في الوقت الذي تتسع فيه رقعة الجوع في غزة لتتحول من أزمة إنسانية إلى مجاعة موثقة، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبرير عملياته العسكرية، متجاهلًا تصاعد الإدانات الدولية والاتهامات بارتكاب جرائم حرب، ومقللًا من حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار. وفي حين واصلت الولاياتالمتحدة الدفاع عن إسرائيل داخل مجلس الأمن، واعتبرت اتهامات الإبادة الجماعية «باطلة»، اتخذت أستراليا خطوة معاكسة بإعلان نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في محاولة لدفع حل الدولتين وإنهاء العنف. وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن «الوضع في غزة تجاوز أسوأ مخاوف العالم»، داعيًا إلى قيادة فلسطينية جديدة غير حماس. تصعيد أوسع وخلال مؤتمر صحفي، أعلن نتنياهو أن الهجوم الجاري على غزة سيكون أوسع بكثير مما تم التصريح به سابقًا، مؤكدًا أن أهدافه تشمل تفكيك ما وصفه ب«معاقل حماس» في مدينة غزة والمخيمات المركزية، وهي مناطق تؤوي أكثر من نصف مليون نازح، بحسب الأممالمتحدة. ورغم تعهده بإنشاء «مناطق آمنة»، فإن الوقائع على الأرض تكشف استهداف هذه المناطق في هجمات سابقة، مما يثير مخاوف من تكرار المشهد مع أي توسيع جديد للحملة. استهداف ممنهج ولم تقتصر الغارات الإسرائيلية على المقاتلين أو البنى التحتية، بل طالت الصحفيين وطواقم الإغاثة. ففي وقت متأخر، استهدفت غارة جوية خيمة لصحفيين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل مراسل إضافة إلى صحفيين آخرين وسائق. ووصفت منظمات حرية الصحافة الأمر بأنه انتهاك صارخ لحق الإعلام في توثيق النزاعات. طريق بالموت وفي ظل الحصار الخانق، بات البحث عن الغذاء في غزة مخاطرة يومية قد تنتهي بالموت. فقد قُتل ما لا يقل عن 31 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات أو انتظار القوافل، بينهم أطفال ورضع. وشهدت مناطق موراج ونتساريم وتينا إطلاق نار مباشر على الحشود، وفق روايات شهود ومصادر طبية. وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن أكثر من 1700 شخص قُتلوا منذ مايو الماضي أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، معظمهم على الطرق المؤدية لمراكز التوزيع أو بالقرب من قوافل الإغاثة. مجاعة موثقة وحذرت الأممالمتحدة من أن غزة دخلت مرحلة «المجاعة الحقيقية»، مع تسجيل وفيات متزايدة بسبب سوء التغذية. ووفق وزارة الصحة، توفي منذ بدء الحرب أكثر من 100 طفل و121 بالغًا جراء الجوع، فيما تجاوز عدد ضحايا الحرب 61.400 شخص، نصفهم تقريبًا من النساء والأطفال. ورغم زيادة طفيفة في دخول الإمدادات خلال الأسبوعين الماضيين، أكدت منظمات الإغاثة أن الكميات لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات، مما يبقي القطاع على حافة الانهيار الإنساني الكامل. رفض الاعتراف وفي مواجهة هذه المعطيات، نفى نتنياهو وجود سياسة تجويع، واصفًا التقارير الدولية عن الجوع بأنها جزء من «حملة أكاذيب عالمية». كما ألقى باللوم على حماس في مقتل المدنيين ونقص المساعدات، متعهدًا بمواصلة الحملة العسكرية حتى تحقيق أهدافه المعلنة. مع استمرار القصف البري والجوي، واستهداف الصحفيين والعاملين في الإغاثة، وانعدام الأمان حتى في أماكن توزيع الغذاء، لذا يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام معادلة قاتلة: الموت تحت الأنقاض أو الموت جوعًا. وبينما يصر نتنياهو على المضي في حملته، تتزايد التحذيرات الدولية من أن استمرار الوضع الحالي سيقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ الصراع. دور أستراليا واتخذت أستراليا موقفًا لافتًا بإعلان رئيس وزرائها أنتوني ألبانيز نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لتضاف إلى قائمة دول غربية بارزة مثل فرنسا وبريطانيا وكندا. وجاء هذا الموقف في ظل انتقادات متزايدة للسياسات الإسرائيلية في غزة، حيث شدد ألبانيز على أن الاعتراف يهدف إلى تعزيز حل الدولتين، باعتباره المسار الأمثل لإنهاء العنف وإيجاد قيادة فلسطينية جديدة غير حماس. كما انتقد بشكل واضح استمرار إسرائيل في منع وصول المساعدات الكافية من غذاء وماء إلى المدنيين، بمن فيهم الأطفال، معتبرًا أن الوضع في غزة تجاوز أسوأ السيناريوهات الإنسانية. • تصعيد عسكري واسع: نتنياهو يعلن عن خطة هجومية أكبر من المعلن تشمل مدينة غزة والمخيمات المركزية. • استهداف الصحفيين: غارة إسرائيلية تقتل مراسلين وصحفيين آخرين قرب مستشفى الشفاء. • ضحايا المساعدات: مقتل أكثر من 31 فلسطينيًا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، بينهم أطفال ورضع. • أزمة مجاعة: الأممالمتحدة تؤكد دخول غزة مرحلة «المجاعة الحقيقية»، مع وفاة أكثر من 100 طفل و121 بالغًا بسبب سوء التغذية. • موقف أستراليا: إعلان نية الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعوة لحل الدولتين. • دعم أمريكي لإسرائيل: واشنطن تدافع عن العمليات العسكرية الإسرائيلية وتصف اتهامات الإبادة بأنها «باطلة». • تحذيرات دولية: الصين وروسيا تدينان العقاب الجماعي وتحذران من التصعيد العسكري.