ما عجبك (الصبر) يا صاحبي ؟! هل وجدت الوصفة " خيال وكلام في الحب يا دوب ينقال " ففررت من الميدان يا حميدان ، راضياً من الغنيمة بالإياب ، بلا مخدّة ولا لحاف ولا فرشة ولا هلّيلة ؟! هل جرّبت أن تدور حول نفسك ؟ إن أقسى ما يمكن أن يمر به الإنسان هو الغرق في دائرة الحيرة ، ولا حرية لمن فقد الاختيار .! افعلها مرّة واحدة .. واكسر هذا النمط الآسر المسيطر .. واخرج من هذا (الدوّار) ، لأن أفضلية السير (داخله) للسيارات فقط .! ومهما يقولون مهما صار مهما تم ، عليك بالجادّة (ولو طالت) يا صاحبي ، واعلم أن صاحِب العِشق لو ذاب ما باحِ سره ولا تاب ، يصبُر .. والصَّبُر مِفتاح الباب .! إمّا إن كنت قد قررت (الاستسلام) فقد رضيت بالهزيمة بلا غنيمة ولا يحزنون .! أنت من سيحزن وحدك .. بلا طيور ملونة .. ولا سحابة حنيّنة .. ولا شجر أخضر ولا أحمر.. وستظل يا صاحبي في عالم رمادي ، لونه ما هو عادي . أمّا الأزهار فستفوح ، وتبوح بحديث الروح .. وستخفق أغصان الأشجار .. وتغرّد الأطيار .. وترفرف الأمنيات محلقة فوق هام السحب ، تردد مع أبي نورة : من بعد غيبه يا ناس حبيبي جيْ خلاص وأنا أبغَى أبغى أطير .. وأسابق العصافير وابني لي عش هنا بالورد والحنة ... * * * آخر سطر من دفتر الشعر : ختم الصبرُ بُعدنا بالتلاقي وشفا الصدرَ أن ودَّكَ باقي