تعيش إيران مرحلة حساسة على المستويين الداخلي والخارجي، إذ تتقاطع التحذيرات من أزمة مياه غير مسبوقة تهدد العاصمة طهران، مع تصاعد الحديث عن المفاوضات النووية والعقوبات المفروضة على البلاد، فبعد الجدل الذي أثارته تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان حول احتمال"إخلاء العاصمة" بسبب الجفاف، خرجت الحكومة الإيرانية لتوضيح الموقف، مؤكدة أن كلام الرئيس"أُسيء فهمه وأُخذ على نحو حرفي". وقالت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني في مؤتمر صحفي أمس (الأربعاء): إن الرئيس لم يكن يقصد إعلان خطة فعلية لإجلاء السكان، بل أراد دق ناقوس الخطر حول الوضع المائي الحرج في البلاد. وأضافت: "أحياناً تُقال عبارات توحي للمستمع بأنه يجب فعلاً إخلاء المدينة، لكن الأمر ليس كذلك، فالمقصود هو التحذير من أزمة بيئية يجب التعامل معها بجدية". وكان بزشكيان قد حذر الأسبوع الماضي من أن طهران قد تُجبر على إجلاء سكانها، إذا لم تهطل الأمطار خلال الأسابيع المقبلة، مشيراً إلى أن الحكومة ستبدأ بتقنين المياه بين أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر في حال استمرار الجفاف. وفي موازاة هذه التحديات الداخلية، أكدت طهران اليوم أنها تفاوض الغرب بجدية؛ من أجل إنهاء العقوبات المفروضة عليها والتوصل إلى اتفاق نووي"سلمي ومتوازن". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي:" إن مصلحة البلاد كانت دوماً في التوصل إلى نتيجة من المفاوضات النووية مع الغرب، لأن العقوبات تضر بالشعب والاقتصاد الوطني"، مضيفاً أن"الجانب الإيراني دخل المفاوضات بخطة واضحة وبأقصى درجات الجدية، خلافاً لما تروجه إسرائيل من مزاعم عن كسب الوقت". وأوضح بقائي أن المفاوضات الأخيرة التي جرت مع الولاياتالمتحدة والترويكا الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) جاءت ضمن مسار دبلوماسي؛ يهدف إلى إحياء الاتفاق النووي السابق، مشيراً إلى أن "طهران تلقت رسائل متناقضة من واشنطن عبر دول وسيطة". وكان نائب وزير الخارجية سعيد خطيب زاده قد أكد في تصريحات سابقة أن بلاده لا تسعى لامتلاك سلاح نووي، قائلاً:"نريد اتفاقاً سلمياً يطمئن العالم، فهدفنا التنمية لا التصعيد". تأتي هذه المواقف بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل أيام أن طهران طلبت رفع العقوبات المفروضة عليها، مؤكداً استعداده للعودة إلى طاولة التفاوض، في حين تعزو إيران تعثر المحادثات إلى "مطالب غير منطقية" من الجانب الأمريكي.