سرقة أو فقدان جهاز الهاتف " النقال " أو جهاز (البلاك بيري) أو جهاز (الآيفون) من المؤكد أنها مشكلة تضع صاحب الجهاز في أزمة كبيرة .. ليست هذه الأزمة بسبب قيمة الجهاز فقط بل بسبب فقدان المعلومات أو الأسماء أو الصور الموجودة في ذلك الجهاز .. فالجهاز قد يتم تعويضه بجهاز آخر ولكن تبقشى المشكلة والحسرة في محتويات ذلك الجهاز خاصة إذا كانت معلومات أو وثائق شخصية أو أسرية أو عائلية لذلك يتضاعف الخوف لدى صاحب الجهاز المسروق أو المفقود من تسرب أو إساءة استخدام لتلك المحتويات من قبل مستخدم آخر !! ندرك اليوم أن جهاز الهاتف النقال أو جهاز (البلاك بيري) أو جهاز (الآيفون) أو حتى جهاز الكمبيوتر المحمول بالإضافة إلى كونها أجهزة اتصال أصبحت اليوم بمثابة حافظة أسرار شخصية متنقلة، والبعض أصبح يعتمد على هذه الأجهزة من خلال تحويلها إلى مستودع للأسرار وللوثائق وللمعلومات الشخصية والمالية والأسرية " وحتى العملية " سواء التي تخصه أو التي قد تخص آخرين بحكم الإمكانات الفنية التي تحتويها هذه الأجهزة والتي تسهل وتساعد على حفظ واسترجاع هذه المعلومات بسرعة مذهلة وبسهولة تامة وعلى مدار الساعة !! إن قضية سرقة أو فقدان مثل هذه الأجهزة أصبحت في السنوات الأخيرة ظاهرة في مجتمعنا وذلك بهدف إعادة بيعها مرة أخرى من قبل السارق، والاستفادة من مبالغها ما ساعد على انتشار محلات بيع وشراء الأجهزة المستعملة وهي محلات من المؤكد أنه لا يوجد لها مثيل في أي دولة أخرى سواء من حيث عددها أو من حيث عدد الأجهزة التي تباع في هذه المحلات أو من حيث عدد وجنسيات العاملين في هذه المحلات وفي هذه المواقع ... وانتشار مثل هذه المحلات وهذه الأكشاك ساعد وشجع كثيرا من الناس على إعادة تدوير وبيع مثل هذه الأجهزة ومنها الأجهزة المسروقة او المفقودة بكل سهولة ويسر خاصة من قبل فئة الشباب وبعض غير السعوديين ما شجع على نمو سوق أجهزة الاتصالات النقالة في ظل غياب التنظيم العملي والرقابي على هذه المحلات في عموم مدن المملكة حتى أصبحت أسواق الهواتف النقالة في المملكة أسواقاً تعمل حتى آخر الليل في مظهر لا نجد له مثيلا في أي بلد!! لكن من المؤكد أن كثيرا من أصحاب الأجهزة المسروقة أو المفقودة لم يدركوا أنه اليوم أصبح بإمكان صاحب أي جهاز هاتف نقال فقد أو سرق منه استعادة جهازه المسروق أو المفقود بصورة عاجلة وذلك من خلال جهود الجهات الأمنية التي حققت نجاحا جيد جداً وذلك بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ومع شركات الهاتف النقال في المملكة التي تساهم بدور كبير جدا في هذه المهمة .. وفي مدينة الرياض مثلاً نجحت إدارة البحث والتحريات بشرطة منطقة الرياض باقتدار كبير بعد توفيق من الله في الوصول إلى الكثير من الأجهزة المسروقة أو المفقودة وبسرعة تامة والقبض على حامليها بعد تتبع مواقع تنقلاتهم (عند استخدام الجهاز المسروق والمفقود) وذلك من خلال الرقم التسلسلي للجهاز ... هذا النجاح الأمني الذي تقدمه إدارة البحث والتحري بشرطة منطقة الرياض في هذا الشأن من المؤكد أنه مماثل لما في بقية شرط مناطق المملكة !! لذلك فاإن المسؤولية تبقى على صاحب الجهاز المفقود أو المسروق .. وعلى كل من يتعرض جهازه النقال إلى السرقة أو الضياع عليه أن يتبع الخطوات اللازمة لاستعادة جهازه والتي من أهمها معرفة رقم الجهاز وهو رقم مكون من عدة أرقام لا تقل عن (15) رقما موجودة على الجهاز نفسه وعلى علبة الجهاز أو يمكن الحصول عليه من خلال الاتصال من نفس الجهاز على (( #06#* )) وعليه أن يحتفظ بهذا الرقم جيداً بعيداً عن الجهاز .. وعند الفقدان أو السرقة عليه أن يتقدم فوراً ببلاغ عاجل إلى أقرب قسم شرطة ... أو التقدم إلى إدارة البحث والتحري بشرطة منطقة الرياض والتي أصبحت تعمل بصورة مختلفة وبرؤية أمنية جديدة من خلال كفاءات أمنية متميزة جدا عمليا وأمنيا وسيجد المبلّغ لديها كل اهتمام وحسن تعامل وستتخذ هذه الجهات الرسمية الإجراء الفوري لتتبع الجهاز من خلال هذه الرقم بالتعاون والتنسيق المستمر والجيد مع جهات الاتصالات المعنية في المملكة التي تساهم بدور كبير في هذه المهمة !! إن جهل كثير من الناس وإهمالهم وتكاسلهم وعدم حرصهم على توثيق عملية الشراء والبيع في هذه الأجهزة من خلال طلب فاتورة الشراء من البائع والاحتفاظ بها وإهمالهم في الاحتفاظ برقم الجهاز بعيداً عن الجهاز للاستعانة به عند سرقة الجهاز أو فقده وعدم علمهم بجهود الشرطة في هذه المهمة ساعد على انتشار ظاهرة سرقة هذه الهواتف وبيعها بكل سهولة !! إضافة إلى ذلك فإن على المواطن والمقيم مسؤولية كبيرة وذلك من خلال عدم شراء أي جهاز جديد أو مستخدم إلا من خلال فاتورة رسمية من جهة بيع معتمدة وهذا أمر مهم احترازاً لأي تهمة في شراء او حمل جهاز مسروق ومبلغ عنه .. ومن هنا فإن اهتمام المواطن والمقيم بهذا الجانب سيساعد كثيراً في القضاء على سرقة الأجهزة كلياً وسيساهم في تنظيم عملية بيع وشراء هذه الأجهزة المستخدمة بصورة نظامية !!
