واصل الجيش الإسرائيلي أمس (السبت)، غاراته الجوية وقصفه المدفعي العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، بينهم أطفال ونازحون كانوا يتسلمون مساعدات إنسانية. ووثّق فلسطينيون وجود حاويات من "المتفجرات السائلة" تركها الجيش الإسرائيلي في موقع بمنطقة جباليا شمال القطاع. ولم يُكشف بعد عن سبب ترك هذه المواد شديدة الخطورة، فيما أثارت الحادثة غضبًا واسعًا، مع مطالبات فلسطينية بتحريك شكاوى لدى الجهات القضائية والإنسانية الدولية المختصة، وفق هيئة البث الإسرائيلية. بالتزامن، أفادت مصادر طبية بمقتل 60 فلسطينيًا عقب غارات جوية استهدفت تجمعات مدنية أثناء تسلّم مساعدات إنسانية في منطقة زيكيم شمال القطاع ومحور نتساريم وسطه، إضافة إلى قصف نقطة توزيع مساعدات جنوب وادي غزة أسفر عن 9 قتلى بينهم 6 أطفال. كما أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 6 قتلى و26 جريحًا إلى مستشفى الشفاء برصاص القوات الإسرائيلية التي فتحت النار على فلسطينيين كانوا بانتظار المساعدات. وفي الجنوب، استهدفت غارة إسرائيلية فلسطينيين في منطقة المواصي غرب خان يونس، فيما أدى قصف آخر إلى مقتل 7 نازحين قرب مدرسة الماجدة وسيلة غرب غزة. وواصلت المدفعية الإسرائيلية قصفها المكثف على أحياء الزيتون والصبرة شرق مدينة غزة، ومخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع، مع تدمير عشرات المنازل ونسف مبانٍ سكنية. وتشير التقديرات إلى أن القوات الإسرائيلية باتت تسيطر على نحو 75% من مساحة القطاع، في ظل خطة معلنة لاحتلال كامل مدينة غزة. وفي سياق متصل بالجهود السياسية، اجتمعت فصائل فلسطينية بينها حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية في القاهرة لبحث مقترحات وقف إطلاق النار. وأكد مصدر في الجهاد الإسلامي أن ما طرح حتى الآن "ليس صفقة شاملة"، بل مجرد محاولة لتحسين الورقة السابقة التي تنص على تهدئة لمدة 60 يومًا. من جانبها، شددت الفصائل على أن الأولوية تتمثل في وقف إطلاق النار وضمان دخول المساعدات الإنسانية ورفع الحصار عن القطاع، بينما تصر إسرائيل– بحسب تصريحات رئيس الموساد في الدوحة– على أن أي اتفاق لا بد أن يكون شاملاً ويتضمن إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين. المجتمع الدولي، بما فيه الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي، واصل تحذيراته من خطورة توسيع الحرب وتداعياتها على المدنيين المحاصرين. كما دعت منظمات حقوقية إلى تحقيق دولي في استهداف النازحين ومناطق الإيواء، في وقت تعاني فيه المستشفيات من عجز حاد في الإمكانيات الطبية، وسط نقص شديد في الغذاء والماء والدواء.