.. كنت في طهران منذ شهور وفي احدى الأمسيات سُئلت أسني أم شيعي؟ وأجبت انني مسلم أحب سيدنا علي وسيدنا الحسن والحسين، وسيدتنا وأمنا فاطمة الزهراء، وأحب سيدنا الإمام علي بن الحسين زين العابدين، والإمام محمد الباقر والإمام موسى الكاظم، والإمام جعفر الصادق، وعددت آل البيت الأطهار وترضيت عليهم؛ وعند ذلك صفق الحضور وقالوا: أنت شيعي المذهب قلت تريثوا حتى تعلموا ماذا أكون. قالوا وماذا لديك بعد؟ قلت: بمثل حبي لآل البيت أحب سيدي وسيدكم أبوبكر وعمر، وأمي وأمكم سيدتنا عائشة رضي الله عنها وعند ذلك؛ قالوا: وماذا تقول فيمن قتل الحسين؟ قلت: عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وعند ذلك قلبوا رؤوسهم وتعجبوا كيف يكون ذلك. وبعد تلك الأمسية التقيت بأحد أعضاء البرلمان الإيراني وسألني نفس السؤال فأجبته بالجواب ذاته. وعند ذلك قال: «اسألك بالله هل علماؤكم يقولون بهذا الرأي الذي تقوله؟» قلت له: إن شيخ علمائنا ابن تيمية يقول: من قتل الحسين وأعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرفاً ولا عدلاً. ويقول: محبة آل البيت فرض وواجب يؤجر عليه ومن أبغضهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وأخبرته أن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - قد سمى أبناءه بالحسن والحسين وابنته بفاطمة وأن أول رئيس لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رحمه الله - سمى ولديه بالحسن والحسين. ووجم الرجل وتحير وهذا مثقف غابت عنه تلك الحقيقة فكيف بالعوام، ومحدودي الثقافة والعلم؛ أليس في سماعهم إيضاح للحق وصد للباطل! لقد أثار دهشتي ان أولئك العوام وذاك البرلماني قد ضللتهم الأهواء وانحجبت عنهم الحقيقة، وتبين أن الآلة الإعلامية أشد فتكاً بالعقول من الآلة العسكرية، فكيف استطاعت وسائل إعلام الفتنة أن تسيطر على عقول الجماهير وتملأ أدمغتهم بأساطير لا وجود لها إلا في رأس الشيطان، وكيف أن إعلامنا المعتدل لم يصل بعد للكفاءة التي تجعله يقف أمام هذه الهجمات الشرسة التي تسعى لتشويه منهج المملكة الفكري ومسارها الحضاري وعلمائها الأجلاء. إن على إعلامنا أن يتحرك باللغة الفارسية وبكل اللغات وأن يندب علماء المملكة ومفكريها فهم كثر ولله الحمد لايضاح الحقيقة وبيان منهج المملكة المعتدل ومسارها الأصيل.