نرحب بوزيرنا الجديد، وزير الصحة، ونتمنى له دوام التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة، خاصة أنه معروف بأنه وزير مميز، فشكراً له. كما نتمنى أن تكون هناك إنجازات إدارية وطبية مميزة، يقدمها في وزارة الصحة، كما فعل حينما كان وزيراً للتجارة. إن من الأهمية بمكان معالجة الأخطاء والملاحظات السابقة التي تحتاج إلى علاج ناجع وناجح، ومنها الأخطاء الطبية الفتاكة القاتلة، التي ذهب ضحيتها أناس أبرياء، وحتى الأطفال لم يسلموا منها! إذ نُفاجأ كل فترة بتشخيص خاطئ، أو علاج لا يتعلق بالمرض، أو أن الطبيب نسي شيئاً في بطن صاحبنا المسكين، أو أن التخدير الخاص بالعملية والعلاج أُعطي للمريض لكن بجرعة زائدة عن حاجته، فأصابه ما أصابه، أو حتى مات وانتقل إلى رحمة الله تعالى! وعلى الرغم من محاسبة ومعاقبة المخطئ إلا أن العقاب قد لا يصل إلى مستوى الخطأ الفادح والقاتل الذي قام به، كما أن الجهة الإدارية، أو القانونية في ذلك المستشفى، أو الشؤون الصحية، ووزارة الصحة الموقرة يجب أن تعطي هذا الأمر ما يستحقه من الاهتمام بمعاقبة المخطئ بما يوازي حجم الخطأ الحاصل حتى يتم إرضاء صاحب الحق، أو ولي أمره، لا أن يقدم له مبلغ من المال يكاد لا يذكر أمام ما تسبب فيه الطبيب المخطئ، ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى. يتحدث الإعلام، وإن كان بشكل مقتضب، وكذلك الناس حول هذه الأمور المؤلمة المحزنة، فكم قرأنا وسمعنا من قصص حول تلك الأخطاء الطبية المؤسفة والمفجعة، التي يندى لها الجبين، ويتفطر لها القلب ألماً لما أصاب إخواننا من جراء تلك الحوادث الطبية الخاطئة. لكن في المقابل يوجد أطباء مخلصون، ويخافون الله سبحانه ويراقبونه، ويهتمون كثيراً بعملهم لكيلا يتسببوا في أي خطأ طبي. في بلاد الغرب إذا حدثت مثل تلك الحوادث والأخطاء المهلكة، سواء أكانت صحية، أم طبية، أم غيرهما، فإن المسؤول الأول المباشر والمعني في تلك الجهة التي حدثت فيها الواقعة يقدم استقالته، أو يُقال، أو تتم محاسبته، فأين نحن من ذلك؟ من المهم أن يراقب الطبيب، وأي مسؤول، الله تعالى قبل أي شيء آخر، وقبل أن يتخوَّف من المحاسبة من المسؤول المباشر عنه، أو رئيس تلك الدائرة الحكومية، أو الوزارة التي ينتمي إليها، فمراقبة الله في العمل، وفي كل شيء، أساس نجاح أعمالنا، ونجاحنا في حياتنا كلها، إذا صدقنا الإخلاص والأمانة، وقد قال الله تبارك وتعالى: «إن خير مَن استأجرت القوي الأمين…». إن الطبيب مؤتمن على صحة الناس وأرواحهم، لذا عليه أن يراعي هذه الأمانة الملقاة على كاهله، التي عرضت على السماوات والأرض فأبين أن يحملنها، وأشفقنا منها وحملها الإنسان. إذا تحققت تلك الأمور المهمة، ومراقبة الله عز وجل، ووُجِدَت الأمانة بين الناس، فإن كل تلك الأخطاء سواء أكانت طبية، أم غيرها ستختفي بإذن الله تبارك وتعالى وبحوله وقوته. ندعو الله سبحانه أن تزول تلك الأخطاء بكل أنواعها من مجتمعنا المسلم الآمن حتى يرتاح الجميع، وتطمئن النفوس والقلوب.