كشف رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة إسماعيل هنية عن اتصالات جرت خلال الأيام الماضية بين حركتي "حماس" و"فتح" من أجل ترتيب زيارة وفد قيادي من اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى قطاع غزة قريباً. وقال هنية خلال حفل تكريم أقامته الحكومة للمؤسسات الإعلامية ومن بينها "الرياض" مساء الخميس الماضي "إن الاتصالات مستمرة للتباحث في موضوع المصالحة والمخارج بشأن الملاحظات التي قدمتها حركة "حماس" حول الورقة المصرية"، وأضاف "نعمل على إتمام هذه الزيارة وإنجاحها وتهيئة الظروف لإمكانية إحداث اختراق داخلي بشأن المصالحة الوطنية". وأوضح أنه عقدت لقاءات متكررة على المستوى الداخلي ولم تتوقف في غزة من أجل مناقشة سبل تحقيق المصالحة والخروج من إشكاليات التوقيع على الورقة المصرية. وتقدم هنية بمبادرة من ثلاث نقاط، أولها إعادة تشغيل معبر رفح من خلال إطار فلسطيني وبطاقم فلسطيني مشترك يجمع الضفة وغزة. وتمثلت النقطة الثانية بدعوته إلى تخفيف التوتر الإعلامي، مطالباً وسائل الإعلام بالمساعدة في هذا الأمر ونشر ثقافة التسامح والوفاق الوطني من خلال ما يقدمونه من تقارير وأخبار ومعلومات وغيرها. وأشار إلى ضرورة الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، مؤكداً في الوقت نفسه على خلو القطاع من أي معتقلين على خلفية سياسية. من جهة ثانية، أوضح أن هناك حراكاً عربياً من أكثر من دولة على خط المصالحة، منوهاً إلى أن طرحاً لوضع ملاحظات "حماس" على الورقة المصرية كملحق ملزم تعاطت معه الحركة في القمة العربية الأخيرة، متهماً أطرافاً أخرى بالتراجع عن ذلك الأمر بعد القمة. وقال:"لا نطالب بزيادة أو حذف في الورقة المصرية بل نطالب بتطبيق ما تم الاتفاق عليه"، مشيراً إلى الفيتو الأميركي هو الذي عطل المصالحة ومشدداً على أن الصراع الداخلي لا يخدم الشعب الفلسطيني بل يصب في مصلحة الاحتلال. وأضاف "نريد مصالحة وطنية حقيقية لها ديمومة وضمان ألا تتكرر التجارب السابقة، وألا تكون المصالحة تكتيكاً يستغله البعض لضرب الشراكة وطريقاً لإخراج حماس من النظام السياسي". وبالنسبة للانتخابات، شدد هنية على أن إجراء انتخابات في الضفة دون غزة يعد جريمة سياسية وتكريساً للانقسام واستمراراً لحالة الصدام السياسي. وجدد التأكيد على رفضه إجراء انتخابات بلا توافق في الضفة دون غزة والعكس، مشيراً بذلك إلى الانتخابات المحلية المقرر إجراءها في شهر تموز/ يوليو القادم في الضفة فقط. وعلى صعيد العلاقة مع مصر، قال هنية "لسنا من الذين يفكرون بالمساس بمصر وهيبتها ولا نقبل الإضرار بأمنها، ونحن ملتزمون علاقات إستراتيجية معها جغرافياً ودينياً وتاريخياً". وأضاف "في الوقت نفسه وبصراحة، فإننا حالياً لسنا مرتاحين لطبيعة العلاقات لأسباب متصلة بالحصار والمعابر والوضع الراهن وآخر ذلك الشهداء الذين سقطوا في النفق بعد ضخ الغاز، وهذا بالنسبة لنا شئ وحماية العلاقات شئ آخر". وطالب مصر بالعمل على إنهاء الحصار وكسر القرار باستمراره وفتح صفحة في العلاقات بين الجانبين، داعياً إلى إقامة سوق حرة وفتح المعابر وبناء روابط قوية اقتصادياً وسياسياً.