انخفضت أسعار الذهب يوم الخميس مع قيام المستثمرين بجني الأرباح وتوخّيهم الحذر قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الأسبوع المقبل، في انتظار بيانات تُعطي مؤشرات أوضح حول توقعات البنك المركزي بشأن أسعار الفائدة. انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 4,179.71 دولارًا للأوقية، اعتبارًا من الساعة 06:17 بتوقيت غرينتش. وانخفضت عقود الذهب الأمريكية الآجلة تسليم ديسمبر بنسبة 0.5% لتصل إلى 4,210.20 دولارًا للأوقية. وقالت سوني كوماري، خبيرة استراتيجيات السلع في بنك إيه ان زد: "مع توخي المستثمرين الحذر قبيل اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، يتوقع السوق إلى حد كبير أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وما يحتاجه السوق الآن هو محفز جديد لارتفاع أسعار الذهب". وأشارت كوماري، إلى استمرار جني الأرباح، وقالت إن أي انخفاض نحو 4,000 دولار من المرجح أن يجذب مشترين جدد، نظرًا للدعم الأساسي القوي للذهب. تشير الأسواق الآن إلى احتمال بنسبة 89% لخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل، وفقًا لأداة فيد واتش التابعة لبورصة شيكاغو التجارية، بينما تتوقع شركات الوساطة الكبرى أيضًا تخفيفًا في أسعار الفائدة في اجتماع 9-10 ديسمبر. يميل انخفاض أسعار الفائدة إلى تفضيل الأصول غير المُدرة للعائد مثل الذهب. ينصب التركيز الآن على بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأمريكية في وقت لاحق من اليوم، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، وهو مؤشر التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والمقرر صدوره يوم الجمعة. في الوقت نفسه، انخفضت أسعار المعادن الثمينة والصناعية الأخرى يوم الخميس، حيث قام المستثمرون بتسوية مراكزهم قبل قرار الاحتياطي الفيدرالي. انخفض سعر الفضة بنسبة 2.1% ليصل إلى 57.22 دولارًا أمريكيًا بعد أن لامس أعلى مستوى قياسي له عند 58.98 دولارًا أمريكيًا يوم الأربعاء. ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 101% حتى الآن هذا العام، نتيجةً للمخاوف بشأن سيولة السوق بعد تدفقات خارجية نحو الأسهم الأمريكية، وإدراجها في قائمة المعادن الأساسية الأمريكية، ونقص هيكلي في المعروض. وقال أجاي كيديا، مدير شركة كيديا للسلع، ومقرها مومباي: "منذ منتصف نوفمبر، تراجعت مخزونات الفضة في شنغهاي إلى أدنى مستوياتها، حيث تراوحت بين 531 و700 طن، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2015، مع زيادة الصادرات الصينية بشكل رئيسي". كما تراجع البلاتين بنسبة 0.9% ليصل إلى 1,640.30 دولارًا أمريكيًا، بينما انخفض البلاديوم بنسبة 1.4% ليصل إلى 1,439.91 دولارًا أمريكيًا في المعادن الصناعية، انخفضت العقود الآجلة للنحاس القياسي في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.2% لتصل إلى 11,455,260 دولارًا للطن، بينما استقرت العقود الآجلة للنحاس الأمريكي عند 5.39 دولارًا للرطل. وقال محللو السلع النفيسة لدى انفيستنق دوت كوم، انخفضت أسعار الذهب قليلاً في التعاملات الآسيوية يوم الخميس، متأثرةً بعمليات جني الأرباح، حتى مع تزايد ثقة المستثمرين في أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. جاء هذا الانخفاض حتى مع تقدير الأسواق لفرصة تقارب 90% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي يومي 9 و10 ديسمبر. وعززت أحدث البيانات في الولاياتالمتحدة التوقعات تجاه خفض سعر الفائدة. فقد انخفض عدد الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 32,000 وظيفة في نوفمبر، وفقًا لتقرير التوظيف - وهو انخفاض ملحوظ عن الزيادة المنقحة في أكتوبر والبالغة 47,000 وظيفة، وهو أقل بكثير من توقعات النمو الإيجابي. إلا أن انخفاض معدلات تسريح العمالة يشير إلى أن هذا الضعف قد لا يعكس الوضع الحقيقي لسوق العمل. في الوقت نفسه، أظهر مؤشر معهد إدارة التوريدات للخدمات توسعًا متواضعًا في نوفمبر، لكن البيانات الأساسية أشارت إلى تباطؤ. وينتظر المستثمرون الآن إشارةً أكثر دقةً من مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي، والمقرر صدوره يوم الجمعة، لتأكيد مدى جدية أي خفض محتمل لأسعار الفائدة. ومما زاد من حالة عدم اليقين التقارير الإعلامية التي أفادت بأن إدارة ترامب ألغت فجأةً المقابلات مع عدد من المرشحين لخلافة جيروم باول، مما عزز التكهنات بأن كيفن هاسيت قد يتولى رئاسة الاحتياطي الفيدرالي القادمة. وقد عززت هذه التقارير التوقعات بموقف أكثر اعتدالاً من الاحتياطي الفيدرالي تحت القيادة الجديدة، وهو تطور قد يُفضّل الأصول غير المُدرّة للعائد مثل الذهب.