تشهد مدينة غزة ووسط القطاع استمرار القصف الإسرائيلي المكثف، حيث نفذ الجيش الإسرائيلي خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية نحو 120 غارة جوية، ما أسفر عن مقتل 52 شخصاً بينهم 27 في مدينة غزة وحدها، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، في وقت غادر فيه أكثر من 800 ألف فلسطيني المدينة متجهين نحو الجنوب هرباً من الدمار المستمر. وأفاد مسعفون بأن تسعة فلسطينيين قتلوا وأصيب العشرات جراء استهداف منزل مأهول بالنازحين في مخيم النصيرات، فيما استهدف الجيش الإسرائيلي ليلاً أربعة منازل أخرى مكتظة بالسكان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وفقدان آخرين تحت الأنقاض وسط محاولات انتشالهم بأدوات بدائية، بينما قصفت طائرات إسرائيلية عشرات المنازل والمربعات السكنية في مناطق الشاطئ والمخابرات وحي النصر غرب المدينة، إضافة إلى تجمعات للمدنيين قرب منتزه البلدية وأحياء الشيخ رضوان وتل الهوى والصبرة. وشهدت بعض الأحياء توغلاً محدوداً للدبابات الإسرائيلية تحت غطاء ناري كثيف جعل التنقل شبه مستحيل، وقدرت مصادر طبية حصيلة الضحايا خلال 24 ساعة ب 58 قتيلاً، بالتزامن مع استمرار نزوح عشرات الآلاف وسط ظروف إنسانية مأساوية تشمل نقص الغذاء والمياه، وغياب أماكن آمنة كافية للنازحين. وفي الجنوب، حذرت الأممالمتحدة من تدهور الوضع الإنساني مع استمرار القصف ونقص المساعدات، مؤكدة أن آلاف العائلات تعيش في مناطق مكتظة وتنام في العراء، فيما تتزايد صعوبة وصول المساعدات الغذائية والطبية. وعلى الصعيد السياسي، تستمر المساعي الأمريكية لوقف الحرب، حيث أعلن الرئيس دونالد ترمب عن مفاوضات مكثفة مع قادة عرب لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وعرض خطة سلام مؤلفة من 21 بنداً تشمل وقفاً فورياً لإطلاق النار، إطلاق الرهائن، الإفراج عن مئات الفلسطينيين، انسحاباً تدريجياً للجيش الإسرائيلي، إدخال مساعدات إنسانية تحت إشراف الأممالمتحدة، إعادة إعمار غزة خلال خمس سنوات، وتشكيل إدارة فلسطينية مؤقتة للقطاع بإشراف عربي ودولي، بينما لم يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه الصريح من الخطة، مؤكداً في الوقت ذاته عزمه على إكمال المهمة العسكرية في القطاع.