في عام 1945، حقق الشعب الصيني انتصارًا عظيمًا في حرب المقاومة ضد العدوان الياباني بعد أربعة عشر عامًا من النضال الشاق، مما أعلن الانتصار الكامل للحرب العالمية ضد الفاشية. إن هذا الانتصار التاريخي ليس للشعب الصيني فحسب، وإنما هو انتصار لشعوب العالم. بمناسبة الذكرى ال80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية، نظمت الصين سلسلة من الفعاليات التذكارية، ومن بينها التجمع الكبير لإحياء الذكرى ال80 لانتصار حرب مقاومة الشعب الصيني ضد العدوان الياباني والحرب العالمية ضد الفاشية الذي أقيم في ميدان تيانانمن في بكين يوم 3 سبتمبر، حيث ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا مهماً وقام باستعراض القوات العسكرية. إن إقامة الصين هذه الفعاليات التذكارية تهدف إلى تخليد النضال الشاق للشعب الصيني ضد العدوان العسكري الياباني، وإحياء ذكرى الأبطال الذين سقطوا شهداء وجميع الشعوب الذين ساهموا في مقاومة الصين ضد العدوان الياباني، كما تعلن عزم الشعب الصيني الراسخ على السير في طريق التنمية السلمية والحفاظ على السلام العالمي، واستخلاص الحكمة والقوة من التاريخ، وخلق مستقبل أكثر إشراقًا مع شعوب العالم المحبة للسلام. إن انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية هو انتصار لجميع الشعوب المحبة للسلام. وتعتبر الحرب التي خاضها الشعب الصيني ضد العدوان الياباني جزءًا مهماً من الحرب العالمية ضد الفاشية، حيث بدأت في أقرب وقت واستمرت لأطول فترة وقدمت أكبر التضحيات. منذ حادثة 18 سبتمبر عام 1931، قدمت الصين ثمنا باهظا متمثلا في 14 عامًا من المقاومة الشاقة و أكثر من 35 مليون ضحية وخسائر اقتصادية قدرها مئات المليارات من الدولارات، مما أدى إلى تقييد واستنزاف القوات اليابانية الرئيسية بشكل كبير، وتشكيل عمود ساحة القتال الشرقية الرئيسية بصلابة الأمة، وتقديم مساهمة حاسمة في الحرب العالمية ضد الفاشية والتي ستبقى خالدة ومشرقة في تاريخ السلام للبشرية. من ضمن ما ذكر، إن تحرير تايوان من الإنجازات المهمة لانتصار الشعب الصيني في حرب المقاومة ضد اليابان والحرب العالمية ضد الفاشية. قبل 80 عامًا، أنشأت الصين مع الدول الأخرى الأممالمتحدة بصفتها واحدة من الدول المنتصرة الرئيسية في الحرب العالمية الثانية. وعلى مدى 80 عامًا، قدم النظام الدولي الذي تتمثل نواته في الأممالمتحدة ضمانًا مهماً لقضية التقدم البشري، وصار مفهوم تعددية الأطراف القائم على التنسيق والتعاون راسخًا بشكل متزايد في قلوب الناس، وأصبحت الحوكمة العالمية قضية كبرى تتعلق بالرفاهية المشتركة للبشرية. في الوقت الراهن، تتشابك التحولات والفوضى في الوضع الدولي وتشكل ممارسات الهيمنة والاستبداد أضرارًا عميقة وخطيرة، مما يصدم بشدة الآليات المتعددة الأطراف بما فيها الأممالمتحدة، فتصل الحوكمة العالمية إلى نقطة حرجة شأنها شأن السفينة إن لم تتقدم فتتراجع. يدعو الرئيس شي جين بينغ إلى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ويقدم مفاهيم مهمة مثل مبادرات التنمية العالمية والأمن العالمية والحضارة العالمية، مما يوفر الحكمة الصينية والإجابة العصرية لحل مشاكل العالم وخلق مستقبل أفضل معًا. إن الصين بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن للأمم المتحدة وأكبر دولة نامية في العالم، ستواصل بكل ثبات في لعب دورها بانياً للسلام العالمي ومساهماً في التنمية العالمية ومحافظاً على النظام الدولي ومقدماً منفعة العامة. نحتفل بهذا الانتصار العظيم الذي حقق قبل 80 عامًا من أجل تذكر التاريخ، وإحياء ذكرى الشهداء والاعتزاز بالسلام وخلق المستقبل. يجب أن نتخذ التاريخ كمرآة، وندافع عن ثمار انتصار الحرب العالمية ضد الفاشية. يعمل الجانب الصيني بكل حزم على تأييد مصداقية الأممالمتحدة ومكانتها المركزية ودعم تحسين أطر التعاون للحوكمة العالمية وتوطيد أساس سيادة القانون في الحوكمة العالمية ودفع فعالية إجراءات الحوكمة العالمية وتوسيع نطاق تقاسم نتائج الحوكمة العالمية. تعد عودة تايوان إلى الصين جزءا لا يتجزأ من النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية وإن مبدأ صين واحدة هو مبدأ أساسي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها رقم 2758 وهو يمثل قاعدة أساسية معترف بها عالميا في العلاقات الدولية، وإجماع مشترك للمجتمع الدولي، فيجب الالتزام به بكل ثبات. تتمسك الصين بالسير على طريق التنمية السلمية، وسياسة الانفتاح على الخارج وممارسة تعددية الأطراف الحقيقية وتعزيز التعاون الدولي في التنمية بأفعال ملموسة، وسوف تواصل العمل جنبا إلى جنب مع جميع الدول والشعوب المحبة للسلام في العالم على حفظ إنجازات انتصار الحرب العالمية الثانية والدفاع بحزم وثبات عن السلام العالمي. * السفير الصيني لدى المملكة العربية السعودية