تواصل المملكة العربية السعودية مسيرتها الطموحة نحو تحقيق التوازن بين التنمية الشاملة والمحافظة على البيئة، في إطار «رؤية السعودية 2030» التي يقودها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي جعلت حماية البيئة إحدى ركائزها الإستراتيجية. وقد جاءت المبادرات الوطنية، وفي مقدمتها «مبادرة السعودية الخضراء»، لتؤكد الدور الريادي للمملكة إقليميًا ودوليًا في مواجهة التحديات البيئية، والالتزام العملي بتعزيز مفهوم الاستدامة. وقد انعكست هذه الرؤية المباركة على أرض الواقع بوضوح، حيث شهدت المملكة عودة التنوع البيئي والحياة الفطرية إلى موائلها الطبيعية، ومعالجة مظاهر التصحر، وتحسين جودة الهواء والمناخ. ولم يقتصر الاهتمام على البيئات البرية فحسب، بل امتد ليشمل السواحل والشواطئ والجزر البحرية، التي حظيت بجهود حثيثة لحمايتها من التلوث البحري والحفاظ على ثرواتها الطبيعية، لما تمثله من قيمة اقتصادية وبيئية وسياحية، ولأجل أن تبقى إرثًا متجددًا للأجيال القادمة. كما نشهد تطورا كبيرا لكفاءة وحضور رجال الأمن البيئي وحُماة الحياة الفطرية ورجال حماية البحار، ولهم جهودهم المتواصلة لحماية مقدرات الوطن وصون موارده الطبيعية، مقدمين نموذجًا يُحتذى به في العمل الميداني المنظّم والمتفاني. ولا يقل وعي المواطنين ومشاركتهم أهميةً في هذه المسيرة، إذ أسهموا بدورهم في دعم هذه الجهود الوطنية، ليؤكد الجميع أن حماية البيئة مسؤولية الجميع!!، تُعزز قيم الانتماء والولاء، وتدعم مسيرة التنمية المستديمة التي تنشدها المملكة. فيا وطن العز، لك المجد في ماضيك، والسؤدد في حاضرك، والمستقبل كله لك... ما دامت السماء تعانق رايتك.