في زمنٍ تتصارع فيه الأحداث وتختلط فيه أصوات القوة والنفوذ، يبقى هناك صوت واحد لا يضلّ الطريق... إنه صوت الإنسانية. وعندما تقرّر منظمات دولية مرموقة أن تمنح تكريمها الأعلى في هذا المجال لقائد من قادتنا، فإن المعنى يتجاوز شخص المكرَّم إلى وطنٍ كامل وشعبٍ كامل. وهكذا جاء إعلان حصول صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز – أمير منطقة عسير – على جائزة الإنسانية العالمية لعام 2025 خلال قمة البوسفور في إسطنبول، وهو تكريم لا يُمنح إلا لشخصية واحدة سنويًا على مستوى العالم تقديرًا لإسهامات ريادية في خدمة الإنسان. ⸻ ما جائزة الإنسانية العالمية؟ تعد جائزة الإنسانية العالمية واحدة من أرفع الجوائز الدولية التي تُمنح في مجال العمل الإنساني. وتمنحها منظمة التعاون الدولي (International Cooperation Organization) سنويًا ل شخصية واحدة فقط من بين قادة العالم، بعد سلسلة طويلة من التقييمات والمراجعات التي تستند إلى: • حجم المبادرات الإنسانية • الأثر الاجتماعي والاستجابة للأزمات • الحضور الميداني ومسؤولية القيادة • الابتكار في خدمة الإنسان • تحقيق الاستدامة في العمل الخيري والتنموي وقد اكتسبت الجائزة مكانتها العالمية لأنها لا تُعنى بالخطابات ولا بالمظاهر، بل تعتمد على أثر القائد الحقيقي على الأرض، وعلى السجل المتواصل لخدمة الإنسان دون تمييز أو حدود. واختيار الأمير تركي بن طلال لهذا العام جاء متوافقًا مع هذه المعايير الدقيقة، فقد سُجِّلت باسمه مبادرات استثنائية جعلت منه واحدًا من أبرز الوجوه المؤثرة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة. قيادة رشيدة... تُحسن الاختيار وتُجيد صناعة الأثر وإن كان العالم قد كرّم اليوم الأمير تركي بن طلال، فإننا – أبناء هذا الوطن – ندرك أن هذا التكريم جاء ثمرة لنهج قيادة رشيدة وضعت الإنسان في المقام الأول. ومن هنا نبعث بأصدق عبارات الشكر والعرفان إلى: • مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله • ومقام سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله اللذين أحسنا الاختيار حين قلّدا الأمير تركي مسؤولية إمارة عسير، فكان على قدر الثقة، وترجم رؤية القيادة في الميدان قبل المكاتب. إن الجائزة التي حصل عليها سموّه هي في حقيقتها شهادة عالمية بحكمة القيادة السعودية، ودليل على صواب الاختيار. تكريمٌ سموّه... هو تكريمٌ لنا هذا التكريم ليس وسامًا على صدر أمير فقط، بل وسامًا على صدر المملكة كلها... وسام على صدر كل إنسان سعودي أسهم بفعله أو بروحه أو بقيمه في تعزيز صورة الوطن عالميًا. ولأبناء عسير خصوصًا، فإن لهذه الجائزة وقعًا مختلفًا... لأنها تُبرز قيم مجتمعهم الذي لطالما كان سباقًا للخير، وتكرّم قائدًا عاش بينهم وفي تفاصيل حياتهم اليومية. لماذا اختاره العالم؟ لأن الأمير تركي بن طلال جسّد مفهوم القائد الإنساني بكل تفاصيله. لا بالشعارات... بل بالميدان والعمل. مبادرة «نلبي النداء» أكبر حملة إغاثية من نوعها، وسجلها العالمي كان أحد أهم أسباب اختياره. الحضور الميداني الدائم يشرف مباشرة على حالات الطوارئ، ويقف بين الناس، ويقدّم الحلول بصوت الإنسان قبل صوت المسؤول. فلسفة «إصلاح القلوب قبل إصلاح الدروب» نهج إداري وإنساني أصبح علامة فارقة في المنطقة. الرؤية المجتمعية وتمكين التطوع تحوّلت عسير في عهده إلى مركز وطني يُحتذى به في المشاركة المجتمعية والأعمال التطوعية. عسير... ترفع رأسها عاليًا عندما يعتلي الأمير تركي المنصة الدولية مُكرّمًا، ترفع عسير رأسها معه. فالجبال والأودية والقرى والحواضر تحتفي بهذا القائد الذي حمل همّها، وأحبّ إنسانها، وأعاد لها مكانتها على خارطة الإنجاز الوطني. خاتمة: الجائزة التي منحت صوتًا للإنسان السعودي. إن حصول الأمير تركي بن طلال على جائزة الإنسانية العالمية لعام 2025 رسالة واضحة للعالم بأن المملكة لا تبني اقتصادًا فحسب، بل تبني إنسانًا عالميّ التأثير. هي جائزة وضعت المملكة في قلب المشهد الإنساني الدولي، ورفعت اسم عسير وقائدها عاليًا. مبارك لسمو الأمير... ومبارك للوطن... ومبارك لعسير هذا المجد المستحق والضوء الذي أضاء القمة العالمية.