرف الاسترخاء، لكنها شددت على أن الخط الفاصل يضيع عند السؤال عن الهدف الأساسي، هل النادي مخصص للياقة البدنية أم للرفاهية والاسترخاء أم مجرد «ترند» يعكس الموضة الاجتماعية الجديدة، وأوضحت أن هذا الغموض يجعل كثيرًا من المشتركات يدخلن النادي بشغف، ثم ينسحبن بعد فترة وجيزة بسبب غياب النتائج الملموسة. صرعات مؤقتة قالت مشتركة في نادي (VIP)، بدرية فيصل، إن من أبرز الملاحظات على هذه النوادي اعتمادها على إدخال حصص رياضية مرتبطة بالموضة العالمية، مثل «اليوغا الطائرة» أو «الزومبا»، لكنها تُطرح أحيانًا دون رؤية متكاملة أو خطة لتأهيل المدربات بشكل كافٍ، فيتحول النشاط إلى مجرد تجربة جديدة لا إلى ركيزة أساسية في الهوية، وأكدت أنها فضلت العودة لنادٍ آخر لا يركز على المظاهر، مضيفة أن أسعار هذه النوادي تتراوح بين 3000 و3500 ريال، في حين أن النوادي العادية لا تتجاوز 1000 ريال. عناصر غائبة أشارت المشتركة، لمار سعيد، إلى أن هذه النوادي تحتاج إلى رسالة واضحة تعرف العضوة من خلالها ما ستكسبه بانضمامها، سواء صحة، رشاقة أو مجتمع نسائي محفّز، وأضافت أن التجربة المتفردة يجب أن تجمع بين الفخامة والجدية، بحيث لا تكون الرفاهية على حساب النتائج، مع ضرورة وجود مدربات معتمدات يقدمن برامج علمية مدروسة. وأوضحت أن الفارق الجوهري أن نوادي التخسيس تعيش على نتيجة ملموسة هي خسارة الوزن، بينما تعيش الأندية (VIP) على تجربة عابرة قد لا تترك أثرًا دائمًا. مرحلة جديدة أكدت الباحثة الاجتماعية، فاطمة عبدالقادر، أن القطاع الرياضي النسائي مقبل على مرحلة جديدة من النضج، وأن النجاح لن يكفي بالاعتماد على الديكور أو الخدمات المترفة، وأوضحت أن النجاح الحقيقي يكمن في صياغة هوية متكاملة تجعل كل عضوة تشعر أنها جزء من قصة نجاح صحية وشخصية. وبيّنت أن انتشار النوادي النسائية «الفاخرة» يعكس تحولات مهمة في المجتمع، حيث أصبحت النساء أكثر وعيًا بحقوقهن في الصحة والرياضة، لكنها حذرت من أن التركيز على المظاهر فقط قد يحول النادي إلى مساحة اجتماعية للتصوير أكثر من كونه مكانًا لتحسين جودة الحياة. - نوادي التخسيس تقدم هوية واضحة ورسالة مباشرة لخسارة الوزن. - النوادي (VIP) تركز على الفخامة والمظاهر أكثر من النتائج. - الصرعات المؤقتة، مثل «الزومبا» و«اليوغا الطائرة» تُطرح دون رؤية متكاملة. - أسعار النوادي (VIP) تصل إلى 3500 ريال مقابل أقل من 1000 ريال للنوادي العادية. - نجاح القطاع مستقبل مرهون بوجود رسالة واضحة وهوية متكاملة تربط الفخامة بالنتائج.