توقع مختصون أن تتزايد أنواع الاختراقات السيبرانية مع تزايد عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى أكثر من 75 بليون جهاز إلكتروني عام 2025 بحسب تقرير منظمة «ستاتيستا»، ولمواكبة تطورات الثورة الصناعية الرابعة وتمكين المرأة في المجالات التكنولوجية، لا سيما تكنولوجيا المعلومات الرقمية، خصصت رابطة نساء الشرق الأوسط للأمن السيبراني «WiCSME» مؤتمرها في نسخته السنوية الثانية في 29 و30 نوفمبر الماضي لتمكين المرأة تحت شعار «نحو مستقبل مرن ومتمكن». وأكدت القيادية في الأمن السيبراني والتحول الرقمي، المؤسس الشريك للرابطة الدكتورة ريم فرج الشمري ل«الوطن» أهمية وضرورة مرونة وتمكين المرأة في مجال الأمن السيبراني لمواجهة التحديات الرائجة في هذا المجال، وقالت «اعتمد المؤتمر طابعاً هجيناً من حيث إقامته احتفاء بالعصر الرقمي الجديد، فدمج ما بين الحضور الافتراضي لليوم الأول للمؤتمر والحضور الفعلي لليوم الثاني الذي أقيم في الرياض، وشهد حضوراً كبيراً وتفاعلاً داعماً من شتى أطياف المجتمع والجهات الاختصاصية في الأمن السيبراني في منطقتنا الإقليمية والعالمية». متميزات الأمن السيبراني أشارت المؤسس الشريك للرابطة بريانكا شاتيرجي، إلى أنه "تم على غرار المؤتمر السنوي أيضا تنظيم جوائز رابطة نساء الشرق الأوسط للأمن السيبراني تقديراً واحتفاء بالنساء المتميزات في الشرق الأوسط في مجال الأمن السيبراني في عدة فئات، منها قائدة فكر الأمن السيبراني النسائية، والمديرة التنفيذية للأمن السيبراني، والنجمة الصاعدة للأمن السيبراني للمرأة، ورائدة أعمال الأمن السيبراني، وسبقه مسابقة التقاط العلم «CTF» الإقليمية السيبرانية التي شارك فيها عدد كبير من المتخصصين والمهتمين في الأمن السيبراني حيث تجاوزت بشكل ملفت للنظر نسبة النساء المشاركات في المسابقة ال60%، وذلك بفضل شروط المسابقة التي تلزم كل فريق مشارك بضم امرأة واحدة على الأقل للفريق». أحدث الأبحاث أوضحت الباحثة، المستشارة في الأمن السيبراني، أستاذ مساعد في قسم علوم الحاسب الآلي في جامعة طيبة فرع ينبع، الدكتورة فاطمة الحربي ل«الوطن» أن مؤتمر آلات هاك وسلسلة فعاليات منظمة البلاك هات العالمية تعد أكبر حدث علمي وتقني في مجال الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط، والمنظمة التي أسست عام 1997 على أنها فقط مؤتمر سنوي يستمر عدة أيام، باتت اليوم تضم سلسلة من أهم الفعاليات والمؤتمرات، لتكون منصة معترفا بها دوليا توفر للعالم أحدث الأبحاث والتطورات والاتجاهات العلمية والتقنية في المجال». وبينت أن ماهية المدن الذكية التي تعد منطقة حضرية تربط أجهزة إنترنت الأشياء المختلفة معا: مثل أجهزة الاستشعار، والميكروكونترولر، واردوينو وغيرها لتوفير الخدمات للمواطنين، وذلك من خلال جمع بيانات محددة منهم، وأهمية أخذ الجانب الأمني بعين الاعتبار إلى جانب الكفاءة التقنية وجودة الخدمة، وكذلك أنواع الاختراقات السيبرانية التي من المتوقع أن تتزايد مع تزايد عدد أجهزة إنترنت الأشياء إلى أكثر من 75 بليون جهاز عام 2025". محاربة المجهول سردت رئيسة الأمن السيبراني في سنابل للاستثمار أروى الحمد أهمية الدروس المستفادة من استجابة العالم لجائحة كورونا، وذلك بالنظر إليها من عدسة الأمن السيبراني، وقالت "العامل المشترك بين الجائحة وما نواجه في عملنا اليومي في مجال الأمن السيبراني هو محاربة المجهول في محيط انعدام الوضوح"، مشيرة إلى أنه يمكننا تحسين الإستراتيجيات المتبعة من قبلنا كمختصين من خلال فهم الإستراتيجيات الناجحة التي تبناها العالم لمواجهة الجائحة للوصول إلى نتائج أفضل». وأفادت أن «الجائحة علمتنا أن ما يحتاجه القادة خلال الأزمات هو ليس خطة مسبقة بل سلوكيات وعقليات تساعدهم على بعد النظر، وهذا بالتحديد ما نحتاجه كقادة في مجال الأمن السيبراني». ولفتت الى أن المرونة معناها القدرة على الانحناء من دون التعرض لخطر الانكسار، وذلك من خلال التكيف والتقدم المستمر، والمفتاح الرئيس لذلك هو «التعاون» على جميع الأصعدة ابتداء من الفرد ثم المنظمة ثم الدول ثم العالم. وعلى مستوى الأفراد، أشارت إلى أن هناك نوعين، الأول هو «المختصون»، وهم الأشخاص الذين يعملون في المجال، والمختصون المرنون الذين يتحلون ب«قوات ناعمة» و«قوات صلبة». القوى الناعمة تحتاج إلى التسلح بالعلم وصقل المهارات بالممارسة واستخدامها، ويكون ذلك من خلال التأثير وليس الفرض، ومن خلال استخدام الهندسة الاجتماعية لأجل الخير وليس الشر، وأما القوى الصلبة، فهي السلطة التي يمتلكها ولا يتردد المختص في استخدامها عند الحاجة. وقالت «الأهم على المختص أن يستثمر في شبكته الاجتماعية القوية، وذلك من خلال بناء العلاقات التي تساعده في اكتساب خبرات وآراء ووجهات نظر جديدة تمكنه من التطوير والابتكار». وتابعت «النوع الثاني من الأفراد هم مواطنو العالم الذين عليهم مسؤوليات يجب أن يتحملوها، وعلينا تجهيزهم بطريقة التفكير السليمة بدلا من إعطائهم لائحة بالممنوعات». الثغرات الأمنية من جانبها، أوضحت محللة اختبار الاختراق واكتشاف الثغرات يارا الحمدان أن «تحديات المسابقة التي شهدها المؤتمر تركزت على مختلف جوانب الأمن السيبراني، وساعدت في صقل مهارات المشاركين، وذلك من خلال البحث عن مختلف الثغرات الأمنية ومحاولة اختراقها، وكانت المنافسة شديدة، وكثير من الفرق كانت بمستوى عال من الخبرة، ما جعل هذه المسابقة فريدة من نوعها»، معربة عن فخرها أنها إحدى الفائزات بها. وقالت «أبهرتني الجهود التي شهدتها في المؤتمر من محاضرات ثرية ومتحدثين متميزين ونقاشات وموضوعات رائعة في الأمن السيبراني، وتميز المؤتمر هذا العام بأنه عقد بالشراكة مع أكبر المؤتمرات في المنطقة (AtHack) و(Black Hat). وأتاح لنا WISCME الفرصة للقاء قائدات رائعات ونماذج ملهمة». الطاقات النسوية أكد صاحب جائزة الرجل الداعم لنساء الأمن السيبراني تامر شريفة أن الدور الحيوي الذي تلعبه الرابطة عامل أساسي في تغيير نظرة قوة العمل النسائية لمستقبل العمل في مجال الأمن السيبراني، فالتوعية المستمرة، والأمثلة الحية لقادة نسوية في هذا المجال، سر نجاح جذب طاقات نسائية لمجال الأمن السيبراني الذي يعاني شحا كبيرا في المواهب. وأضاف «شرف كبير لي شخصيا، اختياري شخصية الرجل الداعم للطاقات النسوية، وأتمنى من كل الرجال العاملين في هذا المجال إعطاء الفرص على أساس الكفاءة وليس على أي أساس آخر».