اليامي: مسار استراتيجي جديد لتعزيز الحوكمة والشراكات وتمكين الشباب في دول منظمة التعاون الإسلامي عقدت الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي دورتها العادية السادسة والعشرين اليوم الاحد في جدة، وأشار الدكتور هادي بن علي اليامي المدير التنفيذي للهيئة أن هذه الدورة تشكل إضافة نوعية لمسيرة تعزيز حقوق الإنسان في دول منظمة التعاون الإسلامي، وترسيخًا لنهج الشراكة والعمل المؤسسي المشترك، وفي مستهل كلمته الافتتاحية عبر عن خالص الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، ممثلةً في مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما توليه المملكة من دعم كريم ومتواصل للهيئة واستضافتها، بما يعكس التزامًا راسخًا بدعم منظومة حقوق الإنسان والعمل الإسلامي المشترك. وأكد الدكتور اليامي أن الهيئة خلال الفترة الماضية واصلت أداء ولايتها في التفاعل مع القضايا الحقوقية الملحّة، وعقدت دورة طارئة لمعالجة تداعيات إنسانية جسيمة، تأكيدًا على جاهزيتها ومسؤوليتها، كما عززت الهيئة شراكاتها المؤسسية، من خلال توقيع مذكرتي تفاهم مع المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي وصندوق التضامن الإسلامي، دعمًا للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، وفي مقدمتها الحق في الغذاء والتنمية المستدامة. وفي إطار التطوير المؤسسي، قال المدير التنفيذي للهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان بمنظمة التعاون الإسلامي أنها بدأت في الإعداد لوضع خطة استراتيجية للمرحلة المقبلة كخارطة طريق تمكنها من تحقيق رسالتها وأهدافها وتلبية الطموحات والتطلعات ، وترتكز على وضوح الولاية، وتعزيز الحوكمة، وتطوير آليات العمل، والانفتاح المتوازي على جميع الدول الأعضاء، والأخذ بالمقارنات المرجعية مع المؤسسات المشابهة ، إلى جانب توسيع الشراكات مع المؤسسات الوطنية والمجتمع المدني، وتعزيز الأثر العملي لبرامج وتوصيات الهيئة. وأشار اليامي إلى أن الهيئة تعمل على تعزيز قدراتها البشرية من خلال دعمها بالكوادر المتخصصة في مجال حقوق الإنسان، وبالتوازي مع ذلك، التنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي لتطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني، ودعم مسار التحول الرقمي، بما يرفع كفاءة الأداء ويعزز التواصل مع الدول الأعضاء. وشهدت الفترة الماضية تعزيز التعاون مع اتحاد وكالات الأنباء عبر تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة، بما يشمل دعم التغطية الإعلامية المهنية، وتبادل المحتوى والخبرات، وتعزيز قنوات التواصل مع الدول الأعضاء، وإبراز القضايا الحقوقية ذات الأولوية، وأعرب اليامي في هذا السياق عن شكره وتقديره للاتحاد على تعاونه ودعمه لجهود الهيئة، وأضاف بقوله:،وفيما يتعلق بموضوع هذه الدورة، أود الإشارة إلى أربعة محاور رئيسة تستحق اهتمامنا المشترك وهي التكنولوجيا والشمول، الحوكمة ومشاركة الشباب، تنمية المهارات، وأطر الحماية المعيارية، بما يتسق مع المعايير الإقليمية والدولية لحقوق الإنسان. واعرب اليامي عن بالغ امتنانه لجميع الدول الأعضاء لما لمسه من التزام واضح بدعم جهود الهيئة، وأخص بالشكر جمهورية تركيا وجمهورية أذربيجان على ما قدمتاه من دعم طوعي كريم سيكون له، بإذن الله، أثر مباشر في تمكين الهيئة من الاضطلاع بمهامها المتزايدة وتوسيع دائرة المشاركة والتعاون، ورحب الدكتور اليامي بالسيد نيازي أكار، نائب وزير خارجية الجمهورية التركية، مؤكداً أن حضوره يجسد عمق التزام الجمهورية التركية بدعم أعمال الهيئة، وأعبر عن الشكر إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وإلى جميع الدول الأعضاء والدول المراقبة، على دعمهم المتواصل للهيئة، وحرصهم على تمكينها من أداء مهامها باستقلالية وموضوعية، متمنياً لأعمال هذه الدورة التوفيق والنجاح، وأن تسهم مداولاتها في تعزيز الشراكات، والارتقاء بأداء الهيئة، وخدمة تطلعات شعوب دول منظمة التعاون الإسلامي، وأشاد الدكتور اليامي بالجهود المخلصة للدكتور حاجي علي أجيكجول، رئيس الهيئة، خلال فترة رئاسته، وما أسهم به في تطوير مسار عملها، معلنا تولي الدكتور سعيدو دوجون غويدا رئاسة الهيئة لعام 2026، متطلعين إلى العمل معه لتعزيز ولاية الهيئة، كما رحب بالأعضاء الجدد، متطلعاً إسهامهم بخبراتهم في دعم مسيرة حقوق الإنسان في عالمنا الإسلامي. إلى ذلك، يشارك في المناقشات التي بدأت اليوم الأحد خبراء دوليون من الأممالمتحدة وغيرها من الكيانات ذات الصلة والمؤسسات المتخصصة في منظمة التعاون الإسلامي إلى جانب ممثلين عن الدول الأعضاء والدول التي تحمل صفة مراقب ومؤسساتها الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، وتأتي هذه الدورة لتكون منصة حيوية للدول الأعضاء والخبراء الدوليين والجهات المعنية لدراسة أبعاد حقوق الإنسان في تنمية الشباب، ومواجهة التحديات، وتحديد إجراءات فاعلة لتمكين الشباب كأبرز العناصر لتحقيق التغيير الإيجابي والابتكار والتنمية المستدامة في جميع دول المنظمة، وسيتم خلال اليوم الثاني عقد حوار رفيع المستوى لإشراك الشباب في الجهود الإنسانية وبناء السلام والتنمية في مرحلة ما بعد النزاع. وتشهد أعمال الهيئة أيضًا حوارًا رفيع المستوى لتسليط الضوء على الدور الأساسي للشباب في إعادة بناء المجتمعات المتضررة من الحروب والاحتلال والأزمات الإنسانية، لتعزيز مشاركة الشباب في جهود الإغاثة وعمليات المصالحة والتخطيط الإستراتيجي للتنمية المستدامة، والإسهام في السلام على مستوى الأسر والمجتمعات. وتشمل أعمال الدورة خبراء ومؤسسات إقليمية ودولية، منها الأممالمتحدة، والأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ومركز أنقرة، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، ومنظمة التعاون الرقمي، ومنتدى شباب التعاون الإسلامي، والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، واتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي، وهيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، واللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في دولة قطر، والوكالات الإنسانية في الدول الأعضاء، ومنتدى شباب التعاون الإسلامي، ومنظمة تنمية المرأة، والمنظمة الإسلامية للأمن الغذائي، وصندوق التضامن الإسلامي، والتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب. وستعقد الهيئة أيضًا اجتماعات مغلقة لمجموعات العمل المختلفة التابعة لها غدا الاثنين وحتى الخميس المقبل لإجراء مناقشة مفصلة حول جميع القضايا المدرجة على جدول أعمالها، ومنها الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الدول الأعضاء، وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، وجامو وكشمير المحتلة من قبل الهند، وستعتمد الهيئة من مخرجات الدورة ليوميها الأول والثاني وثيقة ختامية شاملة في شكل إعلان؛ لتكون بمثابة وثيقة مرجعية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي والشركاء الدوليين لتوجيه سياساتهم بشأن تمكين الشباب. وعقدت هيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي دورتها العادية السادسة والعشرين، بحضور الدول الأعضاء في المنظمة والدول التي تحمل صفة مراقب ومؤسساتها الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، وخبراء من المنظمات الدولية والإقليمية ذات الصلة، إلى جانب كبار موظفي الأمانة العامة للمنظمة وممثلين عن وسائل الإعلام.