وزارة النقل: 70 % من مركبات غزة دُمّرت ولا نستطيع التعامل مع إزالتها صعّد طيران الاحتلال الحربي، صباح أمس، من عملياته العسكرية في جنوب قطاع غزة، عبر تنفيذ سلسلة من الغارات المكثفة التي طالت مناطق واسعة في مدينتي رفح وخان يونس. وأفادت مصادر محلية، بأن الطائرات الحربية استهدفت بغارات متتالية وعنيفة الأحياء الغربية لمدينة رفح، ما خلّف دمارًا كبيرًا في المكان، بينما دوّت أصوات انفجارات هائلة هزّت المدينة وأثارت حالة من الخوف والهلع بين السكان. وفي وقت متزامن، وسّع جيش الاحتلال من نطاق قصفه الجوي في الجنوب، حيث نفذت الطائرات غارة إضافية على المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين. وتأتي هذه الهجمات في إطار تصعيد إسرائيلي متواصل على قطاع غزة، وسط تدهور متزايد في الأوضاع الإنسانية وتعاظم المخاوف على حياة السكان. كما شنت طائرات الاحتلال غارة أخرى شرقي مخيم المغازي وسط غزة، فيما أطلقت آليات عسكرية النار بكثافة شمال مدينة رفح، في مؤشرات على توسع رقعة الهجمات وتدهور الأوضاع الميدانية. وأفادت مصادر طبية في مستشفيات القطاع باستشهاد سبعة فلسطينيين خلال ال 24 ساعة الماضية، خمسة منهم في مدينتي جباليا وبيت لاهيا شمالي غزة خارج نطاق انتشار القوات الإسرائيلية. وردا على هذه التطورات، دعت حماس الوسطاء إلى التحرك بشكل جاد وعملي لوقف الخروقات الإسرائيلية. وفي المقابل، طالبت كل من قطر ومصر، اللتان شاركتا في الوساطة إلى جانب الولاياتالمتحدة، بانسحاب القوات الإسرائيلية ونشر قوة استقرار دولية لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل. وأفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تمارس ضغوطا كبيرة للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق قريبا، في محاولة لضمان تثبيت الهدنة واستقرار الأوضاع في غزة. شهيدان في الخليل استشهد شابان برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، في مدينة الخليل جنوبالضفة الغربية، أحدهما عامل نظافة، وبينما أعلنت بلدية الخليل وحركة فتح الإضراب الشامل تنديدا بجريمة الاحتلال، واصلت قوات الاحتلال عمليات اقتحام واعتقال ومداهمات منازل المواطنين في مناطق متفرقة بالضفة الغربيةالمحتلة. وكانت أطلقت قوات الاحتلال الرصاص على مركبة بمنطقة باب الزاوية في الخليل، مما أدى لاستشهاد شابين، بزعم محاولتهما تنفيذ عملية دهس. ولاحقا، اعترف جيش الاحتلال بأن أحد الشهيدين قُتل عن طريق الخطأ ولم يكن بداخل المركبة. وتسلم الهلال الأحمر من قوات الاحتلال، شهيدا واحدا، وهو عامل نظافة، فيما أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة باستشهاد فتى برصاص جيش الاحتلال وقد تم احتجاز جثمانه. في غضون ذلك، نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس، حملة مداهمات واعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، شملت اقتحام العديد من المنازل وتفتيشها، مع تنكيل بالسكان وتحطيم محتويات بعض المنازل. وفي سياق متصل، هاجم مستوطنون عائلة فلسطينية في منطقة الخلايل بقرية المغير شمال شرق رام الله، وأصابوا عددًا من أفرادها ومتطوعة أجنبية، وأحضروا غرفا لتوسيع بؤرة استيطانية شرق المدينة، مهددين العائلة بالحرق ومنحهم مهلة يومين لمغادرة المكان. فيما أحضر مستوطنون غرفا جديدة لتوسعة بؤرة "رمات مجرون" على أراضي بلدتي برقا ودير دبوان شرق رام الله. اقتحام الأقصى اقتحم مستوطنون، صباح أمس، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى، ونظموا جولات استفزازية في باحاته. وأوضحت أن المستوطنين تلقوا خلال الاقتحام، شروحات عن "الهيكل" المزعوم، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد. وتفرض قوات الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين والمقدسيين للمسجد، وتحتجز هوياتهم عند بواباته الخارجية. وتتواصل الدعوات المقدسية الواسعة لأهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل للحشد والنفير نحو المسجد الأقصى، والرباط في باحاته، من أجل التصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه. ويشهد المسجد الأقصى اعتداءات واقتحامات متواصلة من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، في محاولة لتغيير الواقع القائم فيه، وفرض وقائع تهويدية عليه. إسرائيليون يتظاهرون تظاهر مئات الإسرائيليين، الليلة الماضية، في ميدان هبيما وسط تل أبيب، في مظاهرة احتجاجية رافضة لأي تحرك قد يؤدي إلى إعفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من تهم الفساد التي تلاحقه منذ سنوات. ورفع المشاركون شعارات تطالب ب"محاكمة نتنياهو" و"استعادة القانون"، متهمين الحكومة بمحاولة الالتفاف على المسار القضائي لحماية رئيسها. وتأتي الاحتجاجات في سياق تصاعد الضغط الشعبي داخل "إسرائيل"، بالتوازي مع حملة ضغط خارجية تقودها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي كثّف اتصالاته بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ خلال الأسابيع الأخيرة لدفعه نحو منح عفو كامل لنتنياهو. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن ترمب وجّه سلسلة رسائل مباشرة لهرتسوغ، شملت خطابًا أمام الكنيست وتصريحات إعلامية، وصولًا إلى رسالة رسمية تحثّ على إغلاق ملفات الفساد. ويأتي الضغط الأميركي في أعقاب طلب نتنياهو نفسه من هرتسوغ منحه عفوًا رئاسيًا من دون اعتراف بالذنب ومن دون اعتزال الحياة السياسية، وهو ما لا يتيحه القانون الإسرائيلي أصلًا. وأشارت القناة 12 أيضًا إلى أن هرتسوغ يدرس مسارًا عمليًا للتعامل مع طلب العفو، من بينها سيناريو يربط العفو بتشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداث 7 أكتوبر 2023، وهو مطلب تدفع به المعارضة الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة، وترفضه حكومة نتنياهو لما قد يكشفه من مسؤوليات وفشل. وكانت حكومة نتنياهو قد أقرت في نوفمبر الماضي تشكيل لجنة غير رسمية ومحدودة الصلاحيات، في خطوة وصفتها المعارضة بأنها "هروب من الحقيقة" ومحاولة لمنع المساءلة. في المقابل، حذّرت شخصيات قضائية بارزة، بينها الرئيسة السابقة للمحكمة العليا إستير حايوت، من أن استخدام العفو لإغلاق ملفات نتنياهو يشكل "ضربة خطيرة لأسس النظام الديمقراطي"، معتبرة أن تدخل ترامب وحلفاء اليمين يشكل ضغطًا غير مسبوق على المؤسسات القضائية. ويظهر هذا الانقسام أيضًا في استطلاع للرأي أُجري مؤخرًا، حيث أيد 38 % منح نتنياهو العفو دون مقابل، مقابل 27 % يؤيدون العفو بشرط اعترافه بالذنب واعتزاله العمل السياسي. فيما رفض 21 % الفكرة تمامًا. % 70 من مركبات غزة أكدت وزارة النقل والمواصلات في قطاع غزة أن 70 % من مركبات غزة دُمّرت كليًا أو جزئيًا؛ وهو عدد يفوق قدرة الوزارة على إزالتها حاليًا. وبين المتحدث باسم وزارة النقل والمواصلات أنيس عرفات، أمس، أن الوزارة أطلقت روابط إلكترونية لتسجيل المركبات المتضررة وأسماء أصحابها خلال أسبوع، لضمان حق المواطن في التعويض وتثبيت أضرار مركبته. وأشار إلى أن حملة إزالة المركبات المستهدفة ستُنفذ فقط في مدينة غزة، كون شوارعها أقل تضررًا مقارنة بباقي المحافظات لا سيما خانيونس، جنوب القطاع، التي دُمّر أكثر من 90% من شوارعها. وأفاد عرفات، أن الأولوية للوزارة إفراغ الشوارع الرئيسية في غزة من المركبات المدمّرة كونها تُعيق فتح الطرق والمحالّ وعودة الحياة إلى طبيعتها. وأكد أن إزالة المركبات من باقي المحافظات لن يتم في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن الوزارة شكّلت لجانًا خاصة لحصر الأضرار تبدأ بالمركبات الحكومية ثم مركبات المواطنين. وارتكبت دولة الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 239 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة. طريق المنطار أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، الطريق الرئيس المؤدي إلى تجمع المنطار في برية السواحرة جنوب شرقي القدسالمحتلة. وأفادت منظمة البيدر الحقوقية بأن سلطات الاحتلال قررت تمديد إغلاق الطريق الرئيس المؤدي إلى تجمع بدوي المنطار في برية السواحرة حتى يوليو المقبل، ما يعني استمرار العزل المفروض على المنطقة منذ أكثر من عام ونصف. وأوضحت أن الطريق مغلق منذ أكتوبر 2023، الأمر الذي فاقم معاناة نحو 50 عائلة تقيم في التجمع. وأضافت أن الإغلاق المستمر أدى إلى إعاقة الحركة اليومية للسكان، ومنع مركبات الإسعاف والخدمات من الوصول بسهولة، إضافة إلى تعقيد وصول الطلبة إلى مدارسهم وتقييد قدرة الأهالي على تأمين احتياجاتهم الأساسية. وأكدت أن تمديد الإغلاق يفاقم الشلل الذي يعيشه السكان، ويزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية على التجمع. وطالبت المنظمة بضرورة تدخل الجهات الحقوقية والإنسانية للضغط من أجل إعادة فتح الطريق وتمكين الأهالي من العيش بظروف أكثر استقرارًا. اعتداءات استيطانية أصيب عدد من الفلسطينيين، بينهم مسنة وحفيدها ومتضامنتان أجنبيتان، امس، جراء اعتداء مجموعة من المستوطنين عليهم في قرية المغير شرق رام الله. وهاجم المستوطنون عائلة رزق أبو نعيم، واعتدوا على زوجته بالضرب ما أدى إلى كسر يدها، كما أصيب حفيده رزق بعد ضربه على رأسه. كما تعرضت متضامنتان أجنبيتان للاعتداء بالعصي والحجارة خلال وجودهما في أراضي القرية، ونقل جميع المصابين إلى المستشفى حيث وصفت حالتهم بين المتوسطة والطفيفة. وفي القدسالمحتلة، واصل المستوطنون اعتداءاتهم عبر رعي الأبقار والمواشي في أراضي بلدة مخماس شمال شرق المدينة. وشوهد عدد من المستوطنين في منطقة "الدوير"، حيث أطلقوا ماشيتهم في حقول الزيتون، كما حاولوا سابقا الاعتداء على مساكن الفلسطينيين قبل أن يتصدى لهم الشبان ويفشلوا محاولتهم. كما نصب مستوطنون عددا من البيوت المتنقلة بين بلدتي برقا ودير دبوان شرق رام الله، في خطوة تهدف إلى توسيع مستوطنة "رمات مجرون" المقامة على أراضي الفلسطينيين. وفي محافظة نابلس، شرعت جرافات الاحتلال صباح امس، بتجريف مساحات واسعة من أراضي بلدة قريوت في الجهة الغربية، واقتلعت عشرات أشجار الزيتون، رغم أن المنطقة مصنفة (ب) وتقع بالقرب من منازل الفلسطينيين. وتأتي هذه الاعتداءات في سياق تصاعد غير مسبوق للعنف الاستيطاني، إذ سجل تقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لشهر تشرين الثاني الماضي نحو 2144 اعتداء نفذها جيش الاحتلال والمستوطنون، في استمرار لسياسة الاستهداف الممنهج للأرض والإنسان الفلسطيني. مستقبل غزة كشفت قناة كان العبرية الليلة الماضية، أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، عقد قبل نحو أسبوع اجتماعاً سرّياً مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في إطار تحركات متصلة بترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة. وامتنع مكتب نتنياهو، عن التعليق على فحوى اللقاء، وفق القناة. ونقلت القناة العبرية عن مصادر مطلعة على التفاصيل، إنّ "نتنياهو عقد قبل نحو أسبوع اجتماعاً سرّياً مع بلير، في إطار تحركات متصلة بترتيبات اليوم التالي في غزة". وبحسب هيئة البث العامة الإسرائيلية "كان 11"، فإن المحادثات بين نتنياهو وبلير تمحورت حول مستقبل غزة بعد انتهاء الحرب، والجهة التي ستتولى حكم وإدارة القطاع. وعقد بلير محادثاته مع نتنياهو خلال زيارة قام بها للمنطقة، وشملت أيضا محادثات أجراها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله. وبحسب مصادر مطلعة على المحادثات، فإن بلير طرح أمام نتنياهو ودول عربية فكرة تولي السلطة الفلسطينية إدارة مناطق محددة في القطاع ضمن مرحلة تجريبية. وأشارت إلى أنه في حال تكللت المرحلة التجريبية بنجاح، فإن السلطة الفلسطينية ستنتقل إلى إدارة هذه المناطق بشكل ثابت، وذلك منوط بالقيام بإصلاحات وانتخابات وتحديدا في قطاع غزة. ومن المزمع أن يزور توني بلير وهو نائب رئيس ما يعرف ب"مجلس السلام" لقطاع غزة، الشرق الأوسط مجددا خلال الأسبوع المقبل. ومن جانبها، لم ترفض إسرائيل طرح بلير بشكل قاطع، بما في ذلك خلال المحادثات معه، وقد عقدت أجهزة الأمن جلسات بهذا الخصوص. يأتي ذلك فيما تتواصل المباحثات بعيدا عن الأضواء بشأن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ولكن من دون إحراز تقدم يذكر. وتنص خطة ترمب على تثبيت وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية وتنصيب إدارة جديدة لغزة وإعادة إعمار القطاع المدمّر جراء الحرب. ومن جانبها، تطالب الحكومة الإسرائيلية باستعادة جثة آخر أسير كشرط للبدء بمفاوضات غير مباشرة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تتوسط فيه مصر والولاياتالمتحدةوقطر وتركيا. وفي نوفمبر 2025، تبنّى مجلس الأمن القرار 2803 الداعم لخطة ترمب التي تنصّ على تشكيل "سلطة انتقالية" دولية لغزة تُعرف باسم "مجلس السلام" يشرف عليه الرئيس الأميركي. وتلحظ الخطة إنشاء "قوة استقرار دولية" ستعمل على "النزع الدائم للأسلحة من المجموعة المسلحة غير الرسمية" بما فيها حماس التي ترفض إلقاء السلاح، ولكن من دون تحديد موعد نهائي لذلك. وتثير جميع هذه القضايا جدلا واسعا في إسرائيل وبين الفلسطينيين، خصوصا بشأن كيفية تنفيذها على أرض الواقع. تصاعد اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية رفض شعبي لإعفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي من تهم الفساد