ارتقى عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون، فجر امس، في سلسلة من مجازر ارتكبها جيش الاحتلال في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، طالت مناطق النزوح والمناطق السكنية والبنية التحتية المدنية، وسط تصعيد دموي متواصل يكشف إصرار الاحتلال على ارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين. في بحر غزة، استُشهد صياد، وأُصيب آخر بجراح، بعد أن فتحت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها بشكل مباشر تجاه قوارب الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، كما جددت الزوارق الحربية إطلاق النار باتجاه بحر مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وفي مواصي خان يونس، ارتقى شاب مُلتحقًا بزوجته التي استشهدت في وقت سابق جراء قصف خيمتهم. كما أُعلن عن استشهاد شابة متأثرة بجراحها نتيجة قصف طائرات الاحتلال خيمة تؤوي نازحين في مواصي بلدة القرارة شمالي مدينة خان يونس، وأسفر الاستهداف ذاته عن أربع إصابات أخرى في شارع الحية بمواصي البلدة. وفي سياق متصل، ارتكب الاحتلال مجزرة جديدة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث استُشهد ستة فلسطينيين من عائلة واحدة، بينهم أربعة أطفال، إثر قصف استهدف منزلًا في المخيم. أعقب ذلك سلسلة غارات شنّتها طائرات الاحتلال على المخيم، بالتزامن مع قصف مدفعي طال شماله. كما استهدف جيش الاحتلال بعد منتصف الليل عددًا من المنازل في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، مستخدمًا المتفجرات في عمليات نسف متعمد، ما تسبب في دمار واسع. وواصلت الآليات العسكرية إطلاق النار بكثافة تجاه المناطق الشرقية للحي، وسط قصف مدفعي استهدف محيط المجمع الإسلامي جنوب شرقي المدينة، وامتد ليطال حيّ الصبرة جنوبيالمدينة. في حيّ الرمال غرب مدينة غزة، ارتقى ثلاثة شهداء في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين، فيما سقطت طائرة استطلاع تابعة لجيش الاحتلال في أجواء الحي ذاته. وفي المجازر المتواصلة بحق النازحين، استُشهد سبعة فلسطينيين وأُصيب آخرون بجراح متفاوتة، جراء قصف استهدف خيمة بالقرب من مدرسة الماجدة وسيلة غربي مدينة غزة. وأُعلن لاحقًا عن استشهاد الطفلة التي كانت الناجية الوحيدة من مجزرة ارتُكبت بحق عائلتها، ليرتفع عدد الشهداء في هذا القصف إلى ستة من نفس العائلة. وفي منطقة زكيم شمال غرب قطاع غزة، استُشهد ستة فلسطينيين وأُصيب 26 آخرون، إثر إطلاق قوات الاحتلال الرصاص صوب الفلسطينيين الذين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية. كما أُعلن عن استشهاد مدير أوقاف شمال غزة، متأثرًا بإصابته التي تعرّض لها جراء قصف نفذته طائرات الاحتلال في حي الدرج بمدينة غزة. سياسيًا، على صلة بالجهود الدبلوماسية في مسألة وقف إطلاق النار في غزة، نقلت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، الليلة الماضية، أن "الفريق المفاوض الإسرائيلي يعتقد أنه يجب قبول فرصة صفقة جزئية تؤدي إلى الإفراج عن عدد كبير من الأسرى في غزة، في حال طرحت على طاولة المفاوضات غير المباشرة مع حماس". إلى ذلك، وعلى الرغم من تصريحاته، ذكرت تقارير إسرائيلية، أن مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، "لا يستبعد قبول مقترح لصفقة جزئية" إذا عُرضت وكانت "تلبي مطالب إسرائيل". صفقة جزئية وذكر مسؤولون إسرائيليون مشاركون في المفاوضات، أن "الوسطاء يحاولون تسريع المفاوضات بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى صفقة بأسرع وقت ممكن"، فيما أشاروا إلى أنه بناء على التقدم الحاصل حتى الآن، فإن الأمر سيستغرق وقتا. ونقلت "كان 11" عن مسؤول رفيع في الكابينيت، إن "المقترحات الحالية لصفقة شاملة مبنية على مراحل"، مضيفا أن "الفرق بينها وبين الصفقة الجزئية هو دلالي فقط". وكانت قد أوردت بالأمس، أن الدول الوسيطة تحاول الدفع نحو التوصل إلى صفقة قريبا، بهدف منع العملية العسكرية واحتلال مدينة غزة. وعلى الرغم من تصريحاته، لا يستبعد مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبول مقترح لصفقة جزئية إذا عرضت وكانت "تلبي مطالب إسرائيل". وفي السياق، تظاهر أسرى إسرائيليون ممن أفرج عنهم من غزة وعائلات أسرى محتجزين في القطاع، الليلة الماضية قبالة منزل وزير الأمن، يسرائيل كاتس، في "كفار أحيم" جنوبي البلاد. وقال الأسرى المفرج عنهم وعائلات المحتجزين في غزة "نحن هنا لنقول لجميع المختطفين: نحن نقاتل من أجلكم، شعب إسرائيل يقف هنا معا، لن نستسلم". وطالبوا حكومة نتنياهو وكاتس بالانضمام إليهم، والتوصل إلى صفقة شاملة تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب على غزة. احتلال غزة أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لتسريع العملية الرامية لاحتلال مدينة غزة وفق توجيهات القيادة السياسية، كما أعلن جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات إلى حي الزيتون. وأكدت أن قادة الجيش سيعقدون اجتماعا بقيادة المنطقة الجنوبية بشأن العمليات العسكرية الجارية في غزة. وذكرت أن رئيس الأركان إيال زامير سيصل اليوم الأحد لقيادة المنطقة الجنوبية للتصديق على خطط احتلال مدينة غزة. ونقلت عن الجيش الإسرائيلي أن خطط احتلال مدينة غزة تتضمن محاولات لتقليص احتمالات تعريض المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين في غزة) للخطر. كما نقلت عنه تأكيده أن طريقة احتلال مدينة غزة ستحدد حجم القوات التي سيتم استدعاؤها، وأن الجيش سيحاول قدر المستطاع تقليص استدعاء جنود الاحتياط للمشاركة في العملية. تحركات وتعزيزات عسكرية من جهة أخرى، يشهد حي الزيتون تعزيزات عسكرية إسرائيلية قبيل التصديق الحكومي على خطة احتلال مدينة غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قوات الناحال واللواء 7 باشرا تحت قيادة الفرقة 99 العمل خلال الأيام الأخيرة بمنطقة الزيتون على أطراف مدينة غزة، وتواصل القصف الكثيف على أحياء مدينة غزة، وخاصة الأحياء الشرقيةوالجنوبية منها. وبث الجيش الإسرائيلي صورا قال إنها لعمل قواته التي تسعى لكشف العبوات الناسفة وتدمير البنية التحتية العسكرية فوق الأرض وتحتها. وأجبر الجيش الإسرائيلي الآلاف من سكان حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة على النزوح. اعتقالات بالضفة شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي،أمس، حملات اقتحام واعتقال واسعة في عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية. ففي نابلس، اقتحمت القوات مخيم العين غرب المدينة، فيما شنّت حملة دهم واعتقال في بلدات عوا وبني نعيم في الخليل، وبلدة حبلة جنوب قلقيلية، ومخيم الجلزون شمال رام الله. كما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الظهر في بيت أمر جنوب الخليل، ودهمت منازل المواطنين وأطلقت الرصاص الحي تجاههم، بالإضافة إلى بلدة كفردان غرب جنين، حيث نفذت حملة مداهمات واعتقالات طالت عددًا من السكان. وتأتي هذه الحملات ضمن استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع تصاعد عمليات الاقتحام والاعتقال في مختلف المناطق. اعتداء خطير قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتجميد الحسابات البنكية لكنيسة الروم الأرثوذكس في القدس بتعليمات من الوزير المتطرف سموتريتش، هو اعتداء خطير يضاف إلى سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تستهدف المقدسات المسيحية والإسلامية في المدينةالمحتلة. وأكد فتوح في بيان صدر عنه، امس، أن الاحتلال يواصل سياسة ممنهجة تقوم على فرض ضرائب باهظة وغير قانونية على ممتلكات الكنائس والمساجد والاعتداء على رجال الدين ومنعهم من ممارسة مهامهم الدينية والإنسانية، واضطهاد المؤمنين من المسيحيين والمسلمين، إضافة إلى حرق الكنائس والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، في خرق واضح لحرية العبادة المكفولة بموجب المواثيق والاتفاقيات الدولية. وأضاف أن هذه الممارسات العدوانية العنصرية تمثل محاولة لطمس الهوية الدينية والتاريخية والثقافية والعلاقات الإنسانية الروحانية بين الديانات، وتحويلها إلى مدينة خاضعة لهيمنة استعمارية عنصرية، وهو ما يشكل انتهاكا صارخا لاتفاقيات دولية وقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي الإنساني. وطالب فتوح المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، والفاتيكان، بالتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم ومحاسبة سلطات الاحتلال، وضمان توفير الحماية الدولية العاجلة للأماكن المقدسة في فلسطين باعتبارها إرثا إنسانيا وحضاريا عالميا لا يجوز المساس به. من جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، هذا القرار الاسرائيلي. واعتبرت في بيان صدر عنها أمس، أن هذا القرار يندرج في إطار استهداف الاحتلال للمقدسات الفلسطينية عامة، والمقدسات المسيحية والمؤسسات والممتلكات التابعة لها، وللوجود المسيحي الأصيل في فلسطين، وكجزء من حرب الاحتلال المفتوحة على الشعب الفلسطيني لتصفية قضيته العادلة وحقوقه المشروعة بما في ذلك تصفية الوجود المسيحي. وطالبت الوزارة، الدول والمجتمع الدولي والعالمين المسيحي والإسلامي، بالتحرك الجاد لحماية الحضور المسيحي في فلسطين بأشكاله كافة، واتخاذ إجراءات فاعلة لحماية شعبنا والوجود المسيحي من تغول الاحتلال وجرائم الإبادة والتهجير والضم والتصفية. السكان يواجهون نقص بالغذاء قال المدير العام لجمعية العودة الصحية بغزة رأفت المجدولاي إن نحو 550 ألفًا من سكان القطاع يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء. ووصف المجدلاوي في تصريح صحفي أمس، أوضاع المستشفيات كارثية، بسبب نقص حاد بجميع المستلزمات الطبية. ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق "إسرائيل" جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين. ومؤخرًا، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفًا الوضع الإنساني في القطاع ب"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس". تأمين المُساعدات دعا مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الوقف الفوري للهجمات على الذين يؤمّنون المساعدات، محذراً من أن الهجمات الإسرائيلية ساهمت بشكل كبير في تفشي المجاعة بين المدنيين في غزة. ودعا المكتب في بيان له،أمس، (إسرائيل) للامتثال لالتزاماتها الدولية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. وأكد أن الهجمات الإسرائيلية على الذين يؤمّنون قوافل المساعدات استهدافٌ متعمد ومتكرر، كما وفاقمت الفوضى وزادت حدة المجاعة. ووفقاً لتوثيقات المكتب، استشهد ما لايقل عن 1769 شخصا من طالبي المساعدات منذ 27 مايو الماضي. وشدد المكتب على أنه يجب التحقيق في كل هذه الجرائم بشكل عاجل ومستقل ومحاسبة المسؤولين عنها. وكان خبراء الأممالمتحدة قد دعوا مؤخرا إلى تفكيك "مؤسسة غزة الإنسانية" فورا، وهي الجهة التي تقود المشروع الأميركي الإسرائيلي للسيطرة على توزيع الغذاء في القطاع المحاصر بدلا من المنظمات الدولية التي دانت هذا المشروع ووصفته بأنه مصيدة لقتل المدنيين وأداة لهندسة التجويع وتهجير السكان وإذلالهم. تدمير حي الزيتون قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي تقوم منذ ستة أيام بتسوية حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات الحربية. وأوضح المرصد في بيان له أمس، أن هذا يأتي ضمن هجوم عسكري واسع النطاق يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى في محافظات رفح، وخان يونس، وشمالي القطاع، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في القطاع. وأضاف أنّ الهجوم العسكري على حي الزيتون، الذي بدأ في 11 أغسطس الجاري، يأتي في إطار خطة معلنة من "إسرائيل" لفرض سيطرتها الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها مع النازحين إليها من شمالي القطاع، والذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي القطاع. وأشار إلى أنّ قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر" لحصار المربعات السكنية في حي الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح، فيما تتقدّم آلياتها العسكرية تحت غطاء ناري كثيف وتتمركز خلف شارع 8 وقرب مفترق "دُولة" وأرض "البرعصي" و"عليين"، منبها إلى أن ذلك دفع أكثر من 90 ألف مواطن يقطنون الحي على النزوح منه تحت القصف المكثف. وبيّن أن فريقه الميداني، وثق استهداف قوات الاحتلال منازل عائلات "لبد"، "العايدي"، "دادر"، و"ارحيم"، ما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين من عائلة "ارحيم". ووثق شنّ الطائرات الحربية غارات على منازل في محيط مسجد "بلال بن رباح"، شملت منازل عائلات "دلول" و"النعسان" ومقر شركة "السكسك"، إضافة إلى عمارات "كحيل" و"شهد" و"صيام"، وقصفت منزلًا لعائلة "الحصري" قرب مسجد "الفاروق"، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين. وأفاد بأنّ قوات الاحتلال فجّرت عشرات المنازل في شارع 8 وبداية منطقة "حسن البنا"، واستهدفت خيام نازحين من عائلة "حنيدق"، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين. استعدادات عسكرية لاحتلال غزة