نعت الأوساط الثقافية في المملكة، الأديب القاص الكبير جبير المليحان الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى مساء الثلاثاء عن عمر ناهز 75 عاما، بعد معاناة مع المرض. ويعتبر المليحان أحد رواد القصة القصيرة الحديثة في المملكة، ومؤسس "شبكة القصة العربية"، والتي أسهمت في احتضان عدد من كتّاب القصة في السعودية والعالم العربي. وُلد في مدينة حائل عام 1950، وسبق له ترؤس نادي المنطقة الشرقية الأدبي، وأسس "شبكة القصة العربية" عام 2000، وصدرت له مجموعات قصصية منها: "الوجه الذي من ماء"، ورواية "أبناء الأدهم". ونال جائزة أبها 2011 في مجال القصة القصيرة عن مجموعته القصصية "قصص صغيرة". كرّمه نادي الأحساء الأدبي تزامناً مع الاحتفاء باليوم العالمي للقصة 2015، وأقيمت أمسية حول تجربته الإبداعية بعنوان: "القصة في المملكة ريادة وإبداع". كرّمه نادي الرياض الأدبي في الدورة السادسة لملتقى النقد الأدبي 2016. حاصل على جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب فرع الرواية عن روايته "أبناء الأدهم" 2017. وتم تكريم المليحان مؤخرا في بيت السرد للقصة بالدمام. بداياته بدأ جبير محاولات النشر منذ عام 1970م حين كان يرسل كتاباته القصصية المبكرة إلى مجلة اليمامة، ولكن الأستاذ علوي الصافي، كان يغفلها، وحين ضجّ من تواصل إرسالياتها إليه، كتب كلمة قصيرة في بريد القراء إلى جبير، أشار فيها إلى عدم صلاحية تلك القصص للنشر، رغم أن خط كتابتها جميل جداً. وبعد بداية الاهتمام بكتابة القصة القصيرة منذ أن كان طالباً في المرحلة المتوسطة نشر أولى قصصه التي تعود إلى تلك المرحلة في الصفحة الأدبية التي كان يشرف عليها الشاعر محمد العلي في جريدة اليوم في عام 1970م، واستمر منذ ذلك الزمن في كتابة القصة، والاحتفاظ بها أو نشرها في الصحف والمجلات. وقد تأثر في مرحلة البدايات من تجربة حداثة القصة التي أنتجها قصاصون عرب متأثرين بمدارس أدبية جديدة في العالم. وبالرغم من طغيان الشعور القومي والعروبي في تلك المرحلة على رؤية المبدعين في الشعر والقصة، إلا أن جبير احتفظ باشتعالاتها وقسوتها في وجدانه الثقافي، فيما نأى بمسيرته الإبداعية عن الانفعال المباشر بها أو استحضارها في نصه. وقد كتب المليحان القادم من قرية قصر العشروات في مدينة حائل إلى مدينة الدمام مروراً بالمنامة «القصة الصغيرة» كما يسميها، منذ وقت مبكر، ونشر في ملحق المربد الأدبي الصادر عن جريدة اليوم بالدمام، عام 1973م إحدى عشرة قصة صغيرة تحت عنوان: «الطفل يريده.. اللون الأبيض». يذكر المليحان أن هناك ثلاثة أشخاص أثروا حياته هم والداه وخاله الذين كانوا يحكون له الحكايات مما جعلوه يعشق هذا النوع من الإبداع، فكانت أول قصة كتبها في الصف الثاني المتوسط، رغم أنه لم يكن يعرف اسم هذا الجنس الأدبي، إلا أن أحد أقربائه رآها وشجعه على الكتابة وعلى إرسالها إلى إذاعة الرياض لتتم قراءتها في البرنامج الثقافي، وقد شجعه بثها في الإذاعة على الاستمرار في الكتابة والنشر. العمل * عمل في بداية حياته العملية معلماً ثم مدير مدرسة، ثم مشرفاً تربوياً، ثم مدير مركز إشراف تربوي، ثم رئيساً لقسم الدراسات والتجارب التربوية. تخللها ترؤسه مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي لمدة خمس سنوات. عمل محرراً لصفحة الطفل في جريدة القافلة الأسبوعية، بعد ذلك مديراً لتحرير جريدة المدينة في المنطقة الشرقية والخليج، وأخيرا رئيساً لتحرير جريدة اليوم بالنيابة. أسس عام 2000 (موقع القصة العربية) الذي انطلق من رؤية تعتمد على التعريف بكتاب القصة العرب وإنجازاتهم على المستويات العربية والعالمية. وكذلك تأصيل حرية الحوار، وتعدديته، والرقي بلغتها. وقد تحول اسمه عام 2004م إلى (شبكة القصة العربية)، وقد طبع ونشر خمسة كتب ورقية من قصص الشبكة خلال الأعوام الماضية. الأمير بدر بن عبدالله مع جبير المليحان