تستلهم التشكيلية أحلام ناصر الحربي فكرة أعمالها من زخارف السدو الذي تعتبره من أهم الموروثات الشعبية التي تجسد وتعكس معالم تراثنا السعودي الأصيل الذي تكاد تطحنه عجلة التطور السريع وتضارب الحياة اليومية. وعن سر تعلقها بالسدو وأبعاده في معظم اعمالها الفنية تجيب أحلام قائلة: "السدو من أهم الحرف التقليدية التي كان يقوم بها الناس في المنازل قديماً بل كانت تعتبر المادة الأساسية التي تستخدم في المفروشات والوسائد والأغطية في المنازل قديماً كما كان المادة الأساسية التي تصنع منها بيوت الشعر والخيام في ذلك الوقت. لذا أحببت أن أعيد هذا التراث الأصيل ولو جزءًا بسيطاً منه من خلال أعمالي الفنية التي تركزت على ذات النهج الفني وضرورة الحفاظ على مسار وخطوط وهندسة هذا الفن". وتعرج أحلام بلمحة تاريخية موجزة عن السدو وأهميته قائلة: "حياكة الصوف وحرفة النسيج اليدوية فيما مضى كانت النساء هن من يصنع بيوت الشعر للسكن والسجاد للفراش والغطاء و(الخروج والمزاهب) للخيل والهجن". وتضيف: "تعتبر صناعة السدو من أعرق الصناعات التقليدية في شبه الجزيرة العربية التي مازالت صامدة أمام هجوم التطور وتصارع من أجل البقاء ومازال لها من يحميها ويعمل على أن تبقى دائماً في الطليعة رغم كل الظروف والمتغيرات, السدو تحفة من الماضي الجميل يصنع بخيوط من القطن والصوف ويتميز بأشكال هندسية وزخارف جمالية وصناعته يدوية بحتة تنفذ باستخدام آلة (النول) دون استخدام أي أدوات إلكترونية". هذا وتعكف أحلام حالياً على تصميم وإنتاج مجسمات صغيرة الحجم تساهم بشكل كبير في التعريف بالسدو وأصالته وتأمل من هيئة السياحة والآثار وجمعية المحافظة على التراث في دعمها وتطوير أفكارها للمحافظة على هذا الإرث الجميل من خلال إنتاج لوحات بتراكيب تحمل روح السدو وزخارفه البديعة.